كتب: حسين م معشوق
قد يتبادر لدي القارئ من قراءة العنوان إن هناك مبالغه ما بينما هذه الحقيقة عن هذه الشخصيه الامنيه التي سنتحدث عنها بعد ان رحلت عن هذه الدنياء الفانيه التي لا امان لها حتى لمن كان امان للناس.
فالعميد مساعد شيخ مساعد سنيد رجل وضابط البحث الفولاذي الذي لاتهزه تهديدات وانذارات عصابات الاجرام والسرقة. والذي كان متوقعاً تصفيته في اي لحظه بسبب جرأته وذكائه وخبرته في كشف الجريمه وبأسرع مايمكن.
رحل عنا هذا العملاق الامني المتقاعد الذي كان مرشحاً لرتبة عميد رحل عنا رحمه الله مساء 28 رمضان 1446هـ الموافق: 2025/3/28م اخر الخواتم الرمضانيه وفي يوم جمعه رمضانيه بعد معاناه مع المرض وسفريات للعلاج في المستشفيات المحليه والسعوديه وعاش الشهرين الاخيره من حياته بالاكسجين الصناعي بسبب مرض الصدر وكان مقرراً نقله الى الخارج للعلاج من مرض في الصدر ووضائف القلب وغيرها بعد شهر رمضان وقد تمكن ربعه من جمع جزء من مبلغ السفر لعلاجه لكنه رحل على عجل وتركهم ربما اختاره الله رحمه واشفاقاً به.
رحل العميد مساعد شيخ سنيد ضابط البحث المتقاعد وقاهر اللصوص وعصابات الاختطاف. دون ان تمد له حكومته يد العون لنقله للعلاج او مساعده ماليه او تذكرة سفر بل حتى قيادة الانتقالي الجنوبي في عدن اوشبوه التي عمل معهم كنائب لهيئة الانتقالي في بيحان ثم. رئيساً للدائره القانونيه فيه لم يقدموا له اي مساعده غير التعازي بعد رحيله رحمه الله .
مساعد شيخ رجل امن متمرس وضابط بحث متمكن وذو خبره طويله.
عمل رحمه الله في ادارة امن بيحان في ثمانينات القرن الماضي ومن زملائه احمد القربعي ناصر الفاطمي محمد السقاف سعيد مقير صالح لدحل سعيد العمري سواده العياشي عوض العياشي عبدالله هادي صالح النسي والكثير لا تسغفني الذاكره لسرد اسمائهم. والفقيد عمل في بيحان رئيس قسم البحث الجنائي ثم مدير امنها الا انه نقل الي محافظة عدن بعد ان درس الحقوق ليعمل في التحقبقات الجنائيه ثم التكنيك الحنائي كما عين مدير لامن احدي الشركات النفطيه الشهيره في حضرموت وقد نقل بعد الوحده المغدوره الى صنعاء ظمن الكوادر الجنوبيه التي حولت للعمل هناك.
ويروي زملائه بعض انجازاته في كشف الجريمه. وابرزها عندما استدعي الى محافظة ابين بعد ان تعددت حالات السرقه فيها وكان آخرها سرقة ذهب اخت الرئيس.
فبعد ان التقى برجال الامن ابلغوه ان السارق في السجن لكن لازالت السرقه مستمره فخرج واستطلع مبنى السجن من الخارج واذا بسلم خارج السور. فكشف اللعبه واتخذ الاجراءآت الصارمه واستعاد ذهب اخت الرئيس الذي سلمه السارق لاحدى النسا لبيعه ولكن بعد حين .
كما كلف في صنعا من قبل
المسؤولين بوزارة الداخليه بالكشف عن مصير ابنا احدى الشيوخ وهم اطفال مخطوفين لايعلمون عن الخاطفين ولا اماكنهم فطلب منهم ان يختار بنفسه فريق البحث والتحري للمهمه فأعطي له طلبه فأنطلق هو وزملائه ومن ذكاءه الفطري وخبرته الامنيه يمر اما محطه بترول اكثر من مره ولفت نظره وقوف سياره بشكل مستمر وسائقها فيها ينظر الى احدى العماير فباغته الفقيد قائلاً اين الاطفال فحاول التنصل الا انهم اقتادوه الى العماره وقالوا له تدلنا على الخاطف والا انت المجرم. وفعلاً دلهم على الخاطف وكان الاطفال معه في نفس العماره. وواخذوا العصابه للسجن وسلم الاطفال لوالدهم وهو شيخ كبير وغني. وقد اهدى للفقيد مكرمه عباره عن شنطه مليئه بالفلوس .
الا ان الفقيد مساعد رفض الهديه قائلا هذا عملنا والحكومة مسؤله عن حمايتكم .
وكنت متوقع من احدى زملائه الذين عايشوه في المحافظات التي عمل بها ان يكتب عنه وعن ادواره او نبذه عن حياته. لكن للاسف .
لم يحصل وبعد ان تقاعد واصبح راتبه لايكفي لمصاريفه لم يستسلم واستغل خبرته القانونيه ودراسته للحقوق وعمل محامياً لقضايا المواطنين لدي المحاكم وقد تطوع في آخر ايامه للدفاع عن احدى المواطنين عندنا رأي انه ليس سند او اهل. رحم الله الفقيد مساعد شيخ سنيد وكل من رحل من رجالات الامن والبحث البواسل. وكان يجب ان تدرس هذه التجارب الناجحه لطلاب كلية الشرطه . ولكن يبدو اننا في زمن التجاهل وانكار الجميل .