يئن القطاع الصحي في قطاع غزة تحت وطأة الاستهداف المستمر وغير المسبوق الذي تنفذه قوات الاحتلال، في محاولة لوقف الخدمات الطبية وحرمان الفلسطينيين من حقهم في العلاج، ضمن سياسة أصبحت واضحة وتهدف إلى قتل وتهجير الناس.
النظام الصحي يشهد واقعا مأساويا نتيجة استهداف الاحتلال للمستشفيات وإخراجها عن الخدمة، وحصاره المفروض على قطاع غزة، ومنعه دخول الأدوية والمستلزمات الصحية، ووقف حركة المرضى وخروج الجرحى من قطاع غزة لتلقي العلاج.
وعانى القطاع الصحي خلال العام 2024 من عمليات تدمير وتخريب مكثفة، واعتداءات لم تتوقف حتى هذه اللحظة، خاصة في مناطق شمال قطاع غزة، حيث يكثف الاحتلال قصف وتدمير وتحيد مختلف المنشآت الطبية. المرافق، في مخطط يهدف إلى تهجير الأهالي من الشمال إلى الجنوب، عبر كشف الغطاء. ومنعتهم الخدمات الطبية من تدمير المستشفيات ومنعتهم من تلقي الخدمات العلاجية اللازمة لإنقاذ حياتهم.
التالي، “عرب تايم” ترصد أشكال الحرب التي تشنها قوات الاحتلال ضد القطاع الطبي:
استهداف المستشفيات والمراكز الطبية
نالت المستشفيات والمراكز الطبية نصيبها من حرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة، والتي تسببت في تدمير وتخريب العشرات منها وخروجها عن الخدمة، تاركة الآلاف من المحتاجين. وخارج الغطاء الطبي، يواجهون مصيرهم الحتمي وهو الموت.
وتركز الفصل الأخير من هذه الاعتداءات على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، الذي يتعرض يوميا لسلسلة من القصف والاستهدافات والتدمير البطيء، في محاولة لإخراجه عن الخدمة.
وقف مستشفى كمال عدوان حجر عثرة أمام خطة الاحتلال لتطهير شمال قطاع غزة من سكانه، ضمن عملياته المستمرة منذ 75 يوما متواصلة، حيث رفضت إدارة المستشفى ممثلة بالدكتور حسام أبو صفية يغادرون إلى غزة رغم التهديد بالقتل والاعتقال وتدمير المستشفى فوق من فيه. .
إن بقاء المستشفى، رغم حده الأدنى من العمل بسبب شح الإمكانيات، يمثل أحد عوامل الصمود شمال قطاع غزة، ويعتبر دافعا مهما لرفض الأهالي لأوامر الإخلاء، التي نفذها الاحتلال تنفيذاً على أرض الواقع بالقصف والقتل والدمار يومياً، واستهداف كل معاني الحياة هناك.
ولذلك، يعتزم الاحتلال تحييد المستشفى وإيقافه عن العمل، على أمل دفع من تبقى من سكانه في الشمال إلى الرحيل. ورغم انتشار الجوع ضمن سياسة الاحتلال لإفراغ المنطقة، إلا أن الحياة لا يمكن أن تستمر هناك أيضا، دون غطاء طبي.
وتعرض مستشفى كمال لعدة تفجيرات، وتم استهداف طواقمه الطبية، منذ بداية العدوان قبل أكثر من عام، إلا أنه لا يزال يعمل بالحد الأدنى، إلى جانب مستشفى العودة والإندونيسي.
– سمر جابر (@Waseem_Bassam1) 19 ديسمبر 2024
وتعرضت العديد من المستشفيات في قطاع غزة للتدمير الكامل أو الجزئي هذا العام، بما في ذلك مستشفى الشفاء، وهو الأكبر في قطاع غزة.
وشهد مستشفى الشفاء دماراً وقتلاً للمرضى والجرحى بداخله، فضلاً عن اعتقال آخرين، عندما اقتحمت قوات الاحتلال المستشفى الواقع غرب غزة، في مارس 2024، وانسحبت منه بعد عدة أيام، مخلفة وراءها دماراً واسعاً. والتخريب.
وتظهر البيانات والإحصائيات الصادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن جيش الاحتلال أخرج 34 مستشفى و80 مركزاً صحياً عن الخدمة، فيما استهدف 162 مؤسسة صحية و135 سيارة إسعاف.
منع دخول المواد الطبية
وتمنع قوات الاحتلال دخول المواد المنقذة للحياة والمستلزمات الطبية والأدوية، إلى حد منع دخول الأكفان في بعض الأحيان، ما دفع الفلسطينيين إلى استخدام البطانيات لتكفين الشهداء.
ويأتي هذا المنع في إطار الحصار المستمر الذي تفرضه قوات الاحتلال، وسياسة “التقطير” فيما يتعلق بدخول المساعدات، والتي لا تسمح إلا بدخول كميات محدودة جداً من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية الأخرى، لا تتجاوز 5 بالمائة فقط من مجمل احتياجاتها. الحجم الهائل للاحتياجات في قطاع غزة. بحسب الإحصائيات المحلية.
على سبيل المثال، أعلن مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية، الخميس، أن جيش الاحتلال منع دخول قافلة دولية محملة بالوقود والمستلزمات الطبية المخصصة لدعم المستشفى شمال قطاع غزة، مشيراً إلى أن هناك نقص في المستلزمات الطبية والتخصصات الجراحية اللازمة للتعامل مع طبيعة الإصابات. وصولك إلى المستشفى.
استهداف الكوادر الطبية
وشنت قوات الاحتلال عملية استهداف ممنهجة ضد الطواقم الطبية في مختلف أنحاء قطاع غزة، بالتزامن مع حرب الإبادة الجماعية، ما أدى إلى مقتل وجرح المئات من الأطباء والمسعفين والعاملين في القطاع الصحي، بالإضافة إلى اعتقال وتهجير العشرات من أماكن عملهم في القطاع. المستشفيات والمراكز الطبية.
وكان آخر هذه الجرائم استهداف وقتل الدكتور سعيد جودة، طبيب العظام الوحيد في جباليا شمال قطاع غزة، أثناء توجهه من مستشفى كمال عدوان إلى مستشفى العدوان، لإنقاذ حياة أحد الأطباء. الجريح، حيث تعمدت طائرة الاحتلال إطلاق النار عليه بشكل مباشر، مما أدى إلى استشهاده.
وباستشهاد الدكتور سعيد جودة يرتفع عدد الشهداء في القطاع الصحي في قطاع غزة إلى 1750 منذ بداية الحرب.
منع علاج الجرحى في الخارج أو دخول الطواقم الأجنبية
ويواصل الاحتلال منع خروج آلاف الجرحى المحتاجين للعلاج خارج البلاد، بسبب استمرار إغلاق معبر رفح منذ شهر مايو الماضي، عندما اقتحمت قوات الاحتلال مدينة رفح وعاثت تخريبًا وتدميرًا فيها.
من ناحية أخرى، تمنع قوات الاحتلال دخول الطواقم الطبية الأجنبية إلى قطاع غزة، لدعم ومساعدة الطواقم الطبية التي تئن تحت ضغط ونزيف القطاع الصحي المتهالك جراء استمرار استهداف المرافق الصحية والطواقم الطبية. لكنهم يسمحون بدخول أعداد قليلة جدًا إلى القطاع، بعد جهود حثيثة بذلتها المنظمات الدولية، وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية.
وفي آخر حصيلة أكدت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أن 25 ألف مريض وجريح يحتاجون إلى الإخلاء الطبي الفوري من قطاع غزة، من بين أكثر من 106 آلاف جريح مسجلين في المستشفيات والمراكز الطبية في قطاع غزة.