وبينما أخضعت مليشيات الحوثي منذ أسابيع مئات الأطفال والمراهقين لتلقي دروس تكتيكية وتدريبات قتالية في أكثر من 626 مركزاً صيفياً مغلقاً ومفتوحاً في محافظة إب اليمنية، شكا السكان من تنامي ظاهرة اختطاف المراهقين وانتشارها، في أكثر من قرية ومدينة، وسط اتهامات مباشرة لقيادات التنظيم بالوقوف وراء الأحداث. الاختطاف بغرض الابتزاز والاستغلال والتجنيد.
واعترف زعيم الجماعة الإرهابية عبدالملك الحوثي، في خطبته الأخيرة، بتجنيد وتدريب 296 ألف عنصر منذ بداية أحداث غزة، وأكد استمرار التعبئة والتعبئة، تحت مزاعم دعمها. الفلسطينيون والاستعداد للمواجهة مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
أفاد مصدر أمني معارض لجماعة الحوثيين في إب، لصحيفة الشرق الأوسط، تصاعداً مقلقاً في ظاهرة اختطاف المراهقين في المحافظة، كاشفاً أن مدينة إب (مركز المحافظة) ومديريات العدين وسجل حبيش ويريم وآخرون مؤخراً أكثر من 7 حوادث اختطاف، أغلب ضحاياها من المراهقين.
واتهم المصدر الذي طلب إخفاء معلوماته: حفاظاً على حياته، قررت قيادات جماعة الحوثي الوقوف وراء حوادث الاختطاف السابقة والحالية التي تشهدها إب وبقية مديرياتها (193 كيلومتراً جنوبي). صنعاء)، بالتزامن مع حالة الفوضى والانفلات الأمني غير المسبوقة التي تعاني منها المحافظة، بالإضافة إلى الأوضاع المعيشية البائسة التي يعيشها السكان.
وآخر هذه الحوادث، بحسب المصدر، هو اختطاف مراهق يدعى موسى الزهيري من مديرية العدين أثناء دخوله من قريته “بني زهير” إلى مركز المديرية للشراء. بعض الاحتياجات، حيث لم يتم الكشف عن مصيره حتى هذه اللحظة.
وذكر مقربون من عائلة المراهق أنهم أبلغوا الأجهزة الأمنية التابعة للجماعة في الناحية بفقدان ابنهم، وأن الجماعة لم تحرك ساكناً حيال ذلك البلاغ.
ونقلت المصادر عن شهود عيان في مديرية العدين، أن مشرفين حوثيين حشدوا قبل أيام مجموعة من الأطفال والمراهقين في المديرية دون علم ذويهم، ثم نقلوهم في حافلات باتجاه مركز المحافظة لتسجيلهم صيفاً. المعسكرات والمشاركة في تظاهرة طلابية تنوي المجموعة القيام بها.
ورجحت المصادر أن المراهق موسى الزهيري كان من بين آخرين جذبهم التنظيم وأجبروه على الانضمام إلى صفوفه.
وسبق اختفاء الزهيري تسجيل حوادث اختطاف أخرى تعرض لها مراهقون وشبان في عدة مديريات بإب، بينهم شقيقان الأول عصام والآخر أدهم، اختطفهما مجهولون في مديرية يريم شمال شرق إب، حيث ويستمر ذووهم في البحث عنهم في عدة مناطق حتى الآن. على أمل العثور عليهم، في ظل اتهامات لجماعة الحوثي بالمسؤولية عن اختفائهم.
وعلى خلفية دعوات جماعة الحوثي المتكررة لحشد الطلاب إلى معسكراتها الصيفية، والتي قوبلت بمزيد من الرفض المجتمعي، اتهمت مصادر في إب قيادات ومشرفين للجماعة بالوقوف وراء جرائم اختطاف المراهقين والأطفال بدافع تجنيدهم والانتقام من أهاليهم لرفضهم إلحاقهم بالمخيمات الصيفية.
ويؤكد سليم الناشط المجتمعي في مدينة إب، أن جرائم الاختطاف بكافة أشكالها تشهد تزايداً ملحوظاً كل عام مع إطلاق الحوثيين لمراكزهم الصيفية.
ويقول إن الجماعة الانقلابية قامت مراراً وتكراراً باستقطاب وحشد الأطفال والشباب واختطاف آخرين من عدة قرى ومناطق مختلفة في إب لتعزيز معسكراتها الصيفية معهم. ودعا الحقوقيين والمنظمات الدولية المعنية بالطفولة وحقوق الإنسان إلى التدخل لمعرفة مصير المختطفين ومكان وجودهم.
ترك التعليم
كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، في بيان لها مؤخراً، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة، بسبب تداعيات سنوات من النزاع المسلح في البلاد. وأكدت المنظمة أن شركاء التعليم يقومون بإعادة تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة آخرين إلى المدارس. معتبرا أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.
منذ انقلاب الحوثيين في أواخر عام 2014، كان للهجمات على أطفال المدارس والمعلمين والبنية التحتية التعليمية تأثير مدمر على النظام التعليمي في اليمن وعلى فرص ملايين الأطفال في الحصول على التعليم.
وفقًا لليونيسف، كان للصراع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء اليمن، وتجزئة نظام التعليم المنهار بالفعل تأثير عميق على التعلم والنمو المعرفي والعاطفي العام والصحة العقلية لجميع الأطفال في سن المدرسة. الأطفال، حيث يبلغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة.
وبحسب البيان، دمرت الحرب أكثر من 2916 مدرسة (واحدة على الأقل من كل أربع مدارس)، أو تضررت جزئياً، أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات الصراع.
Discussion about this post