وانتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تبخر جثامين الشهداء في غزة لدرجة أن أهالي الشهداء لم يعد يجدوا أثرا لهم بسبب القنابل التي يلقيها الاحتلال على قطاع غزة في الحرب الدائرة لمدة 14 شهرا.
وتثير المشاهد المروعة لبقايا جثث الشهداء تساؤلات حول نوعية القنابل المستخدمة في الحرب، وآثارها المدمرة للغاية.
تتبخر الأجساد
قال مدير وزارة الصحة في قطاع غزة د. منير البرش، إن الاحتلال يستخدم أسلحة محرمة دوليا، وهناك شهادات لتبخير بعض الجثث، مشيرا إلى أن “هناك أنواع من الحروق لدينا لم يسبق له مثيل.”
وأضاف في لقاء تلفزيوني أن من بين الشهداء من تحطمت وجوههم وأضلاعهم، مشيرا إلى أن هناك حالات تبخر لبعض الجثث ظهرت مؤخرا خاصة في شمال غزة.
ودعا البرش إلى إجراء تحقيق دولي في الأسلحة الغامضة التي استخدمتها “إسرائيل” في حربها على قطاع غزة.
– علي حاتم الشافعي 🆇 (@lMl_lMll) 1 ديسمبر 2024
عرض الأخبار ذات الصلة
القنابل الحرارية
وتلقت دولة الاحتلال آلاف الأطنان من الذخائر من الولايات المتحدة الأمريكية خلال الحرب على غزة، لكن يبدو أن أكثرها تدميرا كانت من عائلتي “مارك” و”جي بي يو”.
قنابل مارك
ويقول اللواء المتقاعد في الجيش العراقي السابق ماجد القيسي، إن “الاحتلال استخدم في غزة ما يعرف بالقنابل الفراغية أو الحرارية، وتسمى بالقنبلة الترابية الهوائية أو القنبلة الهوائية المتفجرة، التي تعمل بالوقود الصلب”.
وأضاف في حديث لـ”عرب تايم”، أن “هذه القنابل تحتوي على شحنتين منفصلتين من الوقود الصلب، الشحنة الأولى تفتح لينتشر خليط الوقود بشكل واسع مثل السحابة التي تخترق أي فتحات أو دفاعات غير مغلقة، ثم الشحنة الثانية ينفجر وينتج عنه كرة نارية تصل درجة حرارتها إلى 2500 درجة مئوية.
وتابع القيسي أن “الانفجار سيولد موجة ضخمة ستبدأ أولا بامتصاص الأكسجين من المحيط، وتدمير كل المباني وتوليد حرارة عالية ستذيب الجثث إلى درجة التبخر والذوبان”.
وأشار القيسي إلى أن هذا النوع من القنابل يولد انفجارا في كافة الاتجاهات، وليس الاتجاه الرئيسي للانفجار كما هو الحال مع باقي القنابل. لافتاً إلى أن هناك أنواعاً من مجموعة مارك منها «81 و82 و84»، يصل وزن بعضها إلى طن.
وبحسب الخبير العسكري العراقي، فإن هذه القنابل تحتوي على مادة شديدة الانفجار ومسحوق الألمنيوم وأكسيد الإيثيلين. ويطلق على رأسها الحربي اسم “Thermo Pilot” مع التوجيه بالليزر، وتستخدم لضرب المباني المحصنة والأنفاق والمناطق الحضرية والمغلقة ومستودعات الذخيرة.
وأشار القيسي إلى أن هذه القنابل مثل النابالم والفسفور الأبيض واليورانيوم هي من النسخ المحرمة دوليا نظرا لشدتها التدميرية العالية.
وأكد أن الاحتلال استورد كميات من هذه القنابل من الولايات المتحدة، واستخدمها في كافة مناطق غزة، إضافة إلى لبنان.
وكانت الولايات المتحدة أول من استخدم هذا النوع من القنابل في العراق وأفغانستان.
عرض الأخبار ذات الصلة
قنابل جي بي يو
وفي أغسطس الماضي، ارتكب الاحتلال مجزرة راح ضحيتها عشرات المدنيين في قصف استهدف مدرسة التابعين المكتظة بالنازحين في حي الدرج بغزة.
وذكرت وسائل إعلام أميركية أن “إسرائيل استخدمت قنبلة دقيقة التوجيه أميركية الصنع خلال مداهمتها مدرسة التابعين”.
ويقول فني الذخائر المتفجرة تريفور بول، إن الصور تظهر أن القنبلة المستخدمة هي قنبلة ذات قطر صغير من طراز GBU-39، بحسب شبكة CNN الأمريكية.
كما نقلت الشبكة عن خبير الأسلحة كريس كوب سميث قوله إن قنبلة GBU-39، التي تصنعها شركة بوينغ، هي ذخيرة عالية الدقة “مصممة لمهاجمة أهداف ذات أهمية استراتيجية”، مع التسبب في أضرار جانبية منخفضة.
وأضاف سميث، وهو ضابط مدفعية سابق في الجيش البريطاني: “إن استخدام أي ذخيرة، حتى بهذا الحجم، سيؤدي دائمًا إلى مخاطر في منطقة مكتظة بالسكان”.
وآنذاك قال مدير دائرة التموين في جهاز الدفاع المدني بغزة محمد المغير، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم 3 صواريخ أمريكية فتاكة من نوع “MK-84” أو “مارك 84”. تزن أكثر من ألفي رطل وتبلغ درجة حرارتها 7 درجات مئوية. آلاف الدرجات، في القصف الذي استهدف مدرسة ومسجد التابعين، في حي الدرج بقطاع غزة.
بدورها، قالت صحيفة “معاريف” العبرية، إنه تم استخدام قنابل موجهة بنظام “JDAM” الأمريكي، أو ما يسمى بنظام “البرد الثقيل”، لقصف المدرسة.
وأوضحت أن هذه القنابل “يتم توجيهها بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وتعتمد على تكنولوجيا الاستشعار المتقدمة والذكاء الاصطناعي”. وقد تم تصميمها لتكون قنبلة حرة السقوط وغير موجهة ضمن ما يسمى بـ”القنابل الغبية”، وهي النسخة الأكبر من سلسلة قنابل “مارك 80”. وقد تطورت بشكل يسمح لها بإبطاء سرعتها لضمان بقاء الطائرة الحربية بعيدة عنها قدر الإمكان.
ويشير القيسي إلى أن الولايات المتحدة استخدمت هذا النوع من القنابل في قصف ملجأ العامرية ببغداد عام 1991، ما أدى إلى استشهاد نحو 400 مدني.
عرض الأخبار ذات الصلة
يدعو للتحقيق
دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية من خبراء متخصصين في الأسلحة التي استخدمتها إسرائيل في حربها على غزة، بما في ذلك إمكانية استخدامها لقنابل تولد حرارة شديدة تؤدي إلى جثث الضحايا. تبخير.
وقال المرصد الأورومتوسطي في تقرير له، إن الشهادات التي وثقها والمعلومات الأولية التي جمعها كشفت جانبا خفيا من مستويات القتل المروعة التي تمارسها إسرائيل في قطاع غزة، والمرتبطة بتبخر أو ذوبان جثث الضحايا نتيجة ذلك. جراء القنابل التي أسقطتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على المنازل السكنية”.
وأكد أن “لجوء جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى إحداث دمار هائل في ساحات سكنية بأكملها خلال هجماته على قطاع غزة يؤدي إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى، ما يثير مخاوف من احتمال استخدامه للأسلحة الحرارية أو ما يعرف بـ”القنابل الفراغية”. والتي تُعرف في المجال العسكري بفعاليتها”. في تدمير الكهوف ومجمعات الأنفاق تحت الأرض.
وأضاف تقرير المرصد أن آلاف الضحايا ما زالوا في عداد المفقودين، إما لعدم القدرة على انتشالهم من تحت الأنقاض؛ بسبب نقص المعدات والإمكانيات الفنية، أو لعدم العثور على جثثهم في الأماكن التي أزيلت منها الأنقاض، أو بسبب إخفاءهم قسرياً عن جيش الاحتلال.