أثارت الأخبار الواردة بشأن قرب توقيع هدنة بين روسيا وأوكرانيا لوقف الحرب، وكذلك سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، تساؤلات حول مدى تأثير ذلك على الدور الروسي في المنطقة العربية، خاصة ليبيا، وما إذا كانت موسكو ستجد ملاذاً آمناً في ليبيا، لتحول الأخيرة إلى بؤرة جديدة للصراع الدولي.
وذكرت شبكة “بلومبرج” الأمريكية، نقلا عن مسؤولين أوكرانيين، أن “كييف تتجه نحو تسوية مريرة قد تتنازل فيها عن مساحات واسعة لموسكو مقابل ضمانات أمنية وإنهاء الحرب هناك، وأن هذه التسوية ستتم برعاية ووافقت عليه أمريكا وكذلك حلف شمال الأطلسي”.
سقوط بشار الأسد
كما مثل السقوط المفاجئ لنظام بشار الأسد في سوريا ضغوطا جديدة على روسيا وقواعدها العسكرية هناك، وسط توقعات بنقل موسكو قواعدها وترسانة أسلحتها إلى شواطئ ليبيا بسبب علاقتها الاستراتيجية مع قوات حفتر في الشرق. من البلاد.
وبالفعل، بدأت تقارير المخابرات والاستخبارات الغربية بنقل بعض هذه المعدات الروسية المخزنة في سوريا إلى شرق ليبيا. كشفت تقارير نقلاً عن مصادر عسكرية غربية وليبية، عن مغادرة طائرة شحن روسية من قاعدة حميميم الجوية السورية إلى شرق ليبيا. ليس هذا فحسب، بل تم بالفعل الانتهاء من البناء. جسر جوي لتشغيل طائرات الشحن العسكرية لنقل الأصول الدفاعية هناك.
في غضون ذلك، كشف موقع “إيتاميل رادار” الإيطالي المتخصص في الملاحة الجوية، أن أجهزة الرصد الخاصة به التقطت صوراً عبر الأقمار الصناعية لميناء طرطوس تظهر أرصفة فارغة وسفناً روسية متمركزة في البحر على بعد 10 كيلومترات من الساحل، مشيراً إلى أنه لم يتم بعد ومن الواضح ما إذا كان هذا الانسحاب يعتبر مؤقتا أم لا. ودائما ما أوصى الموقع الإيطالي بضرورة مراقبة الموانئ الروسية “الصديقة”، لتحديد وجهة الأسطول الروسي، خاصة ميناء طبرق في ليبيا، الذي اعتبره من الموانئ الأولى. التي يمكن للأسطول الروسي الانسحاب إليها.
عرض الأخبار ذات الصلة
ما هو تأثير وقف روسيا الحرب في أوكرانيا، وقبل ذلك سقوط الأسد، على الوجود والدور الروسي في ليبيا وفي أفريقيا عموماً؟
صفقات مجمعة
من جانبه، قال عضو اللجنة السياسية بالمجلس الأعلى للدولة في ليبيا محمد الهادي، إن “هناك صفقة معقدة جرت في سوريا، ولم تتضح بعد حدودها وأطرافها الأساسية”. . ولعل جزءاً من هذه الصفقة هو سيطرة روسيا على بعض مناطق أوكرانيا مقابل الخروج من سوريا.
وأشار في تصريحات لـ”عرب تايم” إلى أن “ليبيا نقطة تحول وخروج روسيا منها قد يكون جزءا آخر من الصفقة التي ذكرناها، لذا أستبعد وجود صراع بين أطراف دولية داخل ليبيا وربما الإبقاء عليها”. وقال إن الوضع كما كان هو السيناريو التالي.
نقل المعارك إلى ليبيا
في غضون ذلك، قال مدير المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية، شريف عبد الله، إنه “فيما يتعلق بمستقبل الصراع الروسي الأوكراني، وكذلك الوجود الروسي في ليبيا أو أفريقيا بشكل عام، فكل هذه ملفات تنتظر ليبيا”. تحركات وخطوات الإدارة الأميركية الجديدة والتسويات والصفقات التي سيعقدها ترامب». ومن المتوقع أن يرفع يده عن الدعم.. “وأوكرانيا ستقدم بعد ذلك تنازلات لموسكو”.
وقال في تصريحه لـ”عرب تايم”: “سيكون لذلك تداعيات على ليبيا، إذ من المحتمل أن تنتقل المعركة والصراع الدولي إلى الأراضي الليبية، كون الوجود الروسي في ليبيا حضور خدمي أكثر منه وجودي”. واحد. روسيا تتعامل مع ليبيا كممر ومنفذ للمياه الدافئة، وهذا يشكل ضغطا عليها”. على الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي وجنوب أوروبا، فضلا عن كونها منفذا رئيسيا وخط إمداد للصراع في أفريقيا.
وأوضح أن “الصراع سيكون على المستوى الاقتصادي والسياسي، ولدينا رؤية في المركز الليبي للدراسات الأمنية أن جزءا من التفاهمات وتقاطع المصالح بين روسيا وأمريكا في وجود روسيا في ليبيا هو جزء من السماح لهما”. ورأى أن التواجد للضغط على أوروبا وجنوب أوروبا، خاصة في قضايا الهجرة غير الشرعية والتهريب، من أجل إبقاء أوروبا بحاجة إلى الحماية الأميركية.
عرض الأخبار ذات الصلة
التنازلات والانسحاب من ليبيا
من جانبه، قال الباحث الليبي وخبير العلاقات الدولية أسامة كبار، إن “القاسم المشترك بين المثلث السوري والليبي والأوكراني هو روسيا، وبالتالي فإن الترتيبات في أي منها ترتبط بالتفاهمات في الساحات الأخرى، وروسيا منهكة للغاية في أوكرانيا وتريد إنهاء هذه الحرب بالنصر على الأقل». معنوياً أمام دول العالم”.
وذكر أنه “من الواضح أن روسيا قدمت تنازلات في سوريا على أمل الحصول على تنازلات أميركية في أوكرانيا وإنهاء الحرب وفق الرغبات والمطالب الروسية. أما على الساحة الليبية فلا يزال الأمر غير واضح. وليبيا مهمة جداً بالنسبة لنا”. روسيا من حيث كونها بوابة إلى أفريقيا، وحققت روسيا مكاسب كثيرة في منطقة الساحل والصحراء منذ دخولها إلى ليبيا”، بحسب تقديره.
وتابع في تصريحات لـ”عرب تايم”: “أمريكا ترى في ذلك فرصة ذهبية لإخراج روسيا من ليبيا مقابل تفاهمات لصالح روسيا في أوكرانيا ووقف الحرب، ونهاية الحرب في أوكرانيا مرتبطة بـ” ويعتقد أن الوجود الروسي في ليبيا، والفرصة مواتية لأمريكا لحل هذه المعضلة بالشكل المناسب، وإجبار روسيا على الانسحاب من ليبيا.