استهدفت مقاتلات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا، أهم قواعد تجميع وإطلاق الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات بدون طيار، حسبما كشف تحقيق عسكري حديث لموقع خط الدفاع المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية.
وفي العاشر والحادي عشر من نوفمبر/تشرين الثاني 2024، نفذت مقاتلات أمريكية وبريطانية غارات على مواقع تابعة لميليشيا الحوثي المصنفة على قوائم الإرهاب.
وأكدت التحقيقات أن منطقة جبلية نائية تسمى “حراء” تقع شمال غرب مدينة حرف سفيان مركز المديرية بمحافظة عمران، تعرضت لغارات عنيفة ومركزة.
وقال التحقيق إن تلك الضربات أعقبها تستر من قبل مليشيا الحوثي، مشيراً إلى أنه تم تحديد طبيعة بعض الأهداف التي قصفت في حرف سفيان، بناءً على عملية بحث وتحقق من المصادر المفتوحة وصور الأقمار الصناعية، وخرائط جوجل إيرث.
وأضاف تحقيق “ديفينس لاين” أن ست غارات على الأقل استهدفت مواقع للحوثيين في منطقة “الحيرة”، وهي منطقة جبلية نائية وغير مأهولة تقع إلى الشمال الغربي من مقر اللواء 29 ميكا، المعروف باسم “لواء العمالقة”. والذي يعد من أقوى ألوية الجيش اليمني. سابقًا.
وتقع قيادة اللواء في الجبل الأسود أحد المرتفعات الاستراتيجية المطلة على الطريق الرئيسي الذي يربط صنعاء – عمران – صعدة، ويسيطر على مثلث الطريق الرئيسي بين عمران والجوف كطرق رئيسية. ويمر من أطراف المدينة إلى محافظة الجوف طريقاً يؤدي إلى مديرية برط العنان شمالاً. وآخر يتصل بالمطمة والمتون.
وتظهر نتائج تحليل الصور أن الحوثيين أنشأوا ملاذات رئيسية واحتياطية في المنطقة، مثل المقرات والمستودعات، في حين أنشأوا شبكة من المخابئ والأنفاق الصغيرة المنتشرة على مواقع بعيدة ربطوها بشبكة. بحسب تقرير الدفاع.
وأوضح أنه في الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية بتاريخ 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، لم يلاحظ أي تغيرات في جغرافية المنطقة التي تمت فيها الغارات.
وأشار التحقيق إلى أن تغييرات ظهرت على الأرض منذ بداية عام 2022، تزامنا مع دخول الهدنة الهشة التي أعلنتها الأمم المتحدة (2 أبريل/نيسان) حيز التنفيذ، والتي أدت إلى وقف الغارات الجوية لطائرات التحالف العربي. ومن المحتمل أن تكون بعض أعمال شق الطرق قد بدأت نهاية عام 2021 وبدأت عمليات استطلاع المنطقة.
في حين تظهر صور الأقمار الصناعية التي وثقها موقع “ليفينغاتلاس” وخرائط “جوجل إيرث” الملتقطة بتاريخ 6 يونيو/حزيران 2024، حجم المنشآت بشكل أكثر وضوحا، مما يوضح حجم تطوير المنشآت العسكرية وبناء مخابئ وأنفاق تحت الأرض لتخزين الأسلحة. واستخدامها كمنصات ثابتة ومتحركة لإطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار.
ويوضح خرائط جوجل طبيعة تضاريس المنطقة، لتظهر معالم الأنفاق والكهوف بوضوح في الصور. مما يسمح للمجموعة باستخدامها بكفاءة، بالإضافة إلى الاستفادة من سلسلة الكهوف الطبيعية وطرق عبور السيول المنخفضة والمتعرجة.
ويشير أحد مواقع الغارات إلى أن التنظيم نشر قواعد ومنصات إطلاق (ثابتة ومتحركة) للصواريخ والطائرات في المنطقة المذكورة، وأنه استخدمها فعلياً في عملياته الأخيرة، ما دفع القوات الأمريكية إلى استهدافها.
وأكد التحقيق أن الصور الملتقطة أظهرت تعرض تلك المواقع لغارات سابقة قبل تاريخ الغارات الأخيرة، والتي يرجح أنها أمريكية ونفذت مطلع العام الجاري.
وأشارت ديفينس لاين إلى أن تلك الغارات استهدفت أحد أهم قواعد الحوثيين لتجميع وإطلاق الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات بدون طيار، بغض النظر عن حجم خسارة الجماعة من تلك الضربات.