واعتاد السوريون خلال السنوات الماضية إخفاء تعاملاتهم بالدولار والعملات الأجنبية بحذر شديد، خوفا من أن ينتهي أي تداول بهذه العملات في سجون النظام المخلوع.
ورغم منعهم من نطق كلمة الدولار، إلا أن السوريين الذين يتعرضون لضغوط النظام المخلوع منذ سنوات في المناطق الخاضعة لسيطرته، ابتكروا طرقا عديدة للإشارة إليه دون نطق هذه الكلمة المحظورة.
وبحسب حديث ميساء الدالاتي مع مندوب “عرب تايم”، فإن أهالي دمشق استبدلوا كلمة “الدولار” في محادثاتهم اليومية بكلمات كثيرة من شأنها أن تلقي بظلال من السرية على معاملاتهم اليومية.
وكان السوريون يستخدمون كلمات مثل “النعناع” و”الأخضر” و”ما اسم الدولار” للإشارة إلى الدولار خلال محادثاتهم أو تعاملاتهم التجارية مع بعضهم البعض.
عرض الأخبار ذات الصلة
وبينما لم يكن من الممكن لأحد أن يرى لافتة “صراف” على أي من محلات دمشق، إلا أن هذه اللافتات أصبحت مألوفة وواضحة للجميع بعد سقوط النظام في 8 كانون الأول/ديسمبر، إثر دخول فصائل المعارضة المسلحة إلى العاصمة. دمشق.
ومع هذا الانفتاح، تحول السوريون إلى التعامل بالدولار بشكل علني ودون خوف من الاعتقال والحكم عليهم بالسجن 7 سنوات، بحسب ياسر زيدان الذي يعمل في صرافة العملات في محله الواقع في ريف دمشق.
ومنع النظام السوريين من التعامل بعملات غير الليرة السورية إلا من خلال البنوك ومحلات الصرافة التي تقدم سعراً رسمياً لا يعكس الواقع الحقيقي للاقتصاد السوري المتدهور، ما دفع السوريين إلى التوجه إلى السوق السوداء أو الأسواق الموازية.
وبعد سقوط النظام وانتشار الصرافين في الشوارع بشكل علني، أصبح من الممكن صرف الدولار بأسعار متفاوتة من منطقة إلى أخرى، تقترب من 14 ألف ليرة سورية للدولار الواحد.
عرض الأخبار ذات الصلة
شهدت الليرة السورية تحسنا ملحوظا أمام الدولار خلال الأيام التي تلت سقوط النظام إثر دخول فصائل المعارضة المسلحة إلى العاصمة دمشق، بعد معارك خاطفة في شمال وجنوب البلاد.
وبعد سقوط النظام، يأمل السوريون بتحسن الأوضاع الاقتصادية المتردية، وارتفاع قيمة الليرة، وانخفاض أسعار المواد الغذائية، وسط دعوات لرفع العقوبات الغربية عن البلاد عقب سقوط النظام في عام 2018. لتسهيل عملية التعافي وإعادة الإعمار ودفع العجلة الاقتصادية إلى الأمام.