على أحد التلال بقلب منطقة صيدنايا شمال العاصمة السورية دمشق، يتجمع العديد من المعتقلين السابقين وعائلاتهم للدخول إلى “السجن سيء السمعة” الذي مارس فيه النظام المخلوع أبشع أنواع التعذيب والانتهاكات. سوء المعاملة على مدى سنوات عديدة.
ورصدت “عرب تايم” توافد الأهالي من دمشق والمعتقلين السابقين، برفقة عائلاتهم وأصدقائهم، نحو سجن صيدنايا الذي تحول إلى منشأة مفتوحة للجميع، للتعرف على آثار النظام المخلوع ومخلفاته. أساليب سجن المعتقلين والتنكيل بهم.
كما تجول الأطفال القادمون مع ذويهم إلى السجن في وسط المبنى الدائري الذي كان مفتوحا على عدد من العنابر والزنازين الجماعية التي تفوح منها رائحة العفن والدم، مما حال دون بقاء أي زائر في المبنى لفترة طويلة. وقت.
وتحدث العديد من المعتقلين السابقين لمندوب “عرب تايم” في سجن صيدنايا، وكشفوا عن أنواع التعذيب والانتهاكات التي تعرضوا لها خلال فترة اعتقالهم في السجن سيء السمعة، وعن أصدقائهم الذين ماتوا تحت التعذيب أمام أعينهم.
وقال المعتقل السابق في سجن صيدنايا وليد عمر دياب: تم نقله إلى السجن عام 2011 بعد اندلاع الثورة، حيث تم وضعه في ساحة المبنى عند وصوله إليه وتعرض للضرب المبرح في “العجلة”. أسلوب حتى أغمي عليه.
وأضاف دياب، وهو محاط بعدد من رفاقه في المعتقل، أنه تم وضعه مع 5 أشخاص في زنزانة منفردة ضيقة غمرتها المياه لمدة أسبوع قبل أن يتم نقله إلى الزنازين الجماعية التي كانت مكتظة بأعداد كبيرة من المعتقلين. .
وفيما يتعلق بالتنكيل بالمعتقلين، أوضح دياب في حديثه لـ”عرب تايم” أن جنود النظام كانوا يضربون المعتقلين على أيديهم بشكل يومي، بسيخ حديد، ما أدى إلى شلل مؤقت في اليد، مما منع المعتقل من الحركة. القدرة على تناول الطعام أو الحركة.
وأشار إلى استخدام البرد كأداة للتعذيب من خلال ترك المعتقلين شبه عراة دون أغطية أو أي وسيلة تدفئة، ما يتسبب في معاناة الكثير منهم من الإسهال والتعب.
وبحسب دياب، فإن العشرات من المعتقلين كانوا يموتون بشكل يومي داخل السجن، نتيجة التعذيب الوحشي الذي تعرضوا له على يد سجاني النظام المخلوع.
بدوره، قال محمد وليد عثمان: مجرد صوت أحد المعتقلين في الزنازين الجماعية يكفي للتسبب في وفاته بشكل مباشر، مشيراً إلى أن أحد رفاقه في السجن تعرض للتعذيب حتى الموت بسبب همسه.
وأشار عثمان في حديثه لـ”عرب تايم” إلى أن معتقلي النظام كانوا يستعينون بالأطباء لتوجيههم إلى المناطق التي يمكن أن يسبب فيها الضرب أكبر قدر ممكن من الأذى والألم للمعتقلين.
وروى دياب وهو يقف منفعلاً أمام مدخل السجن الذي قضى فيه ما يقارب 5 سنوات من حياته، لمندوب “عرب تايم” أحد أكثر المشاهد المؤلمة التي شاهدها داخل سجن صيدنايا.
عرض الأخبار ذات الصلة
وأشار إلى أنه التقى بمعتقل يحمل جزءا من فكه في جيبه بعد تعرضه لضرب مبرح في منطقة الفم، آملا أن يعيد له الأطباء الجزء المكسور من فكه بعد خروجه من السجن يوما ما.
ويعتبر سجن صيدنايا أحد السجون سيئة السمعة التابعة لنظام بشار الأسد المخلوع، والتي شهدت انتهاكات واسعة، على مدى سنوات طويلة، بحق المعتقلين والمخفيين قسرياً.
بعد سقوط النظام، أفرجت فصائل المعارضة عن المعتقلين في سجن صيدنايا، لكن أهالي المختفين قسرياً ما زالوا يأملون بتواجد أحبائهم داخل ما يقال إنها “سجون سرية”، رغم وجود الدفاع المدني. معلنا انتهاء البحث عن أي خلايا سرية.