ويعتبر من أكبر المخيمات في الضفة الغربية، ويتميز بنشاطه السياسي على مستوى قضايا اللاجئين في فلسطين. أنشئ مخيم بلاطة عام 1950 شرق مدينة نابلس في الضفة الغربية، على أرض زراعية استأجرتها الحكومة الأردنية من أراضي تابعة لقرية بلاطة في أقصى الطرف الغربي لسهل عسكر، وأنشأته الولايات المتحدة. وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين. الفلسطينيون (الأونروا) نتيجة التهجير بعد نكبة 1948.
وبحسب بعض المصادر فإن اختيار موقع المخيم يعود إلى خصوبة أرضه. وكان هدف منظمات الإغاثة الدولية هو تمكين اللاجئين من العمل في الزراعة.
مشهد من مخيم بلاطة في بداية إنشائه
تم بناؤه على قطعة أرض ضيقة تبلغ مساحتها 0.25 كيلومتر مربع. ويعتبر من أكثر المخيمات كثافة في الضفة الغربية، حيث وصل عدد سكانه عام 2023 إلى أكثر من 23 ألف لاجئ، بحسب الموقع الرسمي للأونروا. ويشكلون ما نسبته 12.3% من اللاجئين المسجلين في الضفة الغربية، فيما كان عددهم عند تأسيسه نحو 5 آلاف لاجئ.
ويعاني سكانها، الذين ينحدرون من عشرات القرى في مناطق اللد والرملة ويافا، و60% منهم من أصول بدوية، من نقص الرعاية. الصحية، فضلا عن الاجتياح الإسرائيلي المتكرر.
وسمي المخيم بهذا الاسم نسبة إلى قرية بلاطة المجاورة التي أقيم على أراضيها. وكانوا يعرفون باسم بلاطة أو بلاطة، فأخذت القرية اسمهم وسميت بلاطة، وسمي المعسكر باسمها.
وهناك رواية تقول أن البلاطة هي بلاطة واحدة، وقد ذكر سكان هذه البلاد أن الماء يخرج من لوح من الصخور يقع تحت مستوى الأرض.
وفي رواية أخرى، قيل أن القرية سميت بلاطة للدلالة على صلابة صخورها، لأن البلاط يشير إلى صلابة وجه الأرض، فسمي المخيم باسمها.
وتقول رواية رابعة إن ساحة العين ونبع الماء كانا في الحي الغربي، أي أنهما كانا على بعد مائة متر تقريباً من نبع الماء الحالي من الغرب، وكان على جانب نبع الماء شجرة بلوط، فسميت القرية في البداية بالبلوطة، ثم سميت فيما بعد بلاطة نسبة إلى شجرة البلوط. .
ويحيط بالمخيم عدد من الآثار القديمة منها تلة بلاطة وكنيسة بئر يعقوب التي تعد مقصداً للكثير من السياح.
ونظراً لتزايد وضع اللاجئين في المخيم وزيادة عدد سكانه ضمن نفس الرقعة الجغرافية، زادت مرحلة التوسع العمودي العشوائي.
صورة لأحد أحياء المخيم.
ويعاني المخيم من مشاكل حادة تؤثر على شبكات المياه والصرف الصحي، على الرغم من ربط شبكة المياه والكهرباء ببلدية نابلس.
وتعاني مدارس المخيم من الاكتظاظ في الفصول الدراسية، لذا لجأت إلى تقسيم الفصول الدراسية إلى فترتين يومياً، مسائية وصباحية.
ويعاني المخيم منذ تأسيسه من ارتفاع نسبة الفقر والبطالة وتدني المستوى الاقتصادي للعديد من الأسر، وتفاقم هذا الوضع بسبب سياسة تقليص الخدمات التي تنتهجها الأونروا. وتعتبر نسبة الفقر في مخيم بلاطة هي الأعلى بين المخيمات الفلسطينية، وذلك لكثرة عدد سكانه وضيق مساحته وقلة فرص العمل.
وخلال سنوات انتفاضة الأقصى، أو ما عرف بـ”الانتفاضة الثانية”، شهد مخيم بلاطة استهدافا شديدا من قبل جيش الاحتلال، تعرض خلاله لاقتحامات واستهداف واسع لسكانه.
وفي عام 2002، أطلق الاحتلال عملية عسكرية واسعة النطاق في المخيم، تعرض خلالها لاستهداف جوي من قبل طائرات الاحتلال، وعلى الأرض بالقذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة والمتوسطة، بهدف تصفية المقاومة. في المعسكر الذي كان يسمى آنذاك “رأس الحياة” و”عش الدبابير”. وامتدت المواجهة نحو 10 أيام. وقبل أيام من اقتحام المخيم، الذي استمر نحو 12 يومًا، تخللته مداهمات عنيفة لمنازل السكان بالجنود والكلاب البوليسية، ما أدى إلى سقوط العديد من الشهداء والجرحى. الفلسطينيون يدمرون المخيم.
إن ما مثله مخيم بلاطة خلال الانتفاضة الثانية والأحداث التي سبقتها والمواجهة المباشرة مع الاحتلال ومستوطنيه وحتى مع السلطة الفلسطينية، دفع إلى تصفية حالة المقاومة داخل المخيم وإهماله وتهميشه، الأمر الذي مضاعفة معاناة الشعب. علاوة على ذلك، فإن ما شهده المخيم خلال السنوات الماضية من مواجهات مع الأجهزة الأمنية التابعة له، ترى السلطة أن العديد من سكانه “خارجون عن القانون”، وتتجدد بين الحين والآخر محاولات الأجهزة الأمنية فرض سيطرتها على المخيم.
النصب التذكاري للشهداء في مخيم بلاطة.
ويعاني المخيم من توغلات إسرائيلية وإجراءات تعسفية، من بينها حصار مشدد وحظر تجول ومداهمات بحثاً عن المقاومين الفلسطينيين. ويستخدم الإسرائيليون قنابل الغاز والرصاص المطاطي في غاراتهم. وردت المقاومة الفلسطينية أكثر من مرة على اقتحام قوات الاحتلال مخيم بلاطة، ونشرت قناصةها على مفترقات شوارع وأزقة المخيم، كما حلقت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية بكثافة في سماء مخيم بلاطة، كما تعمدت قوات الاحتلال تدمير وتخريب الممتلكات الفلسطينية. في المخيم بالجرافات العسكرية.
مصادر
“مخيم بلاطة.. أحد أكبر المخيمات في الضفة الغربية”، الجزيرة نت، 29/7/2024.
– “مخيم بلاطة للاجئين”، وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
أديب زيادة، “دليل أصول اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الضفة الغربية”، مركز العودة الفلسطيني ودار العودة للدراسات والنشر، 2010.
– “اشتباكات في بلاطة ومستوطنون يشعلون النار في خيمة فلسطينية جنوب بيت لحم”، قدس نيوز، 8/12/2024.
– “مخيم بلاطة” موسوعة المخيمات الفلسطينية.
– مصطفى مراد الدباغ، كتاب بلادنا فلسطين، المجلد الأول. 6.