أكد مدير الأمن العام اللبناني السابق اللواء عباس إبراهيم، أن الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات فيما يتعلق بالتصعيد المستمر بين إسرائيل وحزب الله. وأضاف: “أمام عدو مثل إسرائيل يتصرف بلا ضوابط ودون احترام لأي قواعد وقوانين إنسانية أو قانونية، علينا أن نتوقع منه كل ما هو في حدود وخارج حدود الخيال”.
وأضاف، في حديث خاص لـ”عرب تايم”، أن “الوضع قد يتحول إلى حرب واسعة ستجد فيها بعض القوى منصة لاستهداف القوات المساندة لإسرائيل، وتحديداً القواعد الغربية في المنطقة، بما يؤثر على الأمن العالمي وليس الإقليمي فقط.”
عرض الأخبار ذات الصلة
وكشف إبراهيم، الذي تربطه علاقات وثيقة بحزب الله والعديد من المسؤولين في الدول الغربية، أنه “أجرى ويجري اتصالات واجتماعات معلنة وغير معلنة مع دبلوماسيين غربيين في لبنان لمحاولة تسليط الضوء على حقيقة الوضع وفهم الوضع”. طبيعة الصراع، وأحياناً ننقل رسائل وتوجيهات محددة”. اللازمة للحد من شدة القتال.”
يُشار إلى أن اللواء إبراهيم يعتبر من الشخصيات اللبنانية البارزة في الوساطة السياسية، وقد بذل جهوداً عقب اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة سهلت إطلاق سراح مزدوجي الجنسية الذين كانوا عالقين في غزة بداية الحرب. وسبق أن ساهم في تهدئة التوترات السابقة بين حزب الله وإسرائيل، خاصة خلال وجوده. في منصبه الحكومي السابق، خصوصاً أنه يتمتع بعلاقات جيدة مع العديد من الجهات اللبنانية والإقليمية والدولية.
وفيما يلي نص المقابلة الخاصة مع “عرب تايم”:
كيف تنظرون إلى التطورات الأخيرة في لبنان؟ ما هو موقفكم منه؟
إن كل ما يحدث في لبنان اليوم، وكل هذه الاعتداءات الإسرائيلية التي تدعي إسرائيل أنها تهدف إلى إعادة المستوطنين إلى مستوطناتهم، رغم علم العدو باستحالة تحقيق هذا الهدف بالقوة، يدل على أن إسرائيل تهدف إلى أشياء أخرى، وليس أقلها فك الارتباط بين جبهتي لبنان وفلسطين، ومن الواضح أن هذا الهدف لن يتحقق أيضاً، رغم كل ما يحدث والتضحيات التي قدمها لبنان والشعب اللبناني؛ هذه كلها أهداف، على أقل تقدير، من الوهم الاعتقاد بإمكانية تحقيقها.
لكن يجب أن نعترف للعدو أنه حقق بالفعل هدفه الحقيقي وغير المعلن، وهو قتل وترويع وتشريد وجرح أكبر عدد ممكن من السكان المدنيين. وكان لافتاً أن العدو أصدر مواقع متقدمة يطلب من السكان الابتعاد عن تواجد حزب الله أو مراكز تخزين الأسلحة، وإلا… عرضوا أنفسهم للخطر، في محاولة لتبرير قتل المدنيين الذين أرادوا قتلهم، وأثبتت النتائج وأن عمليات القتل بشكل عام شملت مدنيين عزل داخل منازلهم الآمنة.
ما طبيعة الدور الذي يلعبه اللواء عباس ابراهيم في المشهد اللبناني الحالي؟
إننا نقوم بما يمليه علينا واجبنا الوطني والدور المطلوب منا على مستوى الاتصالات واللقاءات في محاولة لتسليط الضوء على حقيقة الوضع وفهم طبيعة الصراع مع من نلتقي. أحياناً ننقل رسائل محددة وفي التوجيهات المطلوبة للتخفيف من حدة القتال.
لو تحدثنا عن نتائج الاتصالات واللقاءات التي أجريتموها والشخصيات التي التقيتم بها خلال المرحلة الماضية، ومع من كانت تلك الاتصالات؟
والحقيقة أن كل الاتصالات واللقاءات كانت مع دبلوماسيين غربيين في لبنان، بعضها معلن وبعضها بقي مخفياً عن وسائل الإعلام.
عرض الأخبار ذات الصلة
ويعتقد البعض أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة قد تكون مقدمة لغزو إسرائيل للبنان. هل هذا ممكن؟ ماذا لو حدث غزو إسرائيلي للبنان؟
وتوقع البعض أن يتم الغزو بعد “الثلاثاء الأكبر” أو “الأربعاء اللاسلكي”، أو مباشرة بعد اغتيال قادة حزب الله. وهذا الموضوع يطرح باستمرار وبشكل متكرر، لكن هناك عوائق أمام العدو الإسرائيلي فيما يتعلق بالمستويات العملياتية وجاهزية قواته للقيام بمثل هذا العمل. إلا أنني أرى أن إسرائيل -كما توقعنا سابقاً- لا تزال تتبع أسلوب وعقيدة كوسوفو، أي التدمير من الجو، وهي عاجزة عسكرياً عن الوصول إلى هذه المرحلة؛ قدرات إسرائيل محدودة، رغم كل الدعم الأميركي والغربي، لكن هذه القدرات لن تسمح لها باجتياح الأراضي اللبنانية برا.
لكن إذا حدث هذا الإجراء -واقتحمت القوات الإسرائيلية الأراضي اللبنانية خلافاً للمنطق- فإن إسرائيل ستجد نفسها في مستنقع، وهذا سيتيح لعناصر المقاومة فرصاً لاستهداف القوات الغازية في واقع لا سيطرة لهم عليه. كل شيء، والاشتباك مع هذه القوات سيتم من مناطق تعطل أي احتمال للتفوق. ويعتبر سلاح الجو الإسرائيلي العمود الفقري لأي إنجاز تحققه قواته.
برأيك هل سيقاتل الجيش اللبناني إذا فُرضت الحرب على لبنان؟
وبالطبع سيكون للجيش اللبناني موقع متقدم في مواجهة أي حرب تفرض على لبنان، وهذه عقيدة راسخة في الجيش.
ما هي تداعيات اتساع نطاق المواجهات بين المقاومة اللبنانية وإسرائيل على لبنان والمنطقة بشكل عام؟
وسبق أن حذرنا من وصول الصراع إلى هذه المرحلة، ونقول إن توسع المواجهات في لبنان ستكون له تداعيات خطيرة على الأمن في المنطقة. ولا شك أن قوى إقليمية أخرى ستقف إلى جانب المقاومة اللبنانية في حربها.
عرض الأخبار ذات الصلة
ودعت قوات اليونيفيل وأطراف أخرى إلى ضرورة تنفيذ القرار 1701 بين إسرائيل ولبنان. ما هي فرص تطبيق وتفعيل القرار 1701 على الارض؟
كلما ابتعدنا عن إمكانية حل الصراع ووقف القتال في غزة، كلما ابتعدت فرص الحلول الدبلوماسية في لبنان، وهذا ينطبق على القرارات الدولية، بما فيها القرار 1701. وتنفيذ هذا القرار يتطلب من إسرائيل أن أقبل أن ينطبق عليها هذا الطلب، ولا أعتقد أن إسرائيل مستعدة لذلك. ولذلك فإن ما يطالب به لبنان في ما يتعلق بتطبيق القانون الدولي على الأرض هو ما ترفضه إسرائيل منذ عام 2006.
هل الجيش اللبناني جاهز لتولي مقاليد الأمور في الجنوب في حال انسحاب حزب الله؟
طبعاً، وهذه هي واجبات الجيش اللبناني، وهي حماية الحدود أصلاً، لكن السؤال: إلى أين سينسحب حزب الله؟ هناك علامات استفهام كثيرة حول هذه المسألة.
يقول البعض إن هناك ضغوطا دولية تمنع الجيش اللبناني من امتلاك أسلحة متطورة وتحديدا الأسلحة المضادة للطائرات، وذلك لمنع لبنان من امتلاك أسلحة الدفاع الجوي.. ما هي أبعاد وواقع هذه الضغوط؟ ومن يقف خلفها؟
وتحرص إسرائيل على عدم وجود أي قوة لأي جيش يمكنها مواجهتها في المستقبل، بما في ذلك الجيوش التي تعتبرها إسرائيل حالياً محايدة عن احتمال المواجهة معها في الوقت الحاضر. فماذا عن جيش له حدود مباشرة مع هذا الكيان مثل الجيش اللبناني؟ وتبدأ الضغوط من إسرائيل على كل حلفائها في العالم لمنع تسليح الجيش بالسلاح الذي يمكنه من مواجهة هذا العدو، حتى لو كان لا بد من وجود مقاومة تحل محل الجيش في هذه المهمة. . والمقصود أن كل ما تدعيه إسرائيل بشأن حزب الله يمكن حله من خلال رفع الضغوط عن هذه الدول والسماح بتسليح الجيش، وبذلك يتم إزالة مبرر وجود المقاومة في هذا الصدد.
أخيراً، ما هي سيناريوهات التصعيد بين إسرائيل وحزب الله؟
والحقيقة أن الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات؛ وأمام عدو كإسرائيل يتصرف بلا ضوابط ودون احترام لأي قواعد وقوانين إنسانية أو قانونية، علينا أن نتوقع من إسرائيل كل ما هو ضمن الحدود وخارج حدود الخيال. وربما يتطور الأمر إلى حرب ستجد فيها بعض القوى منصة لاستهداف القوى الداعمة لإسرائيل، وتحديدا القواعد الغربية في المنطقة، بما يؤثر على الأمن العالمي، وليس الإقليمي فقط. وبالطبع فإن الأمور في هذه اللحظة تتجه نحو تصعيد لا أفق محدد له، خاصة في ظل العجز الدولي عن كبح جماح هذا العدو.