لا تزال الاحتجاجات في المغرب متواصلة، طالت معظم الفئات الاجتماعية، ومن بينها المتقاعدون، الذين وقفوا أمام البرلمان، في العاصمة المغربية الرباط، اليوم الأحد، للمطالبة بـ”إدراج مطالبهم في الحوارات الاجتماعية”. “
وفي احتجاج المتقاعدين المغاربة، الذي جاء ضد ما وصفوه بـ”إهمال الحكومة لزيادة المعاشات”، طُرحت مطالبات بـ”زيادة فورية وبأثر رجعي في المعاشات، خاصة الحد الأدنى والوسطى؛ وتحسين وتوسيع نطاق الرعاية الصحية، وتوفير ظروف لائقة ومجانية، مع إعفاءهم وأسرهم من دفع الفروق المالية التي تتجاوز مبالغ التغطية في نظام التأمين الأساسي.
كما ارتفعت الأصوات بعدد من الشعارات المنددة بسياسة الحكومة التي يرأسها عزيز أخنوش، مثل: “بالنضال والصمود ستعود الحقوق”، و”حكومة التقشف”، و”المتقاعد هنا، وبلده” وتهمشت الحقوق، وبكت الأرملة».
تجدر الإشارة إلى أن الاحتجاج نفسه جاء على خلفية إعلان الحكومة شهر يناير/كانون الثاني المقبل موعداً لبدء إصلاح أنظمة التقاعد، وكذلك في خضم الغضب من “قانون الإضراب”.
احتجاجات متتالية
تابعت الشوارع المغربية احتجاجات تلو الأخرى خلال العام الماضي، فيما بدأ العام الجديد بسلسلة أخرى من المطالب الصارخة التي رفعتها عدة هيئات. ومن ناحية أخرى، تحاول الحكومة تفعيل “قانون الإضراب” الذي ترفضه كافة الفئات المحتجة.
رصدت “عرب تايم” الجدل المتسارع المصاحب لمشروع قانون حق الإضراب في المغرب، بعد أن أقر مجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان)، النسخة المعدلة منه، بموافقة 22 نائبا، ومعارضة 7 النواب، ودون أن يمتنع أي نائب عن التصويت.
— نسرين۞ ⵏⵉⵙⵔⵉⵏ✨️ (@start2023) 20 ديسمبر 2024
خرجت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل (غير حكومية)، عبر فروعها بمختلف مناطق المغرب، اليوم الأحد، احتجاجا، خلال مسيرات جهوية، للتأكيد على: “الرفض المطلق للقانون المقيد للحريات النقابية”. على حد تعبيره.
ورفع الاتحاد الديمقراطي للعمال خلال مسيراته شعارات مناهضة للحكومة منددة بقراراتها. في حين سجل النقابيون المحتجون ما وصفوه بـ”سعي الحكومة لتقييد الطبقة العاملة وتقويض الحريات النقابية”.
كذلك، أوضح المحتجون أن «الحكومة خالفت اتفاق 30 نيسان الذي نص على إحالة القوانين ذات البعد الاجتماعي إلى طاولة الحوار مع النقابات قبل وصولها إلى المؤسسة التشريعية».
وقال نائب الأمين العام للاتحاد الديمقراطي العمالي خالد لهوير العلمي، إن “الإضراب اليوم في مختلف عواصم مناطق المملكة يأتي في ظل خيار الحكومة الحرب الطبقية من خلال استمرار موجة الغلاء وارتفاع الأسعار”. تدمير القدرة الشرائية للمواطنين”.
كما تأتي الوقفة الاحتجاجية، بحسب العلمي، على خلفية تعديات الحكومة على “مجال الحريات من خلال محاولتها تمرير قانون تنظيم الإضراب، وكذلك الجانب الصحي من خلال محاولتها تمرير اندماج المقابض والضمان الاجتماعي”. “.
وعلى هامش المسيرة الاحتجاجية، أوضح المتحدث نفسه أن “الإجراءات التي اتخذتها الحكومة تبقى غير اجتماعية وخارجة عن نطاق الحوار الاجتماعي، إذ اختارت تهريب هذه المشاريع إلى البرلمان دون تمريرها على طاولة الحوار الاجتماعي”. “
قانون يثير غضب المغاربة
ورفضا للنسخة الأخيرة من “قانون تنظيم الإضراب”، التي جاءت بعد سنوات طويلة من الجدل، أعلنت عدد من النقابات والهيئات المغربية النزول إلى الشارع للاحتجاج، معتبرة أن ذلك “تقييد للممارسة لحق الإضراب الذي يكفله الدستور”.
وينص الفصل 29 من الدستور المغربي على أن “حرية الاجتماع والاجتماع والتظاهر السلمي وتكوين الجمعيات والانتماء النقابي والسياسي مكفولة”.
ومن أجل إقرار قانون يصفونه بـ”العادل” ويصب في مصلحة جميع الأحزاب، تواصل النقابات والهيئات سعيها عبر الاحتجاجات المتتالية للضغط على الحكومة المغربية.
في غضون ذلك، بدأ وزير التشغيل المغربي يونس السكوري، مشاورات مع النقابات الممثلة في الغرفة الثانية، وسط جملة من التساؤلات، مثل إمكانية تحسين مواد مشروع القانون وتوسيع دائرة التوافق.
الرباط – أكد وزير الإدماج الاقتصادي والمؤسسات الصغرى والتشغيل والكفاءات، يونس السكوري، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن الحق في الإضراب ومجلة الشغل شكلا أبرز المواضيع التي تم مناقشتها خلال اللقاء مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب .وقال السيد الساكوري في تصريحه… pic.twitter.com/X0lO1vYwDj
— الاتحاد الوطني للشباب RNIste (@Jeunesserniste) 18 أبريل 2023
يُشار إلى أن التعديلات التي قدمتها الحكومة المغربية والكتل والتجمعات البرلمانية، وكذا النواب غير المنتمين إليها، على “قانون الإضراب” بلغت أكثر من 330 تعديلا.
وتم البت في التعديلات نفسها، بعد نقاش طويل، في اجتماع حضره وزير الإدماج الاقتصادي والمؤسسات الصغيرة والتشغيل والكفاءات يونس السكوري، وكاتب الدولة المكلف بالعمل هشام صبري.
عرض الأخبار ذات الصلة
لقد شرع حق الإضراب في المغرب منذ دستور 1962 إلى دستور 2011، في حين أحالته جميع الدساتير المتعاقبة إلى قانون أساسي يحدد شروط وإجراءات وكيفيات ممارسة هذا الحق. لكن الأمر بقي مؤجلا إلى حين إعداد مشروع قانون تنظيمي رقم 97.15 لتحديد الشروط والكيفيات. ممارسة حق الإضراب.
وهذا القانون نفسه عُرض على مجلس الحكومة في 28 يوليو 2016، وتم إقراره في المجلس الوزاري بعد شهرين، أي أثناء انتهاء ولاية الحكومة التي كان يرأسها آنذاك عبد الإله بنكيران.