* الحراك الشعبي والسياسي
وتزامنت تحركات هذه الأحزاب اليمنية للإعلان عن كتلتها الجديدة مع موجة احتجاجات واسعة في مدن الجنوب، حيث شهدت العاصمة عدن احتجاجات سلمية أعرب خلالها الجنوبيون عن رفضهم القاطع لوجود هذه الأحزاب. ورفع المتظاهرون شعارات منددة بما أسموها “الأحزاب اليمنية الفاسدة”، مؤكدين أن هذه الأحزاب لم تقدم للجنوب سوى الفشل والانتهاكات.
في المقابل، رفضت العديد من المكونات الجنوبية، من أحزاب وشخصيات بارزة، المشاركة في هذه الكتلة أو الاعتراف بها، معتبرة أن هذا المشروع هو امتداد لتحالف 1994 الذي اجتاح الجنوب وحوله إلى ساحة صراعات ومكاسب. .
* مواقف الأطراف الجنوبية
وأصدر التجمع الديمقراطي “تاج” بياناً حاد اللهجة أكد فيه رفضه القاطع للكتل الحزبية اليمنية الجديدة، معتبراً إياها معادية لقضية الجنوب وتسعى إلى إعادة إنتاج نفسها بعد أن خسرت قواعدها الشعبية في الشمال لصالحها. الحوثيين. وأشار البيان إلى أن هذه الأطراف تسعى فقط إلى الالتفاف على القضية الجنوبية لتحقيق مكاسب سياسية على حساب حقوق الشعب الجنوبي.
مؤتمر حضرموت الجامع: وأعلن رفضه الانضمام إلى هذا التكتل، موضحاً أن القرار لا يمثل موقف المؤتمر الجامع، وأن أهداف هذا التكتل تتعارض مع المصالح الجنوبية. وشدد بيان المؤتمر على ضرورة اتخاذ أية قرارات وفق الأسس التنظيمية والرؤية الواضحة التي اعتمدها المؤتمر.
*حزب جامعة الجنوب العربي الحر
بدوره، اعتبر الحزب أن هذه الكتلة محكوم عليها بالفشل، مؤكداً رفضه لأنشطة الكتلة التي تستهدف حقوق الشعب الجنوبي وتطلعاته في الاستقلال وبناء دولة الجنوب الفيدرالية ذات السيادة. وأضاف الحزب أنه كان ينبغي لهذه الأطراف اليمنية أن تتجه نحو تحرير مناطقها من مليشيات الحوثي بدلا من محاولة فرض مشاريعها على الجنوب.
*قيادات جنوبية تواجه الكتلة اليمنية
وفي هذا السياق شهدت مدينة عدن سلسلة لقاءات مكثفة بين قيادات المكونات الجنوبية وشخصيات اجتماعية بارزة. وناقش اللقاء التداعيات المحتملة لهذه الكتلة السياسية الجديدة، وضرورة اتخاذ موقف موحد للحفاظ على حقوق ومكتسبات الجنوب.
كما نظم المجلس الأعلى لحزب الحراك الثوري اجتماعات لبحث هذه الكتلة، معرباً عن قلقه من استغلال هذه الكتلة للقضية الجنوبية لصالح المشاريع السياسية المدعومة من الخارج. وشددوا على رفض أي مسارات تسعى إلى المساس بحقوق الجنوبيين وتطلعاتهم المشروعة.
*رسائل واضحة من شبوة والمكلا
وفي مدينة شبوة أصدرت اللجنة التحضيرية لمؤتمر شبوة الشامل بياناً شديد اللهجة أكدت فيه أن حق تمثيل شبوة يقتصر على أهلها، مشيرة إلى أن سكان شبوة دفعوا ثمن الدفاع عن محافظتهم، و أنهم لن يقبلوا الوصاية الخارجية. وشدد البيان على ضرورة احترام خصوصية شبوة وأهلها، ورفض أي تمثيل من جهات خارجة عن سيطرة الجماهير.
وفي مدينة المكلا استضافت منظمة “بيرهوف” الألمانية اجتماعا ضم عددا من القوى والمكونات الجنوبية ناقش تداعيات الكتلة اليمنية الجديدة وسبل مواجهتها، مع التأكيد على رفض أي مشاريع سياسية تضر بالشعب اليمني. مصالح الجنوب واستهداف حقوقه.
* احتجاجات المعارضة
ونظم محتجون في عدن وقفات سلمية أمام مقر الاجتماع الذي عقدته الأحزاب اليمنية، مرددين شعارات رافضة لوجود هذه الأحزاب في الجنوب. وأكد المتظاهرون أنهم يتمسكون بالوسائل السلمية للتعبير عن رفضهم، وأن هذه الاحتجاجات تأتي ضمن سلسلة فعاليات تهدف إلى حماية مكتسبات الجنوب من محاولات إعادة إنتاج الفساد والفشل.
وتؤكد الحراكات الجنوبية أن شعب الجنوب يقف صفاً واحداً في وجه أي مشاريع تستهدف السيطرة على إرادته أو المساس بحقوقه. وتؤكد الاحتجاجات والتصريحات الحازمة لقادة الجنوب أن الشعب الجنوبي أصبح أكثر التزاما بقضيته من أي وقت مضى، ومصمما على تحقيق استقلاله وبناء دولته المستقلة التي تعكس تطلعاته وأهدافه.
Discussion about this post