الشيخ محمد رفعت.. لا يزال البحث عن الشيخ محمد رفعت الملقب بقيثارة السماء من أكثر المواضيع تداولا عبر مختلف المنصات تزامنا مع ذكرى (مولده ووفاته).
محطات في حياة الشيخ محمد رفعت
الشيخ محمد رفعت بن محمود بك، وله اسم مركب، محمد رفعت، ولد بحي المغربلين بدرب الأغات يوم 9 مايو، وفقد بصره وهو في الثانية من عمره.
بدأ الشيخ محمد رفعت رحلته مع حفظ القرآن وهو في الخامسة من عمره، عندما أدخله والده إلى كتاب بشتك الملحق بمسجد فضل باشا بدرب الجماميز بالسيدة زينب. وكان معلمه الأول الشيخ محمد حميدة. وبعد ست سنوات، شعر شيخه بأنه مميز، وبدأ بترشيحه لأداء السهرات في الأماكن القريبة. درس علم التلاوة والتجويد لمدة سنتين على الشيخ عبد الفتاح الهنيدي صاحب أعلى إسناد في عصره، وحصل على رخصته.
توفي والده محمود رفعت، الذي كان يعمل مأمورًا بقسم شرطة الجمالية، وهو في التاسعة من عمره، ووجد نفسه مسؤولاً عن أسرته المكونة من أمه وخالته وأخته وأخاه “محرم”، و أصبح المعيل الوحيد لها. وعندما كان في الرابعة عشرة من عمره، بدأ يؤدي بعض الليالي في القاهرة بتلاوة القرآن الكريم، وبعد ذلك أصبح يؤذن لتلاوة القرآن في المناطق.
تولى الشيخ محمد رفعت القراءة في مسجد فضل باشا بحي السيدة زينب عام 1918م، حيث تم تعيينه مقرئاً للسورة وهو في الخامسة عشرة من عمره. حقق شهرة ونال حب الناس، وحرص النحاس باشا والملك فاروق على سماعه.
وواصل القراءة في المسجد حتى اعتزاله ولاءً للمسجد الذي شهد ولادته في عالم القراءة منذ الصغر.
وهو أول من افتتح الإذاعة المصرية في 31 مايو 1934، بعد أن أفتى شيخ الأزهر محمد الأحمدي الظواهري بجواز إذاعة القرآن الكريم. فأفتاه بالجواز، فافتتحها بآية من أول سورة الفتح: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا)، وعندما سمعت الإذاعة البريطانية بي بي سي العربية أرسلت صوته إليه و وطلبوا منه تسجيل القرآن، فرفض ظناً منه أنه حرام لأنهم ليسوا مسلمين. فطلب الإمام المراغي الفتوى، فشرح له الأمر وأخبره أنه ليس بحرام، فسجل لهم سورة مريم.
عُرف الشيخ القارئ بالعديد من الألقاب منها: قيثارة السماء، وتاج الراديو، والصوت الذهبي، والصوت الملائكي. ويقال عن الشيخ أنه كان رحيما لطيفا، قوي المشاعر ويعطف على الفقراء والمحتاجين.
ويروى أنه زار صديقاً له قبل وفاته بقليل، فقال له صديقه: من يعتني بابنتي بعد وفاتي؟ تأثر الشيخ من ذلك، وفي اليوم التالي، بينما كان الشيخ يقرأ القرآن من سورة الضحى، ولما وصل إلى الآية (فأما اليتيم فلا تغلب) تذكر الفتاة وأخذ يبكي بحرارة، ثم خصص للفتاة مبلغاً من المال حتى تتزوج.
كان الشيخ محمد رفعت رحمه الله زاهدا وصوفي المذهب النقشبندي. وكان يميل إلى الفقراء والبسطاء أكثر من مخالطة الأغنياء. وفي أحد الأيام احتفل بمناسبة لجارته الفقيرة، مفضلا أن تذهب لإحياء ذكرى وفاة الملك فؤاد والد الملك فاروق.
في عام 1943، أصيب الشيخ محمد رفعت بحزقة في الحلق، مما أدى إلى انقطاع تلاوته، فتوقف عن القراءة. وكان سبب الحازوقة هو ورم في حلقه، يعتقد أنه سرطان الحنجرة. وأنفق ما عنده عليها حتى افتقر، ولم يمد يده إلى أحد. حتى أنه اعتذر عن قبول المبلغ الذي تم تحصيله في الاشتراك (نحو خمسين ألف جنيه) لعلاجه رغم أنه لا يملك وسائل العلاج. فكان جوابه قوله الشهير: “لا يذل قارئ القرآن”.
توفي الشيخ عام 1950م، في نفس يوم ولادته، عن عمر يناهز 68 عامًا. وكان حلمه أن يُدفن بجوار مسجد السيدة نفيسة -رضي الله عنها- حتى تقرر منحه جثمانًا. قطعة أرض بجوار المسجد، فبنى عليها مقبرته. وكان من عادته أن يذهب كل يوم اثنين أمام المقبرة ليقرأ ما استطاع من آيات القرآن الكريم.
ونعته الإذاعة المصرية بوفاته قائلة: أيها المسلمون، فقدنا اليوم شخصية بارزة في الإسلام.
انضم إلى قناة عرب تايم الإخبارية على التلغرام وتابع أهم الأخبار في الوقت المناسب. انقر هنا
Discussion about this post