تستمر الأجواء الملحمية لثورة 14 أكتوبر المجيدة، التي تحل ذكراها السنوية هذا العام، وسط تحديات كبيرة تحيط بالجنوب العربي في الفترة الحالية نتيجة حرب شاملة يتعرض لها الوطن.
حرص المجلس الانتقالي الجنوبي على تنظيم حفل خطابي فني بمناسبة ذكرى الثورة، تحت شعار “هويتنا جنوبية”، نظمته اللجنة العليا للمناسبات الوطنية بالتعاون مع القيادة المحلية للمجلس في العاصمة عدن، برعاية الرئيس القائد عيدروس الربيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.
حضر الحفل قيادات المجلس الانتقالي والوزراء في حكومة التعادل وعدد من القيادات العسكرية والأمنية.
وألقى القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس الجمعية الوطنية، علي عبدالله الكثيري، كلمة نقل في مستهلها للحاضرين تحيات الرئيس القائد الزُبيدي. وقال إن ذكرى الثورة تمثل تتويجا لنضالات شعب الجنوب، ونتاج الثورات والانتفاضات المتتالية ضد الاستعمار البريطاني والتي استمرت 129 عاما.
وأكد أن الثورة الجنوبية لم تكن انعكاساً لأي ثورة أخرى، بل جاءت من رحم نضال الشعب الجنوبي، وأشار إلى أن شعب الجنوب استمر لعقود من الزمن في مقاومة المستعمر البريطاني، مسلحاً بجيشه. سيواجهون اليوم احتلالاً جديداً فُرض عليهم.
كما وجه الكثيري التحية إلى أرواح شهداء مجزرة ردفان في ذكراها السابعة عشرة، إلى جانب كافة شهداء الثورة الجنوبية.
وقال الكثيري: “نؤكد أن صبر المجلس الانتقالي الجنوبي الرئيس الزبيدي وشعب الجنوب لا بلا حدود. لقد حسم الشعب قراره واصطف خلف قيادته وإرادته السياسية”. ولا نقبل أي محاولات لتأجيل القضية الجنوبية”.
وأشار إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي يتعهد للشعب بمواصلة السير على درب الشهداء حتى تتحقق تطلعاته في استعادة سيادة الدولة الجنوبية كاملة.
واختتم الكثيري حديثه بالتأكيد على أن الجنوب يواجه تحديات من كافة الجهات، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو عسكرية أو إعلامية، لكنه اليوم بيده قراره وهو قادر على تحقيق أهدافه متى شاء. وأضاف أن القيادة السياسية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي لن تتخلى عن مكاسبها. وطني، وسنواصل العمل حتى تكتمل المرحلة وتتحقق تطلعات شعب الجنوب.
وتحدث زيد النقيب رئيس اللجنة العليا للمناسبات والاحتفالات الوطنية بالمجلس في كلمة أكد فيها أهمية هذه المناسبة التي تجسد استعادة الهوية الجنوبية وتأكيد الوجود، وأشار إلى وتضحيات الآباء والأجداد الذين قدموا أرواحهم في سبيل الوطن.
وأشار إلى أن شعب الجنوب شعب عريق وله تاريخ حضاري عظيم لا يمكن إنكاره. كما أكد أن التمسك بالهوية الجنوبية والأهداف التي قاتلوا من أجلها لا يزال حياً، وأنه لا مكان لليأس في مسيرتهم نحو تحقيق هذه الأهداف.
ووجه النقيب تحية احترام إلى القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، وإلى القوات المسلحة الجنوبية. كما أكد أن شعب الجنوب عازم على مواصلة النضال حتى تستعيد الدولة الجنوبية سيادتها الكاملة، وترسيخ أسس الدولة المدنية الحديثة القائمة على العدل والقانون والمواطنة المتساوية.
وشدد على أهمية الوحدة الجنوبية وخاصة دور الشباب كقادة المستقبل، داعيا الجميع إلى الالتزام بالأهداف والمبادئ لتحقيق تطلعات شعب الجنوب.
وألقى عبدالله عبدالله أحد مناضلي ثورة 14 أكتوبر كلمة استعرض فيها بطولات الثوار وأبرز المحطات التي مرت بها الثورة، مسلطاً الضوء على تضحياتهم في سبيل الحرية والاستقلال.
وشدد عبدالله في كلمته على أن نضال الشعب الجنوبي مستمر، ولن يتوقف حتى تحقيق كافة أهدافه الوطنية، مشدداً على ضرورة الحفاظ على مكتسبات الثورة والسير على درب الأبطال الذين ضحوا من أجل الجنوب.
ويجدد هذا المشهد الاحتفالي مدى الإرادة الجنوبية في تحقيق الاستقلال الكامل ودحر أي مخططات مشبوهة تثار ضد الجنوب، انطلاقاً من النهج البطولي الذي تحقق في الثورة المجيدة.
وتضمنت رسائل المجلس الانتقالي التأكيد على أنه يمتلك القدرات والإمكانات التي تتيح له مواجهة التحديات مهما تعددت في استهداف قضية الشعب العادلة وحقه الأصيل في استعادة دولته ذات السيادة الكاملة.
Discussion about this post