قال محللون سياسيون في جنوب اليمن، إنه من المهم إحياء ذكرى ثورة أكتوبر كرمز للصمود والحرية، وأن الصعوبات المعيشية التي يواجهها الشعب الجنوبي اليوم لن تثنيه عن التمسك بحقوقه ونضاله المستمر لتحقيق حقوقه. أهداف الحرية والكرامة.
وعلى علامات الألم والمعاناة، قدمت الفرق الفنية الشعبية في احتفالية لحج عروضاً من التراث الجنوبي، جسدت بطولة المقاتلين وتضحياتهم الكبيرة في سبيل تحرير الوطن. كما ترددت خلال الاحتفال الأناشيد الوطنية التي عبرت عن وحدة الصف الجنوبي وتطلعهم لمستقبل أفضل رغم الظروف الصعبة.
ورغم كل هذه التحديات الاقتصادية وغلاء المعيشة، أعرب أهالي لحج من خلال هذا الحفل عن تمسكهم بروح ثورة أكتوبر، مؤكدين أن النضال من أجل الحياة الكريمة ما زال مستمراً، وأن إرث أكتوبر سيبقى حاضرة في نفوس الأجيال الحالية والقادمة.
واليوم يستذكر أبناء لحج الصامدين بشكل خاص، والجنوبيين بشكل عام، ذلك المشهد وذلك التاريخ في نضال جديد ضد الاستعمار الجديد “الاحتلال اليمني” الذي يرتكب أبشع الجرائم بحق أبناء اليمن. جنوب. تخوض القوات المسلحة الجنوبية ملاحم بطولية للدفاع عن أرض الجنوب في مشهد يشبه اليوم الأمس.
شهدت محافظة لحج، أمس، إقامة مهرجان خطابي وفني بهيج دعت إليه قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن بالمحافظة احتفالاً بالذكرى “61” لثورة 14 أكتوبر المجيدة التي انطلقت شرارتها الأولى من قمم جبال شمعة الارداف.
وأكدت قيادة مجلس لحج الانتقالي أن الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية العظيمة، والذي سيقام في الساعة التاسعة من صباح اليوم الثلاثاء، في القاعة الذهبية بمدينة صبر بمديرية تبان، يأتي هذا العام في ظل الظروف الصعبة والمعقدة التي يعيشها شعب الجنوب، وهي مناسبة لتذكر التضحيات التي قدمها شعب الجنوب في ساحة الحرية. استعادة الدولة منذ الستينيات وحتى يومنا هذا تضحيات لم ولن تذهب سدى، إضافة إلى تأكيد أبناء محافظة لحج على المضي قدماً نحو مشروع استعادة الدولة الجنوبية خلف قيادة الجنوب المجلس الانتقالي، ويمثله اللواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي ونائب رئيس المجلس القيادي الرئاسي في اليمن.
وأعلنت قيادة انتقالي لحج استكمال كافة الترتيبات للاحتفال بهذا الحدث الهام، الذي سيرسل خلاله أبناء لحج رسائلهم في الداخل والخارج ويؤكدون مواقفهم الرافضة لأي محاولات لتقسيم الصف الجنوبي ومشاريع تنتقص من حقوقهم وحقهم. ولا تلبي تطلعاتهم في استعادة دولتهم الفيدرالية الجنوبية ذات السيادة الكاملة ضمن حدودها المعروفة قبل عام 1990م.
لجنة التنسيق الانتقالية بجامعة أبين تنظم مهرجانا خطابيا وفنيا بمناسبة الذكرى الـ61 لثورة 14 أكتوبر جنوبي اليمن.
تعتبر الثورة البريطانية من أهم حركات التحرر الوطني في العالم العربي. وكانت هذه الثورة نتاج تراكم طويل من النضالات والمقدمات، حيث سعى الشعب الجنوبي إلى التحرر على مدى عقود من الزمن، مستخدماً الوسائل السلمية في البداية، ترافقت مع انتفاضة شعبية وقبلية مسلحة، ثم تحول نحو الكفاح المسلح المنظم. كخيار لا مفر منه بعد أن أثبت النهج السلمي في مواجهة القمع الاستعماري عدم جدواه.
استمرت محاولات التحرر الوطني في الجنوب لعقود من الزمن قبل اندلاع ثورة أكتوبر. وانتهجت القوى الوطنية خلال تلك الفترة وسائل مختلفة للضغط على الاستعمار البريطاني، بما في ذلك النضال السياسي والمطالبة بالإصلاحات والحقوق. إلا أن هذه المحاولات واجهت قمعًا مستمرًا من قبل السلطات الاستعمارية التي لم تكن مستعدة للتنازل. حول السيطرة على الجنوب.
خلال خمسينيات القرن الماضي، بدأت نواة الحركة الوطنية الجنوبية بالتشكل، والتي بدأت تدرك أن الكفاح المسلح هو السبيل الوحيد لتحقيق التحرر الوطني. ومع بداية الستينيات، اتفقت القوى الوطنية الجنوبية على ضرورة اعتماد الكفاح المسلح كخيار أساسي، مستفيدة من تجارب التحرر في أماكن أخرى. وخاصة في الجزائر وفيتنام.
انطلقت شرارة ثورة 14 أكتوبر من جبال ردفان الشامخة عام 1963م بقيادة الشهيد راجح غالب لبوزة الذي أصبح رمزاً للتضحية والفداء في سبيل التحرر الوطني. وفي بداية شهر أكتوبر وقعت مواجهات مسلحة بين قوات الاستعمار البريطاني ومجموعة من الثوار بقيادة لبوزة الذي قاد العمليات الهجومية. وفي مواجهة قوات الاحتلال البريطاني، كانت هذه المواجهات بمثابة الشرارة التي أشعلت الثورة في جميع أنحاء الجنوب.
ومع استشهاد لبوزة في 14 أكتوبر 1963م، سرعان ما انتشرت نيران الثورة من ردفان إلى بقية المناطق الجنوبية، حيث توحدت القبائل والجماهير مع الثوار في مواجهة الاستعمار. وخلال السنوات الأربع التالية، استمرت المواجهات المسلحة بين الثوار وقوات الاحتلال البريطاني، في معارك امتدت من الجبال إلى المدن. والقرى.
وكانت ثورة الجنوب جزءا من موجة التحرر الوطني في العالم العربي خلال تلك الفترة، ولاقت دعما كبيرا من الدول العربية وعلى رأسها مصر وعلى رأسها الرئيس جمال عبد الناصر الذي قدم الدعم المادي والمعنوي للثوار. ولعب هذا الدعم دوراً محورياً في تعزيز الحركة الوطنية الجنوبية وتوسيع رقعة الكفاح المسلح.
وكان التنظيم الدقيق للحركة الوطنية الجنوبية، وخاصة الجبهة الوطنية لتحرير الجنوب، عنصرا أساسيا في استمرارية الثورة وتطورها. وتمكنت الجبهة من تنظيم صفوفها بإحكام وتوجيه العمليات العسكرية والسياسية لضمان استمرار الزخم الثوري وتوسيع نطاق المواجهة مع قوات الاحتلال الاستعماري.
انضم إلى قناة عرب تايم على التلغرام وتابع أهم الأخبار في الوقت المناسب. انقر هنا
Discussion about this post