جددت مصر، اليوم الثلاثاء، تحذيراتها من مغبة السياسات الأحادية، المتمثلة في استمرار بناء وتشغيل سد عملاق على نهر النيل، في إشارة إلى سد النهضة، بما يخالف قواعد القانون الدولي المعمول بها. ودون تقديم أي دراسات فنية تفصيلية عن الآثار الاقتصادية والاجتماعية والبيئية العابرة. بالنسبة للحدود على دول المصب.
وأكدت مصر عبر وزير الري والموارد المائية المصري الدكتور هاني سويلم، أن هذه الممارسات تؤدي إلى إدامة التوتر وعدم الاستقرار.
وأشار سويلم، في كلمة ألقاها نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمام المنتدى العالمي العاشر للمياه بإندونيسيا، إلى أن التطور السريع للتنمية وتحديات تغير المناخ أدت إلى زيادة الضغط على الموارد المائية المتاحة حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه. المراحل الحرجة لانخفاض حصة الفرد من المياه وتفاقم أزمة الندرة. الموارد المائية في عدد كبير من دول العالم.
وأضاف وزير الموارد المائية أن مصر تؤكد دائمًا على أهمية الالتزام غير الانتقائي بقواعد ومبادئ القانون الدولي للتعاون والتشاور، وتجنب الإضرار بإدارة الموارد المائية العابرة للحدود.
وأضاف سويلم أن الغذاء هو المحور الأكبر لاستخدام المياه على مستوى العالم، ولا يوجد انفصال بين قضايا المياه والأمن الغذائي، مما يضع العديد من الدول أمام تحديات متزايدة ومعقدة لتوفير الاحتياجات المائية الأساسية.
وأوضح الوزير أن مصر تواجه وضعا فريدا من ندرة المياه على المستوى الدولي، حيث تتصدر قائمة الدول الأكثر جفافا وأقل معدل هطول للأمطار في العالم، وتعتمد على مصدر مائي واحد وهو نهر النيل للحصول على 98% من مياهها المتجددة. الموارد، ويذهب أكثر من 75% منها إلى توفير الأمن الغذائي للمصريين من خلال الزراعة، مصدر العيش لأكثر من 50% من المصريين.
وأوضح أن حصة الفرد من المياه في مصر تقترب للغاية من الندرة المائية المطلقة بمعدل 500 متر مكعب للفرد سنويا، لافتا إلى أن مصر تعاني من عجز مائي يصل إلى 55% من احتياجاتها، ويتفاقم ذلك بسبب تداعيات التغير المناخي التي تحدث داخل مصر وفي حوض النيل بأكمله، باعتبار أن مصر دولة. المصب الأخير لنهر النيل.
وقبل عدة أسابيع، اتخذت إثيوبيا خطوات جديدة لبدء الملء الخامس دون التنسيق مع مصر والسودان، وكشفت صور الأقمار الصناعية أن أديس أبابا بدأت عملية رفع السد عبر الممر الأوسط، وصب الخرسانة بعد أن جف. وكشفت الصور عن وجود حفارين يعملان لأول مرة فوق الممر المركزي، ربما لغرض عمل مجسات أو توصيلات مع الخرسانة الجديدة.
وانهارت المفاوضات بين الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) بشأن سد النهضة في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي 2023، دون التوصل إلى تفاهم يرضي جميع الأطراف.
Discussion about this post