كتب / منى عبدالله
“بالكذب نبيح المحرم ونحرم المباح ونجيز الباطل ونبطل الحق”
لقد ظلت الكذبة ملتصقة بأبريل، وظل أبريل متهما حتى تثبت إدانته أو براءته، لكن متى ارتبط الكذب بالزمن؟ الكذب صفة وسلوك يتميز به البشر، ويندرج ضمن الجانب اللاأخلاقي لهم، كيفما كانت أسباب الكذب، فإنه لا ينبغي أن نمارسه في علاقاتنا وتصرفاتنا وكلماتنا وتعابيرنا، لكن الكذب كان ولا زال مترسخا فينا، ونمارسه بكل ما ملكنا من مصلحة، ونستخدمه بكل ما ملكنا من نية سيئة، ولا نكترث لعواقبه إلا بعد أن يكون الأوان قد فات، ونظرا لما ينطوي عليه الكذب من سلبيات لا تنتهي، فقد حرمته الأديان، ورغم كل ذلك، يبقى الكذب معششا فينا، إلى درجة أنه أصبح طبيعيا أن نمارسه في سلوكاتنا، ذلك أن هناك دوافع تدفعنا إلى استخدام الكذب، وهنا يمكن أن نتحدث عن الإشكالات التي حاول المفكرون التطرق لها فيما يتعلق بالجانب الأخلاقي لهذا الفعل الغير الأخلاقي، وذلك لارتباط الكذب بالإنسان، وهو صفة تضع الإنسان أمام جانبه الشرير، وتُظهر خبثه الذي لا ينتهي.
عندما نكذب فإن الأمر يتطلب منا المزيد من التركيز حتى نكون صادقين في كذبتنا، ونبذل حيال ذلك جهدا مضاعفا حتى لا تنكشف كذبتنا، لكن الأيام كفيلة باستكشافها، ذلك أن النسيان يغلبنا، وهكذا ستظهر حقيقتنا، وحتى لا نرهق أنفسنا بأكذوبة تعذبنا في السر، كان جميلا أن نمارس وضوحنا، وأن نتصرف بحقيقتنا، وأن نقول الصراحة مهما تتطلب الأمر، هذا الأمر يتطلب جرأة زائدة، وشجاعة مستمرة، ذلك أننا ندرك بوضوح أن الأخر لن يتقبل حقيقتنا، ومن هنا نلجأ للكذب، علنا نخفف عليه بعضا من وطأة -الصدمة- الحقيقة، وذلك بقولها بطريقة تصبح فيها الكذبة حقيقة، لكننا نعلن في ذلك عن إخراج الأمور من سياقها ومن مسارها، ووضعها في مسار لا يليق بالوضوح الذي ينبغي أن نمارسه وأن نعيش في ظله.
“الممنوع غالباً مايكون مرغوب”
إذا الكذب هي عادة سيئة يلجأ إليها الفرد أو الشخص عندما تنغلق أمامه كل الحلول وترصد الأبواب أمامة باحثاً عن مخرجاً سلساً للتبرير موقفه أو للهروب من واقع هو كارهاً له فيكون آخر الأوراق لديه هي اللجوء للكذب لعل وعسى أن يكون المخرج الوحيد لمواجهة الخصم أو لتأذيبة أو لتوجيه ضربة له من الخلف وبالتالي يصدم ولكن مثل هذا الفعل مذموم في مجتمعاتنا وخصوصا إن كنت ذو جاه أو سلطة لأن الموقف سيعرضك للإحراج عند المواجهة وإكتشاف الحقيقة ولهذا حرم الكذب في ديننا الإسلامي كونه فعل غير مرغوب به ويعرض صاحبة للمواقف الغير لائقة وعدم الثقة بل عدم تصديقة لأنه مخالف للواقع خصوصا عند إكتشاف الكذب لأنه كما يقال حبل الكذب قصير ولهذا الصدق هو منجاه في كل الأحوال فإلتزم به وكن دائما ذو لسان نظيف لا ينطق إلا بالحق مهما كانت العقبات أمامك حتى لا تعرض مكانتك للإنهيار”
الوضوح وقول الحقيقة بكل جرأة دون خوف يعزز الثقة بنفسك وبمن هم حولك فعندما تكون صادقاً دائما مع من تتعامل معاهم في دائرتك أو عملك أو مجتمعك دون تزييف للحقائق أو تعتيم للواقع من أجل المصالح أو من أجل الإنتقام أو إرضاء من حولك يجعل منك شخصية متوازنة متصالحة مع نفسها ومع الآخرين الشكوك وإساءة الظن وكذلك عدم الثقة بمن هم حولك تفقدك التركيز وكثرة التفكير بل التعمق والبحث فيما لايعنيك فيحدث تشتيت للعقل وتشويش للمعلومات بسبب الضغط الهائل على الأعصاب فيتسبب ذلك بعدم الإستيعاب لتقصي الحقائق بشكل دقيق ولهذا كلما كان العقل مسترخي ومتزن كلما كانت الإستجابته لجلب المعلومات بشكل أفضل فالإنشغال بنفسك يكسبك الصحة والعافية والجسم السليم والقلب كذلك السليم أما الإنشغال بتفاهات الأمور وقال وقيل دون التحري أو مواجهة الخصم يفقدك المصداقية مع من حولك فكن أنت ذاتك لتنجو من الشكوك “
كان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يلقب ( بالصادق الأمين) فإتخذه قدوة لمنهج حياتك لتنجو.”
أنتهﮱ