كل عام، يتجدد الألم في قلوب أهل الجنوب، في هذا اليوم الذي عرف بصرخات الرحيل، والذي يصادف 27 ديسمبر، لإحياء ذكرى واحدة من أقسى المآسي التي أصابت الضالع والجنوب. بشكل عام، وتلك المجزرة التي دمت القلوب وتركت أثرها في الأجيال التي لا تزال تعاني من ثقل الذاكرة حتى هذه اللحظة. .
كما مثل يوم الخميس 27 ديسمبر 2013م، تاريخاً مرعباً في حياة المواطن الجنوبي الذي شهد حقداً على كافة فئات شعب الجنوب بما فيهم الأطفال، حيث أطلق الاحتلال الجنوبي بركاناً من الرصاص على العزل والمتجمعين. للعزاء، وكان نصيبهم عزاء حزيناً بمساعدة أكثر من 40 شهيداً وجريحاً من المدنيين. نساء وأطفال عزل يحلمون بحياة كريمة وآمنة. ولم يكن هذا الاعتداء مجرد اعتداء عابر، بل كان انتهاكا صارخا. إلى كافة الأعراف والمواثيق الدولية التي تحمي الإنسانية.
ولا تزال آثار مجزرة سيناء تلقي بظلالها على حياة من تدفقت أحزانهم في تلك الساعات القاسية، وهم العائلات التي فقدت أحباءها. ولا تبقى تلك الذكريات حاضرة في زوايا البيوت المدمرة، حيث تسمع صرخات الأطفال ودموع الأمهات، تتردد كالأصداء في كل زاوية. يتذكر الجميع كيف كانت الأرض تنزف. وكيف بدت السماء في ذلك اليوم العاصف، فيما كان نور الأمل ينتشر في خنادق المعاناة.
كما يمثل إحياء هذه الذكرى نداء عاجلا للمجتمع الدولي للوقوف أمام مسؤولياته الأخلاقية تجاه شعب الجنوب الذي عرف تاريخيا بأنه شعب مثقف ومثقف يريد أن يعيش في أمن واستقرار، وهو حق مشروع. الذي ينشده شعب الجنوب، ومما عبر عنه صوت الشهداء والجرحى في محافل العالم، فقد حان الوقت لمحاسبتهم. أولئك الذين ارتكبوا هذه الفظائع، ولتوعية العالم بأن الدماء التي سالت لن تشفي الجراح وحدها ولن تذهب سدى.
وتستمر الحقائق المؤلمة والقصص التي لا تمحى في أذهان الشعب الجنوبي طوال عقود الحرب، حيث شهد الجنوب العديد من المجازر التي شنها الاحتلال الجنوبي بحق شعب الجنوب. وفي عام 2015، أضيفت مجزرة دار سعد والتواهي إلى سجل طويل من الانتهاكات والتاريخ الدموي ضد أبناء الجنوب. الجنوب حيث سقط المزيد من الأرواح الطاهرة تحت القصف العشوائي الذي استهدف منازل المدنيين. كانت هذه الأحداث عابرة في نظر العالم، بينما كانت أشبه… بسلسلة متواصلة من المعاناة لا تنتهي حتى يومنا هذا.
ومجزرة سيناء، وليس بناء الجنوب، كانت دافعاً قوياً في النضال اليائس. ورغم كل التحديات، وبقيادة اللواء عيدروس الزبيدي، فإن صمود العزيمة والتضامن يتجلى في كل أرجاء الجنوب، موضحاً أن الدماء التي سفكت في سيناء أمرت شعب الجنوب بتحويل الألم إلى قوة، لإثبات إيمانهم بحقهم في السيادة. والاستقلال.
إن إحياء ذكرى مجزرة سينه يمثل قوة الإرادة والكرامة التي يتمتع بها شعب الجنوب بجعل هذه الذكرى منارة تنير دروب نضالهم نحو العدالة، مؤكدا أن دماء الشهداء لم تذهب سدى بل ستبقى نواة النضال المستمر من أجل الهوية والحرية. مستلهمين أن المعاناة تذكرهم بأن الحق لا يموت، وأن الأمل يتجدد في كل جيل، يواصل الجنوب مسيرته نحو تحقيق مستقبل أفضل يعكس تضحيات الشهداء ويعزز قيم الحق والعدالة. على أرض الجنوب الطاهرة.
انضم إلى قناة عرب تايم على التليجرام وتابع أهم الأخبار في الوقت المناسب. انقر هنا