الأخبار والتقارير
الثلاثاء – 10 سبتمبر 2024 – 09:13 م بتوقيت عدن,,,
4 مايو / خاص
يصادف غداً الأربعاء (11 سبتمبر) الذكرى الستين لتأسيس قناة عدن التلفزيونية، دون أي اهتمام يذكر من قبل وزارة الإعلام أو الجهات ذات العلاقة، بهذه المناسبة، أو إعادة الاعتبار لهذا الصرح المهم في تاريخ الإعلام الجنوبي والعربي عموماً.
في عام 1964م تأسس تلفزيون عدن بعد عشرة أعوام فقط من تأسيس إذاعة عدن (التي سميت فيما بعد بإذاعة عدن)، كما جاء تأسيس تلفزيون عدن بعد 24 عاماً من ظهور أول بث إذاعي ميداني مباشر للجمهور في مدينة عدن عاصمة اتحاد إمارات الجنوب العربي.
الجدير بالذكر أن إذاعة عدن كانت تصدح بصوت الجراش والغابة وغيرها، وتميزت في بدايات ظهورها الميداني في مرحلتها الأولى عام 1940م بتجربة فريدة على مستوى عالمي، حيث كان المذيع يقرأ الأخبار مباشرة من خلال الميكروفونات المنتشرة في المكان ((من مبنى شرطة كريتر القديم في زاوية شارع الزعفران في كريتر، أو من مبنى شرطة الشيخ عثمان.. إلخ)) وبعد أن ينتهي (المذيع/الفنان) يترك الصحف – التي كان يقرأ منها الأخبار التي تأتيه كل بضع ساعات من مكتب العلاقات العامة والنشر في التواهي – يترك الصحف ويحمل العود ويقدم فقرات غنائية للجمهور الذي كان يتابع بحماس كبير من الجالسين في ساحة السوق البلدي في كريتر (ساحة سوق الفل حالياً) أو في الساحة المقابلة لشرطة الشيخ عثمان وبجوار مبنى التوثيق الحالي في الشيخ عثمان.
وبالعودة إلى البداية، انطلق تلفزيون عدن بالبث المرئي (الأبيض والأسود) في 11 سبتمبر 1964م من مقره القديم في جبال مديرية التواهي بعدن، وتم جلب أجهزة التلفزيون من محطة بريطانية في جزيرة قبرص.
عند تأسيس قناة عدن التلفزيونية غطى نطاق إرسالها الأحياء المأهولة بالسكان في مدينة عدن، باستخدام مرسلين كل منهما بقوة 100 وات، الأول في جبل مديرية التواهي، والثاني في جبل حديد المطل على مديرية كريتر، بالإضافة إلى مرسلين بقوة 10 وات في منطقة صلاح الدين في البريقة وكريتر.
في يناير 1979 انتقل مبنى التلفزيون إلى المبنى الحالي في مديرية التواهي (مبنى البينو – مبنى كان تابعاً لشركة خدمات بحرية تابعة لرجل الأعمال أنتوني باس)، وتم تجهيز مبنى الإذاعة والتلفزيون (مبنى البينو) للبث بالأبيض والأسود وضم 3 استوديوهات أكبرها كانت مساحتها 150 متراً مربعاً ومزودة بالمعدات الفنية.
وبعد ذلك، وتحديداً في 8 مارس 1981م، جرى التحول التدريجي إلى البث الملون، وتمت استعادة أنظمة العمل الخاصة ببث البرامج الملونة، وإعادة تجهيز الاستوديوهات بأجهزة وشاشات ملونة، واستخدام أجهزة الفيديو الحديثة (آنذاك) بمختلف الأنواع والأحجام، فضلاً عن استخدام أجهزة التحرير والتسجيل داخل الاستوديوهات. وتمكنت قناة عدن التلفزيونية -آنذاك- من بث جميع برامجها المحلية أو المجمعة بالألوان وبثها للمشاهدين.
تلا ذلك التحول إلى التعامل مع الأقمار الصناعية عبر محطة الاتصالات الأرضية في يونيو 1981م، وهو ما أتاح إمكانية تلقي الأخبار والمواد الإخبارية والبرامج الخارجية بشكل يومي وسريع، كما تمكنت قناة عدن التلفزيونية من نقل الأحداث والأنشطة العالمية مباشرة وبشكل يومي، وهو ما مكن المشاهدين من التواصل مع الأحداث العالمية بشكل سريع ويومي.
كما شهدت قناة عدن تطوراً لاحقاً بعد تلك المرحلة تمثل في إدخال واستخدام مركبات البث التلفزيوني الخارجية، الأمر الذي وسع العمل الميداني والتغطية خارج استوديوهات التلفزيون، وشهد العام 1981 انطلاق البث المباشر والحي للمباريات الرياضية وغيرها من الفعاليات داخل الدولة الجنوبية آنذاك (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)، وتعالى صوت المعلق الرياضي الشهير محمد سعيد سالم وهو يعلق مباشرة من خارج استوديوهات قناة عدن، ومباشرة من الملعب على المباريات الرياضية من ملعب البلدية الرياضي بكريتر (ملعب الحبيشي)، في حدث تاريخي مميز لكل من شهده من سكان عدن الذين تابعوا المباريات الرياضية ببث تلفزيوني مباشر على الهواء وهم جالسون في منازلهم يشربون الشاي.
وبعد المستنقع المشؤوم عام 1990م، وفي محاولة فاشلة لطمس تاريخ وهوية تلفزيون عدن، تم تغيير اسم تلفزيون عدن إلى اسم القناة الثانية، ثم بعد حرب احتلال الجنوب عام 1994م، واستمراراً لمحاولات طمس تاريخ وهوية تلفزيون عدن، تم تغيير اسم تلفزيون عدن مرة أخرى إلى اسم قناة تلفزيون اليمن، ثم قناة 22 مايو، ثم بسبب الضغط الشعبي والنخب الجنوبية المناضلة تم إرجاع الاسم إلى اسمه السابق.
لأول مرة في تاريخ قناة عدن الفضائية، توقفت عن البث في العام 2015، عقب اجتياح قوات الحوثي وصالح للعاصمة الجنوبية عدن.
وحتى اليوم (2024م) ونحن نحتفل بالذكرى الستين لهذا الصرح الإعلامي العظيم (1964م – 2024م) لا تزال قناة عدن صامتة وشاشتها غير مرئية ويبعد عنها أعضاؤها ومذيعيها ومخرجيها وصحفييها وإعلاميها وفنيينها وعمالها.. قسراً، في حالة إقصاء ممنهج ضد قناة عدن والعاملين فيها تمارسه وزارة الإعلام التي خلقت كياناً ضبابياً يبث من خارج الحدود أطلقت عليه نظرياً تلفزيون عدن، بينما الكيان الحقيقي والشرعي مقيد لا يستطيع البث من مكانه ونقطة انطلاقه العاصمة عدن.
ونتمنى أن تثمر كل الجهود الطيبة التي بذلت وتبذل، لاستعادة روح تلفزيون عدن، واستعادة سمعته، وإعادة العاملين فيه إلى مكانهم الطبيعي داخل استديوهاته وخلف كاميراته.
أتمنى أن نحتفل بالذكرى الواحدة والستين لتأسيس تلفزيون عدن داخل مبنى التلفزيون في التواهي وليس خارجه كما نفعل اليوم.
*نصر مبارك بغريب
الأخبار والتقارير
الثلاثاء – 10 سبتمبر 2024 – 09:13 م بتوقيت عدن,,,
4 مايو / خاص
يصادف غداً الأربعاء (11 سبتمبر) الذكرى الستين لتأسيس قناة عدن التلفزيونية، دون أي اهتمام يذكر من قبل وزارة الإعلام أو الجهات ذات العلاقة، بهذه المناسبة، أو إعادة الاعتبار لهذا الصرح المهم في تاريخ الإعلام الجنوبي والعربي عموماً.
في عام 1964م تأسس تلفزيون عدن بعد عشرة أعوام فقط من تأسيس إذاعة عدن (التي سميت فيما بعد بإذاعة عدن)، كما جاء تأسيس تلفزيون عدن بعد 24 عاماً من ظهور أول بث إذاعي ميداني مباشر للجمهور في مدينة عدن عاصمة اتحاد إمارات الجنوب العربي.
الجدير بالذكر أن إذاعة عدن كانت تصدح بصوت الجراش والغابة وغيرها، وتميزت في بدايات ظهورها الميداني في مرحلتها الأولى عام 1940م بتجربة فريدة على مستوى عالمي، حيث كان المذيع يقرأ الأخبار مباشرة من خلال الميكروفونات المنتشرة في المكان ((من مبنى شرطة كريتر القديم في زاوية شارع الزعفران في كريتر، أو من مبنى شرطة الشيخ عثمان.. إلخ)) وبعد أن ينتهي (المذيع/الفنان) يترك الصحف – التي كان يقرأ منها الأخبار التي تأتيه كل بضع ساعات من مكتب العلاقات العامة والنشر في التواهي – يترك الصحف ويحمل العود ويقدم فقرات غنائية للجمهور الذي كان يتابع بحماس كبير من الجالسين في ساحة السوق البلدي في كريتر (ساحة سوق الفل حالياً) أو في الساحة المقابلة لشرطة الشيخ عثمان وبجوار مبنى التوثيق الحالي في الشيخ عثمان.
وبالعودة إلى البداية، انطلق تلفزيون عدن بالبث المرئي (الأبيض والأسود) في 11 سبتمبر 1964م من مقره القديم في جبال مديرية التواهي بعدن، وتم جلب أجهزة التلفزيون من محطة بريطانية في جزيرة قبرص.
عند تأسيس قناة عدن التلفزيونية غطى نطاق إرسالها الأحياء المأهولة بالسكان في مدينة عدن، باستخدام مرسلين كل منهما بقوة 100 وات، الأول في جبل مديرية التواهي، والثاني في جبل حديد المطل على مديرية كريتر، بالإضافة إلى مرسلين بقوة 10 وات في منطقة صلاح الدين في البريقة وكريتر.
في يناير 1979 انتقل مبنى التلفزيون إلى المبنى الحالي في مديرية التواهي (مبنى البينو – مبنى كان تابعاً لشركة خدمات بحرية تابعة لرجل الأعمال أنتوني باس)، وتم تجهيز مبنى الإذاعة والتلفزيون (مبنى البينو) للبث بالأبيض والأسود وضم 3 استوديوهات أكبرها كانت مساحتها 150 متراً مربعاً ومزودة بالمعدات الفنية.
وبعد ذلك، وتحديداً في 8 مارس 1981م، جرى التحول التدريجي إلى البث الملون، وتمت استعادة أنظمة العمل الخاصة ببث البرامج الملونة، وإعادة تجهيز الاستوديوهات بأجهزة وشاشات ملونة، واستخدام أجهزة الفيديو الحديثة (آنذاك) بمختلف الأنواع والأحجام، فضلاً عن استخدام أجهزة التحرير والتسجيل داخل الاستوديوهات. وتمكنت قناة عدن التلفزيونية -آنذاك- من بث جميع برامجها المحلية أو المجمعة بالألوان وبثها للمشاهدين.
تلا ذلك التحول إلى التعامل مع الأقمار الصناعية عبر محطة الاتصالات الأرضية في يونيو 1981م، وهو ما أتاح إمكانية تلقي الأخبار والمواد الإخبارية والبرامج الخارجية بشكل يومي وسريع، كما تمكنت قناة عدن التلفزيونية من نقل الأحداث والأنشطة العالمية مباشرة وبشكل يومي، وهو ما مكن المشاهدين من التواصل مع الأحداث العالمية بشكل سريع ويومي.
كما شهدت قناة عدن تطوراً لاحقاً بعد تلك المرحلة تمثل في إدخال واستخدام مركبات البث التلفزيوني الخارجية، الأمر الذي وسع العمل الميداني والتغطية خارج استوديوهات التلفزيون، وشهد العام 1981 انطلاق البث المباشر والحي للمباريات الرياضية وغيرها من الفعاليات داخل الدولة الجنوبية آنذاك (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)، وتعالى صوت المعلق الرياضي الشهير محمد سعيد سالم وهو يعلق مباشرة من خارج استوديوهات قناة عدن، ومباشرة من الملعب على المباريات الرياضية من ملعب البلدية الرياضي بكريتر (ملعب الحبيشي)، في حدث تاريخي مميز لكل من شهده من سكان عدن الذين تابعوا المباريات الرياضية ببث تلفزيوني مباشر على الهواء وهم جالسون في منازلهم يشربون الشاي.
وبعد المستنقع المشؤوم عام 1990م، وفي محاولة فاشلة لطمس تاريخ وهوية تلفزيون عدن، تم تغيير اسم تلفزيون عدن إلى اسم القناة الثانية، ثم بعد حرب احتلال الجنوب عام 1994م، واستمراراً لمحاولات طمس تاريخ وهوية تلفزيون عدن، تم تغيير اسم تلفزيون عدن مرة أخرى إلى اسم قناة تلفزيون اليمن، ثم قناة 22 مايو، ثم بسبب الضغط الشعبي والنخب الجنوبية المناضلة تم إرجاع الاسم إلى اسمه السابق.
لأول مرة في تاريخ قناة عدن الفضائية، توقفت عن البث في العام 2015، عقب اجتياح قوات الحوثي وصالح للعاصمة الجنوبية عدن.
وحتى اليوم (2024م) ونحن نحتفل بالذكرى الستين لهذا الصرح الإعلامي العظيم (1964م – 2024م) لا تزال قناة عدن صامتة وشاشتها غير مرئية ويبعد عنها أعضاؤها ومذيعيها ومخرجيها وصحفييها وإعلاميها وفنيينها وعمالها.. قسراً، في حالة إقصاء ممنهج ضد قناة عدن والعاملين فيها تمارسه وزارة الإعلام التي خلقت كياناً ضبابياً يبث من خارج الحدود أطلقت عليه نظرياً تلفزيون عدن، بينما الكيان الحقيقي والشرعي مقيد لا يستطيع البث من مكانه ونقطة انطلاقه العاصمة عدن.
ونتمنى أن تثمر كل الجهود الطيبة التي بذلت وتبذل، لاستعادة روح تلفزيون عدن، واستعادة سمعته، وإعادة العاملين فيه إلى مكانهم الطبيعي داخل استديوهاته وخلف كاميراته.
أتمنى أن نحتفل بالذكرى الواحدة والستين لتأسيس تلفزيون عدن داخل مبنى التلفزيون في التواهي وليس خارجه كما نفعل اليوم.
*نصر مبارك بغريب