قال سفير جمهورية نيكاراغوا لدى هولندا، كارلوس خوسيه أرغويلو غوميز، إن بلاده قد تعيد رفع قضية أمام محكمة العدل الدولية ضد ألمانيا بتهمة “التورط في الإبادة الجماعية” على أساس استمرار برلين في إمداد ألمانيا بالأسلحة. التي تستخدمها إسرائيل في حربها على قطاع غزة.
وقال السفير غوميز، في مقابلة مع وكالة الأناضول، إن “ما يحدث في فلسطين يتم تنفيذه بشكل مباشر من قبل إسرائيل والحكومة الصهيونية، ولكن بدعم من العديد من الحكومات الأجنبية”.
وأوضح أن نيكاراغوا قد تعيد تقديم طلب إلى محكمة العدل الدولية مرة أخرى، لإصدار أمر قضائي ضد استمرار ألمانيا في بيع الأسلحة إلى “إسرائيل” التي ترتكب “إبادة جماعية” في غزة.
عرض الأخبار ذات الصلة
وتابع السفير: “العديد من الحكومات تساعد إسرائيل، حيث تقدم كافة أنواع الدعم السياسي والاقتصادي والأسلحة لإسرائيل في عمليات الإبادة الجماعية والقتل الجماعي والدمار”.
وقضت محكمة العدل الدولية في 30 أبريل/نيسان الماضي برفض طلب تقدمت به نيكاراغوا بداية الشهر نفسه، تطالبها فيه باتخاذ “إجراءات احترازية عاجلة” ضد ألمانيا بتهمة انتهاك الأخيرة اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948. وذلك من خلال تزويد “إسرائيل” بالأسلحة التي تستخدمها في حربها على غزة.
وأوضحت في قرارها أنها “تعتقد أن الظروف المعروضة على المحكمة ليست كذلك ولا تتطلب اتخاذ إجراءات احترازية”.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية على غزة، خلفت أكثر من 142 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود، وسط دمار ومجاعة واسعة النطاق أودت بحياة العشرات. من الأطفال وكبار السن. في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وتواصل تل أبيب هذه الحرب، متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.
“اعتراف محجب”
وقال السفير جوميز إن “طلب ألمانيا ضمانات من إسرائيل بأنها لن تستخدم الأسلحة في الإبادة الجماعية يعني في الواقع اعتراف حكومة برلين بأن إسرائيل تنتهك القانون الدولي”.
وأضاف: “بصراحة شعرت بالغضب عندما قرأت الخبر، لأنه هل يمكن أن يكون الأمر خطيرا؟! لكن نعم حدث ذلك”.
وتابع مستنكرا: “كيف يمكن لدولة أن تقول لدولة متهمة بارتكاب جرائم إبادة جماعية: سأعطيك السلاح، ولكن عدني أنك لن تستخدمه لقتل أحد؟” هذا غير معقول!”
وأضاف: “لا أعرف ما هو المنطق الذي يستخدمونه. إذا كانوا يحاولون التأثير على المجتمع الدولي، فيجب أن يعتقدوا أننا لا نملك عقولا، لأن هذا أمر لا يصدق. هذه ليست مسألة قانون دولي، إنها مسألة تتعلق بالقانون الدولي”. مسألة الفطرة والعقل “.
جدير بالذكر أن حكومة نيكاراجوا قالت في بيان لها يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول: “بعد قرار البرلمان بالإجماع، تم قطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل”.
وشددت على أن “نيكاراغوا ستبقى دائما متضامنة مع الشعب الفلسطيني وحكومته الذي يتعرض للدمار والهمجية”.
“أعذار غير مقنعة”
وأشار سفير نيكاراغوا إلى أن طلب ألمانيا الحصول على ضمانة من “إسرائيل” يظهر أن لديها “شكوكا حول ما إذا كانت الأسلحة المرسلة قد استخدمت في الإبادة الجماعية” في غزة.
وأكد أن محكمة العدل الدولية حذرت ألمانيا في قرارها الصادر في 30 أبريل/نيسان الماضي من خطورة استخدام الأسلحة المرسلة إلى “إسرائيل” في انتهاك للقانون الدولي.
ووصف السفير تصريح برلين بعدم معرفتها بالوضع في فلسطين بأنه “غير مقنع”.
وأضاف: “ليس لدي أدنى شك في أن ألمانيا والدول المماثلة تعرف بالضبط ما يحدث في فلسطين. حتى أطفال المدارس يعرفون ما يحدث في فلسطين”.
وتابع: “لذلك من المستحيل أن لا تكون برلين على علم بما يحدث في علاقاتها مع ‘إسرائيل’ عسكريا وأمنيا واقتصاديا”.
وأوضح أن ادعاء ألمانيا بعدم علمها بما يحدث في فلسطين هو “مجرد نفاق”.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس، الأربعاء، في كلمة أمام البرلمان، إن بلاده ستواصل “تقديم الدعم بالسلاح والذخيرة لـ”إسرائيل””، رغم حرب الإبادة التي تخوضها ضد قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية سيباستيان فيشر في بيان يوم الاثنين: “لا نرى أي مؤشرات على أن ‘إسرائيل’ ترتكب إبادة جماعية في غزة”، على حد زعمه.
“باب المحكمة ما زال مفتوحا”
وشدد السفير على أنه “إذا استمرت ألمانيا في تزويد ‘إسرائيل’ بالأسلحة، فيمكن لنيكاراجوا تقديم طلب جديد إلى محكمة العدل الدولية لاتخاذ إجراءات جديدة”.
وذكر أن “المحكمة تركت الباب مفتوحا أمام نيكاراغوا (ودول أخرى) للعودة والمطالبة باتخاذ إجراءات جديدة في حال استمرار إمدادات الأسلحة إلى ‘إسرائيل'”.
وأضاف: “إذا رأينا أي علامات على استمرار مبيعات الأسلحة فسنلجأ بالطبع إلى المحكمة مرة أخرى”.
وشدد السفير على أنه “لا ينبغي لألمانيا أن ترسل أسلحة إلى ‘إسرائيل’ لتجنب تصنيفها كدولة تنتهك القانون الدولي”.
عرض الأخبار ذات الصلة
وزادت ألمانيا، وهي المصدر الثاني للأسلحة إلى إسرائيل بعد الولايات المتحدة، مبيعاتها من الأسلحة والمعدات العسكرية لإسرائيل مؤخرا، بعد أن نفت مرارا تعليق تراخيص أي صادرات أسلحة جديدة إلى إسرائيل.
ووفقا لوكالة الأنباء الألمانية، كشفت وزارة الاقتصاد مؤخرا أن قيمة الأسلحة الألمانية التي أصدرت برلين تصاريح تصديرها إلى “إسرائيل” خلال العام الحالي، حتى 13 أكتوبر، بلغت 45.74 مليون يورو.
وفي التقرير المقدم إلى الوزارة، تم التأكيد مرة أخرى على أنه “لا يوجد حظر على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل”.