كشف انهيار نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، عن مصانع مخدرات الكبتاغون، التي كانت أحد الموارد المالية المهمة للنظام، والتي تم إنكار وجودها لسنوات طويلة.
ويشتهر الكبتاجون بأنه عقار تم إنتاجه في ألمانيا في الستينيات لعلاج الاكتئاب واضطراب نقص الانتباه، إلا أنه تم منعه في معظم دول العالم عام 1986.
وبعد ذلك الحظر، بدأت العصابات الإجرامية البلغارية بإنتاجه في وادي البقاع بلبنان في تسعينيات القرن الماضي، وكشف السوريون عن موقع مصنع لتصنيع حبوب الكبتاغون في مدينة دوما بريف العاصمة دمشق.
تم العثور على ورشة لتعبئة الأدوية في قبو أحد المصانع. وتبين أن الحبوب المخدرة، التي كانت معدة للشحن، كانت مخبأة داخل اللوحات الكهربائية.
كما تم العثور على كميات كبيرة من المخدرات مخبأة داخل قوالب لوضعها داخل الفواكه والخضروات.
ضبط كميات من المواد المخدرة وحبوب الكبتاغون ومعدات تصنيع في مطار المزة العسكري بدمشق.
عرض الأخبار ذات الصلة
وذكرت تقارير صادرة عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أن سوريا ولبنان هما المصدران الرئيسيان لشحنات الكبتاغون التي تصل إلى دول الخليج العربي، سواء بشكل مباشر عبر الطرق البرية والبحرية، أو عبر طرق غير مباشرة.
وبحسب تقرير معهد الشرق الأوسط لعام 2021، فقد تم ضبط كميات من الكبتاغون المصنعة في سوريا خارج البلاد تقدر قيمتها بنحو 6 مليارات دولار.
وفي نيسان/أبريل 2022 وحده، صادرت الدول المجاورة لسوريا أيضًا حوالي 25 مليون قرص كبتاغون بقيمة حوالي 500 مليون دولار.
وأشار التقرير إلى أن تكلفة إنتاج قرص الكبتاغون الواحد في سوريا لا تتجاوز بضعة سنتات، بينما يباع في المدن الغنية مثل العاصمة السعودية الرياض بأسعار تصل إلى 25 دولاراً للقرص الواحد.
وأصبح تهريب الكبتاغون مشكلة اجتماعية خطيرة في دول المنطقة، مما دفع بعض هذه الدول إلى التفاوض مع النظام السوري في محاولة لوقف تدفق المخدرات إليها.
ويقدر معهد نيو لاينز للأبحاث، ومقره واشنطن، أن قيمة سوق الكبتاجون العالمية تبلغ نحو 5.7 مليار دولار.
وأفاد مرصد الشبكات السياسية والاقتصادية الذي يتابع تجارة الكبتاغون في العالم العربي، أن نظام الأسد حصل على ما معدله 2.4 مليار دولار سنوياً من هذا الدخل بين عامي 2020 و2022، وهذا المبلغ يعادل نحو ربع الناتج المحلي الإجمالي لسوريا. منتج.
يذكر أن كمية المخدرات التي تم الحصول عليها، والتي يتم تهريب معظمها عبر لبنان، تعادل ضعف دخل التصدير القانوني لسوريا.
وبحسب مراقبين، فإن سوريا، التي وصفها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأميركي (OFAC) بأنها “الرائدة عالمياً” في إنتاج مادة الكبتاغون، كانت تنتج 80 بالمئة من هذه المادة المخدرة، وكانت تقدم دعماً مالياً كبيراً للنظام المخلوع.
ربما سيرتاح العالم من جريمتهم
استولى الثوار على مصانع ماهر الأسد لتصنيع الكبتاغون في إطار عملية ردع العدوان. الثوار فعلوا في يومين ما عجزت عنه دول العالم.. فككوا أكبر شبكة لتصنيع وتهريب الكبتاجون في العالم. pic.twitter.com/zs8DnVLmml– عبدالله بن عبود الشريف (@bdallhbnbwdals1) 12 ديسمبر 2024