يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي لتوغل بري على الحدود اللبنانية، بعد أيام من اغتياله الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ومجموعة من قادة الحزب.
أعلنت الولايات المتحدة أنها أبلغتها رسميا من حكومة الاحتلال بنيتها الدخول إلى لبنان برا في “مناورة محدودة” تستهدف ضرب البنية التحتية لحزب الله.
أكد نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، صباح اليوم الاثنين، استعداد الحزب لمواصلة المعركة مع قوات الاحتلال رغم استشهاد قادته.
ويعيد الحديث عن التوغل البري ذكريات التوغل البري الأخير لقوات الاحتلال الإسرائيلي إلى لبنان، والذي حدث في 11 آب (أغسطس) 2006، قبل ثلاثة أيام من نهاية «حرب تموز».
ثم أطلق جيش الاحتلال عملية أطلق عليها اسم “تغيير الاتجاه 11” بهدف تحقيق مكاسب برية قبل دخول قرار مجلس الأمن بوقف الحرب حيز التنفيذ.
وفعلاً تم التوغل عبر إنزال جوي في بلدة الغندورية في قضاء بنت جبيل جنوب لبنان، لكن حزب الله استعد مسبقاً وزرع المنطقة بأكملها بالألغام والعبوات الناسفة، إضافة إلى تحصن مقاتليه بين أشجار الزيتون في المنطقة. بلدة.
وشاركت في عملية الإنزال والتوغل وحدات مغاوير من الفرقة 162 واللواء 401 مدرع، اقتحمت عناصرها منطقة وادي الحجير وصولاً إلى بلدة الغندورية، ومنها إلى منطقة جويا (شرق صور).
وبحسب رواية صحيفة الأخبار نقلاً عن مقاتلي حزب الله الذين شاركوا في صد قوات الاحتلال حينها، وبعد إدخال تعزيزات إضافية، تقدمت الفرقة عبر مسارات مكشوفة وشقّت طرقاً ترابية، متجنبة أي قنابل أعدتها المقاومة سابقاً. اجتازت «الطريق العام» بين العديسة ورب ثلاثين، إلى الطيبة، ومنها إلى خربة كساف، المحيسبات، القنطرة، عدشيت القصير، وصولاً إلى «خلة براك» (شمال غرب). (عدشيت القصير) من حيث شقت طريقا باتجاه “بستان جميل” الذي وصلت إليه الساعة 10:45 صباح يوم السبت 12 أغسطس.
وحينها لم يكن تقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي على طول هذا المحور مجرد نزهة، إذ كان “الكمين الناري” الذي أعدته المقاومة حول وادي الحجير قد اكتمل. وعندما كان «اللواء 401 نخبة» يشق طريقه نحو وادي الحجير، كانت المدرعات تنهار وعلى رأسها الميركافا 4، «أسطورة الصناعة الإسرائيلية»، بحسب «الأخبار».
عرض الأخبار ذات الصلة
وتابعت: “كان إطلاق النار يأتي من مواقع مضادات الدروع في قرى شمال الليطاني، خاصة تلك التي تجاهلها جيش العدو تماماً أثناء إعداد خطة العملية، لعدم حصول مخابراته على معلومات تشير إلى ذلك”. – أن المقاومة تمتلك صواريخ روسية متطورة مضادة للدروع من نوع كورنيت. ويصل مداه إلى حوالي 5.5 كيلومتر.
وأشارت الصحيفة إلى أن أبرز مطلقي مضادات الدروع يتمركزون في بلدة يحمر/الشقيف. إنه المقاوم علي صالح (المعروف بـ”بلال عدشيت”)، الذي دمر وعطل أكثر من 15 مدرعة “إسرائيلية”، قبل أن يتم استهدافه بصاروخ موجه، ثم يفارق الحياة متأثرا بجراحه. وهو يستحق لقب “فاتح الميركافا”. وخلاصة القول، إنه مشهد أظهرت فيه مدرعات العدو مثل «الإوز في مرمى الصياد»، بحسب تعبير صحيفة معاريف في آب (أغسطس) 2006.
ورغم الخسائر التي منيت بها الفرقة 162، وتحت ضغط الوقت الناتج عن الارتجال، أصر الاحتلال على الاستمرار، في محاولة غير مجدية، للوصول قبل «صافرة النهاية».
وبعد أن تقدمت مدرعاته وجنوده المنهكون إلى بستان جميل، تم إطلاق النار عليهم من أحد مواقعهم، على تلة تقع بين بلدتي فرعون والغندورية، وأصيبت دبابتان.
بعدها، شن سلاح الجو “الإسرائيلي” قصفاً مركزاً ومكثفاً، بهدف إسكات النيران المضادة وضمان متابعة التقدم، ما سهّل تحرك “الكتيبة التاسعة” إلى “عين عيدب”، ومن هناك متجهاً غرباً على الطريق الترابي متجهاً شمالاً نحو الغندورية. وكان هذا الطريق يبعد مئات الأمتار غرباً عن الطريق الأول الذي خططت له “كتيبة النحال” والذي يقع بين فرعون والغندورية. ويزعم العدو الخاطئ أن اللقاء الأخير بشأن مسار التحرك بين قائد الفرقة وقادة الألوية تم ليل الأربعاء، داخل خندق قرب القنطرة، وكانت الخوذات على رؤوس المتجمعين.
وتمكن مقاتلو حزب الله بعد ذلك من قتل قائد الكتيبة التاسعة المقدم آفي ديفرين واثنين من مرافقيه، بعد إصابتهم بصواريخ موجهة.
وفي خضم هذه المعركة، نفذ الاحتلال عملية إنزال جوي كبيرة شاركت فيها نحو 50 مروحية ونقل أكثر من ألفي جندي إلى منطقة العمليات.
وأوقع جنود حزب الله خسائر فادحة في صفوف قوات النخبة الإسرائيلية وبقية القوات الإسرائيلية في الغندورية ومحيطها.
وقال أحد عناصر حزب الله لـ«الأخبار» إن قوات الاحتلال حولت أحد منازل البلدة إلى مستشفى ميداني بسبب كثرة عدد الجرحى من الجنود.
وبعد قتال عنيف استمر 60 ساعة، انسحب جيش الاحتلال وفشل فشلا ذريعا في تحقيق أي تقدم خلف الغندورية. واعترفت بمقتل نحو 34 جندياً وخسارة العشرات من المدرعات والآليات.
وللاطلاع على كامل تفاصيل المعركة كما نشرتها الأخبار (هنا)