#مجزرة_سينة_للاحتلال_الجنوبي.. في مشهد تاريخي يعكس تماسك ووحدة شعب الجنوب أعلنت محافظة الضالع في ديسمبر 2013 انطلاق انتفاضة شعبية واسعة بقيادة المناضل شلال شائعي، لتكون المحافظة الأولى في الجنوب لدعم أبناء محافظة حضرموت في انتفاضتهم ضد الاحتلال الجنوبي.
وجاء هذا التصعيد الشعبي الكبير بعد اغتيال المقدم سعد بن حبريش مؤسس تحالف حضرموت، في 2 ديسمبر 2013، على يد جنود المنطقة العسكرية الأولى أثناء مروره بنقطة عسكرية في مدينة سيئون.
ومع اتساع نطاق التصعيد الشعبي، اندلعت مسيرات حاشدة في شوارع مدينة الضالع، حيث تم إغلاق كافة المرافق الحكومية ورفع أهالي الضالع أعلام الجنوب على أسطح المباني. وتزامن ذلك مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين مقاومة الانتفاضة الشعبية وقوات الاحتلال الجنوبي ممثلة بالأمن المركزي وجيش الضبعان. وبفضل صمود المقاومة طردت قوات الاحتلال من أغلب المقرات والمؤسسات الأمنية والحكومية في الضالع، وفي محاولة لقطع الاتصالات وترويع السكان تعمدت قوات الاحتلال قطع الاتصالات والإنترنت الشبكات في كافة مديريات المحافظة.
لكن هذه الموجة الشعبية العارمة أثارت غضب سلطات الاحتلال، فبادرت باغتيال الناشط الشاب فهمي سناح، أحد أبرز شباب الحراك الشعبي في الضالع. وفي خطوة تصعيدية وحشية، أمر المجرم عبد الله الضبعان بقصف معسكر عزاء الشهيد فهمي سناح يوم الجمعة 27 ديسمبر 2013 بقذائف الدبابات. وجميع أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة لحظة وصول القائد شلال شائع إلى المعسكر، ولم تحترم قوات الضبعان حرمة يوم الجمعة أو تواجد المدنيين والأطفال في المعسكر، ما أدى إلى مجزرة مروعة هزت المعسكر. الضالع والجنوب بأكمله، وأثارت موجة إدانات محلية ودولية.
ووثقت المنظمات الحقوقية الدولية الجريمة بعد وصولها إلى مكان المجزرة، وأكدت أن ملف الجريمة مكتمل من الناحيتين القانونية والإجرائية. كما وثقوا شهادات الجرحى وشهود العيان الذين أكدوا تورط المجرم الضبعان في إصدار الأوامر بالتفجير وارتكاب هذه الجريمة البشعة التي أدانتها بشدة المنظمات الدولية ومجلس الأمن الدولي. والأمم المتحدة التي دعت إلى نقل ملف الجريمة إلى المحكمة الجنائية الدولية لمعاقبة مرتكبيها، مشددة على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات. استمرار الهجمات ضد المدنيين في الجنوب.
وفي أعقاب هذه المجزرة تصاعدت الاحتجاجات الشعبية، وبدأت المقاومة الشعبية بقيادة الناشط شلال شائعي بمحاصرة اللواء 33 مدرع بقيادة المجرم عبد الله ضبعان. المقاومة نصبت كمائن لآليات جيش الاحتلال في عدة مناطق، وأسفرت العمليات عن أسر 13 جندياً وحرق أربع آليات عسكرية، واستهداف موكب الضبعان على مفرق الجليلة، فيما قصفت دبابات جيش الضبعان المنزل المناضل شلال في الضالع. رداً على حصار مقر اللواء 33 مدرع والعمليات العسكرية التي قادها الشايع ورفاقه.
واستمر التصعيد الشعبي خلال الأشهر التي تلت ذلك، حيث واصلت المقاومة استهداف آليات جيش الاحتلال، ما أدى إلى خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، فضلا عن الاستيلاء على أطقم وآليات عسكرية وأضرار أخرى. وفي عام 2015، عندما انضمت مليشيات الحوثي إلى المعركة، قام اللواء عبد الله ضبعان بتسليم اللواء ومواقعه العسكرية إليها، لكن المقاومة الجنوبية لم تتوقف، وواصلت استهداف آليات مليشيا الحوثي، ونصبت كميناً دقيقاً لها. موكب القيادي الحوثي علي أبو الحكيم عند مفرق الجمارك بمدينة الضالع، ما أدى إلى مقتل عدد من رفاقه. وتوالت العمليات المماثلة واستمرت حتى استكمال تحرير الضالع في 8 أغسطس 2015.
إن الدور البطولي للناشط شلال شائع ورفاقه في قيادة الانتفاضة الشعبية الجنوبية بالضالع، يعكس التلاحم الشعبي والإرادة الصلبة لأبناء الجنوب في مقاومة الاحتلال والتصدي للجرائم والانتهاكات التي ترتكب بحقهم. وتبقى هذه الحركة من أبرز ملامح تاريخ المقاومة الجنوبية.
انضم إلى قناة عرب تايم على التليجرام وتابع أهم الأخبار في الوقت المناسب. انقر هنا