ما مصير “تنظيم الإخوان” في أوروبا بعد ضربة بريطانيا الأخيرة؟
عرب تايم – سكاي نيوز عربية.
ويواجه تنظيم الإخوان ضغوطا صعبة داخل أوروبا تتعلق باستمرار القيود والضوابط على نشاطه وتجفيف مصادر تمويله. وبدأت منذ سنوات من النمسا، ثم فرنسا، وأخيراً بريطانيا التي يعتبرها التنظيم معقله الرئيسي.
ووضعت لندن، الخميس، جماعة الإخوان المسلمين على رأس قائمة التطرف، وفقا لمعايير التعريف الحكومي الجديد للتطرف.
وينص التعريف الجديد على أن التطرف “هو الترويج أو تعزيز أيديولوجية تقوم على العنف أو الكراهية أو التعصب، والتي تهدف إلى تدمير الحقوق والحريات الأساسية، أو تقويض أو استبدال الديمقراطية البرلمانية الليبرالية في بريطانيا، أو خلق بيئة للآخرين عمدا لتحقيق تلك الحقوق والحريات”. نتائج.”
وحول التأثيرات المحتملة للقرار على مستقبل التنظيم، قال الدكتور سامح إسماعيل، الأكاديمي والباحث المتخصص في الإسلام السياسي والإرهاب، لسكاي نيوز عربية:
وسيكون للقرار البريطاني بفرض قيود على الرابطة الإسلامية المحسوبة على جماعة الإخوان تأثير كبير على الجماعة.
ومن شأن هذه الخطوات أن تقيد حركة المنظمة داخل أوروبا.
وسيكون هذا التأثير بمثابة قيد إضافي على حركة المنظمة التي تأثرت بشكل كبير منذ عام 2020 مع انتشار فيروس كوفيد ومنع التجمعات داخل المساجد، وهو ما أثر بدوره سلبا على حركة جمع التبرعات للمنظمة.
وتأثرت الاعتمادات المالية للمنظمة بشكل سلبي كبير. بالإضافة إلى ذلك، نجحت المواجهات الأمنية في العديد من الدول الأوروبية، مثل عملية رمسيس في النمسا.
والمواجهات المستمرة مع التنظيم في فرنسا، والتي أدت جميعها إلى تقليص نشاط التنظيم داخل أوروبا ووضع رقابة مشددة على تحركاته.
ونجحت المواجهة الأمنية في السيطرة على الأذرع الدينية للإخوان، وتقليص مصادر تمويلها، فضلا عن مراقبة المساجد التي يعتبرها الإخوان بؤرا أساسية للانتشار.
كيف يتعامل الإخوان مع القيود؟
ويبدو أن المواجهة انتقلت إلى بريطانيا التي يعتبرها الإخوان حاضنتهم الرئيسية، بحسب إسماعيل، ثم إلى مناطق أوروبية أخرى، وهو ما دفع المجلس الإسلامي الأوروبي، ذراع الإخوان الذي أسسه المرشد الإخواني يوسف القرضاوي، إلى البدء مواجهة مضادة من خلال توظيف برامج مواجهة الإسلاموفوبيا والقمع. وكذلك الأزمة الأخيرة في غزة بما يخدم مصالح المنظمة وتوفير الموارد المالية البديلة لها.
وبشكل عام يواجه التنظيم ضغوطاً متزايدة في معظم الدول الأوروبية وروسيا ودول البلقان وأيضاً تركيا، مما أدى إلى حالة من الشلل في حركة التنظيم، وأصبح مستقبل التنظيم في أوروبا غامضاً وغامضاً. خاصة مع احتمالات عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وقد بدأت جماعة الإخوان المسلمين الآن بالبحث عن ملاذات آمنة في ماليزيا، أو سنغافورة، أو باكستان، أو حتى إيران.
ما هي دوافع القرار البريطاني؟
ويرفض محمد مختار قنديل، الباحث المتخصص في شؤون التطرف والإرهاب بمركز اتجاهات للأبحاث والاستشارات، دوافع القرار البريطاني بقوله:
أولاً، يجب قراءة إعادة تعريف التطرف في بريطانيا في سياقه، وهو تصاعد جرائم الكراهية ضد اليهود والمسلمين بعد أحداث 7 أكتوبر وهجوم حماس على إسرائيل.
ويتماشى هذا التعريف مع التصريحات السابقة لرئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بأن المتطرفين الإسلاميين والمتطرفين اليمينيين يقوضون عمدا الديمقراطية في بريطانيا.
ويرى قنديل أنه من الناحية النظرية قد يبالغ البعض بالقول إن تصنيف الجماعات المرتبطة بالإخوان يحمل في طياته تصنيفا للجماعة.
لكن لا بد من التمييز بين تصنيف الجماعات المدعومة أو المرتبطة بالجماعة، وتصنيف جماعة الإخوان المسلمين ككل.
وبحسب قنديل، فإن بريطانيا وبعض الدول الأوروبية الأخرى تنظر إلى جماعة الإخوان المسلمين على أنها كتلة غير متجانسة، ولكي يتم تصنيف جماعة أو تنظيم عابر للحدود على أنه منظمة متطرفة أو إرهابية، يجب أن تكون كتلة متجانسة، تحمل بعض المنطق.
ويرى قنديل أن إعادة التعريف البريطانية لن توقف نشاط هذه المنظمات داخل بريطانيا، بل سيتوقف تقديم الدعم المالي الحكومي لها، فيما سيستمر نشاطها وحقها في التظاهر، حتى لو ثبت أن تقييمها متطرف بحسب رأيها. إلى التعريف الجديد.
ويشير قنديل إلى أن الفائدة الكبرى من إعادة تعريف ووصف بعض التنظيمات المرتبطة بجماعة الإخوان بأنها جماعات متطرفة، هو أنها قد تساهم في الحد من شعبية أنشطتها وتظاهراتها.
Discussion about this post