ويشهد وادي عمران بمحافظة أبين معارك حاسمة بين القوات المسلحة الجنوبية وتنظيم القاعدة الإرهابي. ويمثل هذا الوادي أحد أهم معاقل التنظيم، ويشهد حالياً تقدماً ملحوظاً للقوات الجنوبية التي أصبحت الآن قريبة من السيطرة الكاملة عليه. وهذه المعركة، رغم أنها تبدو جغرافية، إلا أنها تحمل أبعاداً استراتيجية. وهذه هي المرحلة الأخيرة في عملية القضاء على الإرهاب في أبين.
“معركة وادي عمران وارتباطها بإنجازات “سهام الجنوب” و”سهام الشرق”
وادي عمران ليس المعركة الأولى في حرب الجنوب ضد الإرهاب. وقد سبقتها عمليات محددة مثل «سهام الجنوب» و«سهام الشرق». ركزت عملية “سهام الجنوب” على المناطق الأكثر تعقيداً وأهمية من الناحية الأمنية، بما في ذلك وادي عمران، حيث تمكنت القوات المسلحة الجنوبية من تدمير البنية التحتية لتنظيم القاعدة وحرمانه من القدرة على استخدام الوادي كسلاح. قاعدة لعملياتها.
أما عملية “سهام الشرق” فاستهدفت مناطق أوسع في محافظة أبين، وحققت إنجازات شملت تحرير مدن كبرى مثل زنجبار وجعار، وتطهيرها من العناصر الإرهابية، وتجفيف مصادر التمويل والإمداد لهذه العناصر. المنظمات. وشكلت هذه العمليات أرضية صلبة للمعركة الحالية، وسيطرت على وادي عمران. هدف منطقي في إطار جهود تعزيز الأمن والاستقرار.
“القادة العسكريون الجنوبيون في أبين: معركتنا ضد الإرهاب مستمرة”
وأكد العميد مختار النوبي قائد اللواء الخامس الدعم والمساندة وقائد محور أبين، في تصريح خاص لـ”عرب تايم الجنوبية”:
وأضاف: “معركة وادي عمران ليست مجرد معركة عسكرية، بل هي معركة وجودية تهدف إلى تأمين الجنوب من خطر الإرهاب. قواتنا تقترب من تحقيق النصر الكامل في هذه المعركة، ونحن مستمرون حتى تطهير كل شبر من أرض الجنوب.
وأضاف النوبي:
لقد سفكت دماء شهدائنا من أجل تحرير الجنوب، وهذه الدماء أمانة على رقابنا. ونعاهد الشهداء والشعب الجنوبي بالمضي قدماً حتى نحقق الهدف المنشود. معركة وادي عمران ليست مجرد محطة في سلسلة انتصارات، بل هي رسالة للعالم بأن الجنوب سيبقى مقاوما للإرهاب بكل أشكاله. “
وأشار النوبي إلى التحديات التي تواجه القوات الجنوبية قائلاً:
وأضاف: «ندرك تماماً أن الإرهاب ليس تهديداً منعزلاً، بل هناك خدمة بين القاعدة والحوثيين وغيرهم من الأطراف التي تسعى إلى زعزعة استقرار الجنوب، لكن قواتنا أثبتت أنها على قدر المسؤولية، ونحن وسنستمر في التصدي لكل هذه المحاولات حتى نحقق الأمن والسلام لشعب الجنوب”.
من جانبه قال العميد الركن علي ناصر المكر قائد اللواء السادس دعم وإسناد:
وأضاف أن “العمليات العسكرية التي نفذتها القوات الجنوبية في وادي عمران تمثل بداية النهاية لتنظيم القاعدة في الجنوب، مؤكداً أن المعركة ضد الإرهاب ستستمر حتى تحقيق الأمن الكامل، معاهداً شهدائنا على المضي قدماً حتى القضاء التام عليه”. بكافة أشكال الإرهاب.”
“التحديات والتحرك نحو الاستقرار”
ورغم الإنجازات الميدانية، لا تزال القوات الجنوبية تواجه تحديات معقدة، أبرزها التعاون بين تنظيم القاعدة ومليشيات الحوثي المدعومة من إيران. ويهدف هذا التعاون بين الأطراف المتعادية إلى إضعاف الجنوب وعرقلة جهوده الأمنية.
وأكد المقدم محمد النقيب، المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة الجنوبية، في تصريح سابق لوكالة سبوتنيك الروسية:
وأضاف: “تمكنت القوات المسلحة الجنوبية من القضاء على تمركز تنظيم القاعدة الإرهابي في وادي عمران، وهو ما يعكس قدرتنا على مواجهة التحديات الأمنية بدقة واحترافية”. وهذه العمليات ليس فقط لحماية الجنوب، بل تساهم أيضًا في تعزيز الأمن الإقليمي والدولي”.
“القوات الجنوبية.. صمود وإرادة لا تنكسر”.
القوات المسلحة الجنوبية تثبت مرة أخرى أنها الدرع الحصين للجنوب في وجه الإرهاب. إن العمليات في وادي عمران ما هي إلا محطة جديدة في طريق طويل من النضال، تعكس إرادة قوية وتفانياً لا حدود له.
ومع استمرار العمليات العسكرية، تبعث القوات الجنوبية برسائل طمأنينة إلى شركائها الإقليميين والدوليين، مؤكدة أنها ليست مجرد قوة عسكرية محلية، بل شريك رئيسي في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين.
وفي هذه اللحظة التاريخية يثبت الجنوب أنه قادر على مواجهة كافة التحديات، ليبقى نموذجاً للصمود والتضحيات. ويقف الجنوب اليوم رمزاً للكرامة والسيادة، في رسالة واضحة للعالم: هذه الأرض لن تخفض رأسها، وسيبقى شعبها في طليعة الدفاع عن أمنها واستقرارها.