كتب/ سيناء محمد
(ضعوا أقلامكم جانباً، واستسلموا للموت جوعاً، واخلوا ساحة العلم للأغنياء فقط).. هكذا تنطق لسان حال الجهات المعنية في الحكومة، علناً في وجه المعلم، وبهذه الطريقة تريد إيصال رسالتها للمعلمين، في ظل معاناة طالت وتشعبت وازداد جور حملها على كاهلهم دون أي بصيص من أمل يلوح في أفق هذا الواقع المليء بالإحباط.
بالتأكيد لا يشعر بحجم القهر الذي ينتاب المعلمين وأهاليهم ومستوى التعب الذي يسيطر على حياتهم أي مسؤول، فكيف لهؤلاء أن يشعروا بتلك المأساة وهم بعيدون كل البعد عن هذا الواقع، وأولادهم يدرسون في مدارس أهلية ويدفعون بالعملة الصعبة من قوت وعرق وكد هذا المعلم المغلوب على أمره.
من المؤسف أن يجد المعلمون الذين يضحون بوقتهم وجهدهم في تربية الأجيال، أنفسهم أمام واقع مرير، حيث الراتب لا يكفي لتلبية أبسط الإحتياجات الأساسية، ولا يمنحهم توفير أدنى متطلبات الحياة الكريمة لأهاليهم، في ظل وضع اقتصادي يزداد سوء يوم بعد يوم، وعام بعد عام.
خذلوك الجميع أيها المعلم والمربي الفاضل وتركوك وحدك تصارع هموم ومصاعب الحياة وتكابد شظف العيش بثقل لا يحتمل، ورغم مناشداتك الطويلة والسرمدية بإيجاد أبسط الحلول لتسوية وضعك، إلا أن صوتك لم يصلهم، وكما قال الشاعر:’ لقد أسمعت لو ناديت حياً، ولكن لا حياة لمن تنادي”.
دائماً وفي كل عام، ومن قلب الفصول الدراسية تتجلى قصص الحزن المؤلمة لشريحة المعلمين، من ينسجون خيوط التعليم والتربية في ثوب المستقبل الزاهر لأولادنا، وخلف كل تلك المعاناة تكمن وراء الستار وأمامها حكايات مؤسفة لا يُسمع صوتها، لكننا ومع ذلك نستمر في إيصال مناشداتنا لكل الجهات المعنية لعل وعسى أن تتحرك ضمائرهم ولو قليلاً، ويعملوا على حلحلة واقع المعلمين بإيجاد معالجات حقيقية تعيد للمعلم قدره وقيمته وقبل ذلك كرامته.
هذا نداء لكل الضمائر الحية، قفوا في صف المعلم، ولا تخذلوه بصمتكم المعيب، فهو أساس التعليم وعموده الفقري الذي يبنى عليه مستقبل الأجيال، وهذه أيضاً صرخة استغاثة للجهات المعنية بأن تتحمل مسؤوليتها في تحسين أوضاع المعلمين.
Discussion about this post