دعت فرنسا، الأربعاء، إلى إصلاح مجلس الأمن الدولي، ضمن أصوات عديدة من أعضاء الأمم المتحدة الذين يعتقدون أن مجلس الأمن في شكله الحالي لا يعكس الصورة الحقيقية للعالم.
ما هو اللافت للنظر في هذا الأمر؟
تريد فرنسا إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للحد من استخدام حق النقض الذي تمتلكه خمس دول دائمة العضوية في المجلس، بما في ذلك فرنسا نفسها، والذي يستخدم في كثير من الأحيان لعرقلة القرارات والمناوشات السياسية بين القوى العالمية.
إنه ليس جديدا
وفي عام 2013، قدمت فرنسا مبادرة للتوصل إلى اتفاق جماعي وطوعي بين الأعضاء الدائمين للامتناع عن استخدام حق النقض في حالات القتل الجماعي. ووافقت 105 دولة على المبادرة التي قدمتها فرنسا، إلى جانب المكسيك.
كما أن فرنسا دعت منذ فترة طويلة إلى إصلاح مجلس الأمن وتدعم توسيع المجلس من خلال منح مقعد دائم لألمانيا والبرازيل والهند واليابان، كما تدعم زيادة عدد ممثلي البلدان الأفريقية في المجلس.
عرض الأخبار ذات الصلة
في عام 2015، أعلنت فرنسا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أنها تتخلى طواعية ومن جانب واحد عن حق النقض ضد المشاريع التي تهدف إلى وضع حد لـ”الفظائع الجماعية”.
ماذا يريد ماكرون؟
يبدو أن الرئيس الفرنسي ماكرون يريد من روسيا التوقف عن استخدام حق النقض (الفيتو) على أي قرارات بشأن الحرب في أوكرانيا إذا كان الأمر يتعلق “بحالة إبادة جماعية أو جرائم ضد الإنسانية أو جرائم حرب واسعة النطاق”، حيث أن روسيا عضو دائم يتمتع بحق النقض.
ما هو رأي الولايات المتحدة؟
ولم تعلق واشنطن على المقترح الفرنسي، لكن أيا من الدول الأعضاء لم توافق سابقا على المقترح الفرنسي بالتخلي طواعية عن استخدام حق النقض، لكن الولايات المتحدة أعلنت سابقا دعمها لتوسيع مقاعد المجلس، من دون المساس بحق “الفيتو”.
ماذا قالوا عن المجلس؟
◼ قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: “إن مجلس الأمن في شكله الحالي يعكس تمامًا الوضع بعد الحرب العالمية الثانية، وهذه أزمة شرعية، وهي أزمة فعالية”.
◼ قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن إصلاح تركيبة مجلس الأمن وحده لا يكفي لاستعادة فعاليته، بل يجب تغيير أساليب عمله.
الصورة الأكبر
ويطالب عدد كبير من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بإصلاح مجلس الأمن الذي أصبح مشلولا ولا يعكس الصورة الحقيقية للعالم اليوم، ويطالبون بشكل خاص بزيادة عدد الأعضاء الدائمين في المجلس.
كان مجلس الأمن يتألف من 11 عضواً عند تأسيس الأمم المتحدة عام 1945 قبل أن يتم زيادة العدد إلى 15 عضواً عام 1965، بما في ذلك 10 دول منتخبة تحتفظ بمناصبها لمدة عامين، وخمسة أعضاء دائمين يتمتعون بحق النقض وهم: روسيا والصين وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا.
ويتطلب إدخال التعديلات على عضوية مجلس الأمن تعديل ميثاق الأمم المتحدة، وهو ما يتطلب موافقة وتصديق ثلثي أعضاء الجمعية العامة، بما في ذلك الدول الخمس التي تتمتع بحق النقض في مجلس الأمن.
عرض الأخبار ذات الصلة
وقد ناقشت الجمعية العامة، التي تضم 193 دولة وتجتمع سنويا، إصلاح مجلس الأمن في كل دورة منذ أكثر من عقد من الزمان.
لكن الزخم ازداد في السنوات الأخيرة وسط التنافسات الجيوسياسية التي تركت المجلس في طريق مسدود بشأن عدد من القضايا، وخاصة بعد غزو روسيا، العضو الدائم الذي يتمتع بحق النقض، لأوكرانيا.
ماذا ننتظر؟
◼ لا يبدو أن الدول الخمس الأعضاء التي تمتلك حق النقض ستوافق على التنازل عنه طواعية مهما كانت الأسباب، وذلك بسبب الفجوات الكبيرة بين الدول الأعضاء، والتي تنقسم بين معسكرين مختلفين تماما.
◼ وعليه فإن دعوة ماكرون في عام 2024 ستظل صدى لدعوة بلاده في عام 2013 لإصلاح مجلس الأمن، ولا يبدو أن بقية الدول الدائمة العضوية ستستمع إليه.