الذكرى الثالثة لتحرير شبوة.. أهالي محافظة شبوة خاصة والجنوب عامة يحتفلون بالذكرى الثالثة لعملية “إعصار الجنوب” التاريخية وذكرى تحرير مديريات بيحان التي حررتها قوات التحالف أبطال القوات المسلحة ألوية عمالقة الجنوب والتي أسفرت عن تحرير المحافظة من مليشيا الحوثي الإيرانية الإرهابية وأعوانها.
وتشكل هذه الذكرى محطة مهمة لتقييم ما تم تحقيقه على أرض الواقع، والتحولات الكبيرة التي تشهدها شبوة اليوم بعد تحريرها، والفرق الشاسع بين ما كانت عليه المحافظة قبل عملية التحرير وبعدها.
قبل بدء عملية “إعصار الجنوب” عام 2022 كانت محافظة شبوة تعاني من تدهور أمني واقتصادي حاد نتيجة تواجد مليشيات الحوثي الإرهابية ومليشيات الإخوان المسلمين التي كانت تسعى لفرض سيطرتها على المناطق الحيوية في المحافظة. واستخدمت مليشيات الحوثي شبوة معبراً لتهريب الأسلحة والمقاتلين واستهداف الجنوب. مما ساهم في زعزعة الاستقرار وانعدام الأمن والفوضى التي تعيشها هذه المحافظة في ظل الانتهاكات المتواصلة، حيث كانت شبوة تشهد تدهوراً في الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه والصحة والتعليم، في ظل استمرار الحروب والصراعات. وعطل احتلال الحوثي العديد من المشاريع التنموية والخدمية التي كان من المفترض أن تساهم في تحسين حياة الناس في المحافظة.
لكن بعد عملية “إعصار الجنوب” انقلبت الأمور رأساً على عقب مع تحرير شبوة. وبفضل تضحيات أبطال القوات المسلحة الجنوبية بقيادة مغاوير ألوية العمالقة، وتشكيل قوات دفاع شبوة الباسلة التي أثبتت نجاحها مبكراً، بدأ العمل والأمن والاستقرار يعود تدريجياً إلى كافة أنحاء المحافظة. المحافظة بدعم وتمويل. من دولة الإمارات العربية المتحدة التي وصلت مشاريعها الخيرية والخدمية إلى كافة المناطق، تأهيل وتدريب ودعم المنظومة الأمنية والعسكرية، ورغم التحديات الأمنية الكبيرة التي واجهها الأبطال في بداية العمليات إلا أنهم تمكنوا من دحر الحوثيين الميليشيات والقضاء على التهديدات الإرهابية التي كانت تهدد حياة المواطنين وطمأنينتهم.
والفرق الكبير بين اليوم والأمس يظهر بوضوح في عودة الأمن والأمان الذي مكن المواطنين من ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي وآمن. لقد أصبحت شبوة خالية من التنظيمات الإرهابية وأيادي المليشيات التي كانت تنشر الرعب في قلوب الناس وتسلب الحرية والكرامة والحقوق بكل ظلم وطغيان. وتشهد المحافظة اليوم حالة من الهدوء النسبي الذي خلقته القوات المسلحة وألوية عمالقة الجنوب، مما سهل تنفيذ القوانين وتعزيز النظام في مختلف مناطق المحافظة.
وما يميز شبوة اليوم هو الانتعاش التنموي الكبير الذي تشهده منذ تحريرها، والذي توقف منذ سنوات بسبب احتلال الحوثيين والإخوان في مجال البنية التحتية. وتم تأهيل العديد من الطرق الرئيسية في المحافظة، وكذلك بعضها الذي يربط شبوة ببقية المحافظات، مما ساهم في تسهيل حركة المواطنين. .
وفي المجال الصحي، وبدعم إماراتي، تم تأهيل عدد من المستشفيات والمراكز الصحية، وزيادة الدعم الطبي، مما انعكس إيجاباً على الوضع الصحي في المحافظة. كما تم افتتاح مشاريع جديدة لتحسين خدمات الكهرباء والماء التي كانت تعاني من نقص كبير في فترات ما قبل التحرير. وفي القطاع التعليمي، أعيد فتح العديد من المدارس.
وتعتبر شبوة اليوم نموذجاً حياً للمقاومة والتحدي، حيث أثبتت قواتها المسلحة وأبناؤها أنهم قادرون على صنع التغيير، ليس من خلال التحرير العسكري فحسب، بل من خلال إعادة إعمار وتنمية المحافظة التي أنهكتها السنين. من الحرب. وتعكس الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الثلاث الماضية الإرادة الصلبة لمواطني شبوة، وحكمة قيادة سلطتها المحلية ممثلة بالمحافظ ابن الوزير، في استغلال الفرص المتاحة لتحقيق الاستقرار والتقدم والبناء.
مع بداية العام 2025م، يعقد أبناء شبوة أملاً كبيراً بالمستقبل. ولا يزال العمل مستمراً لتطوير كافة القطاعات وتحقيق طموحات المحافظة في أن تكون من أبرز محافظات الجنوب في مجالات الأمن والاستقرار والتنمية، بعد أن تجاوزت مرحلة الظلام.
وفي الذكرى الثالثة لتحرير شبوة يبقى الدرس الأكبر في تضحيات الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداءً للأرض والشعب، ليبقى التحرير خطوة نحو غد أفضل وأمل مشرق للشعب. المستقبل، وكل قوافل شهداء الجنوب تتابع طريقهم وتضحياتهم العظيمة، محافظة على ما تحقق ومواصلة المشوار حتى تحرير واستعادة ما تبقى من الأراضي الجنوبية الطاهرة واستعادة الدولة.
انضم إلى قناة عرب تايم على التليجرام وتابع أهم الأخبار في الوقت المناسب. انقر هنا