وقال مذيع شبكة سي إن إن: “لا يوجد دليل على أن هذه المساعدات تذهب إلى حماس”. ورد أحد المتظاهرين الإسرائيليين قائلا: “يجب أن يحصلوا فقط على الحد الأدنى من السعرات الحرارية التي تبقيهم على قيد الحياة”.
اخبار عربية وعالمية
(أولاً) المتابعة الخاصة:
في بداية الحرب، وقف مذيع قناة “سي إن إن” في منصة الدفاع أمام ناشط مصري غاضب، لكن 155 يوما من المعاناة الإنسانية كانت كافية لتغيير الأدوار.
نبدأ بسرد القصة من المشهد الأخير، حيث وقفت مذيعة شبكة سي إن إن كلاريسا وورلد أمام معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وقطاع غزة، لترصد محاولة مستوطنين وجنود سابقين وعائلات الرهائن منع دخول المساعدات إلى أهل القطاع.
ويقول العالم في تقرير مصور بثه موقع الشبكة الأمريكية إن المتظاهرين الإسرائيليين رفضوا المحاولات الأمنية لمنع أي اقتراب من الحدود، وقطعوا إحدى الأراضي الزراعية للاقتراب من الطريق الذي سلكته الشاحنات المحملة بالمساعدات.
ونقل التقرير عن صوت إحدى المتظاهرات قولها: “كيف يمكن تفتيش هذه الشحنات وأكياس الأرز المخصصة للذهاب لأبنائهم مملوءة بالرصاص”.
وهنا تدخل العالم ووجه خطابه إلى المحتج الإسرائيلي، وقال: “بموجب القانون الدولي، من واجب إسرائيل ضمان ألا يموت المواطنون العاديون في غزة من الجوع… وهم الآن يموتون من الجوع”.
ورد متظاهر آخر قائلا: “حماس هي التي تصعب الأمر، ولا تسمح بوصول المساعدات إليهم”.
وقال مذيع شبكة سي إن إن: “لا يوجد دليل على أن هذه المساعدات تذهب إلى حماس”.
وقبل أن يتطور النقاش بشكل حاد، تدخل متظاهر ثالث وقال: “هذه المساعدات ليست لبقية السكان.. هذه معلومات استخباراتية”، مضيفاً: “لذلك يجب ألا يحصلوا إلا على الحد الأدنى من السعرات الحرارية التي تبقيهم على قيد الحياة”. “.
وتطورت لغة خطاب العالم إلى حدتها، وقالت بلهجة قوية: “إنهم يموتون من الجوع”، وأجابت نفس المتظاهرة: “إذا كانوا يموتون من الجوع، فليعيدوا الرهائن إلينا”.
وتابعت: “لا ينبغي أن يذهب رغيف خبز واحد إلى هناك قبل عودة رهائننا”.
وردت المذيعة بدورها قائلة: “بالنسبة للكثيرين الذين يستمعون إلى حديثك من جميع أنحاء العالم، فهو يعتبر أولاً: انتهاكاً للقانون الدولي، وثانياً: أمراً قاسياً بشكل لا يصدق في مواجهة كارثة إنسانية ملحمية وأطفال يتضورون جوعاً. ”
وتابعت: “لا يمكن للناس أن يتخيلوا كيف يمكن لشخص عاقل أن يدعو إلى وقف المساعدات”.
يعيد هذا المشهد إلى الأذهان المذيعة نفسها وهي تقف في موقف دفاعي في بداية الحرب المستمرة منذ 155 عاما، وناشطة مصرية تنتقدها وتنتقد التغطية الغربية المؤيدة لإسرائيل، لكن هذه المرة أمام رفح المعبر بين مصر وغزة.
وظهرت الناشطة رحمة زين في مقطع فيديو وهي تطالب المذيعة بالاستماع إليها، فيما يحاول العالم التظاهر بعدم الاستماع وتجاهل صرخات الشابة التي جاءت مع وفد إغاثي لإيصال المساعدات والإمدادات للفلسطينيين المحاصرين في غزة. .
ومع إصرار رحمة على إسماع صوتها، استجاب العالم واتجه نحو الشابة المصرية التي واصلت انتقاداتها للمراسلة والتغطية الإعلامية المنحازة من قبل وسائل الإعلام الأمريكية والغربية.
وقالت رحمة لمذيعة CNN: “لو سمعتوني فعلا كنتم ستستقيلون من القناة التي تعملون معها. أين إنسانيتك؟ لقد أعطت بلادكم الضوء الأخضر لإسرائيل، وبتفويض كامل، يقتلون ويذبحون الفلسطينيين”.
وتابعت: “تخيلوا الأطفال والرضع يتعرضون للقصف ونسمع أصداءه هنا؟”
وأضافت: “يقال إنكم دولة تدعي احترام حرية التعبير؟!… أنتم من جلبتم الاحتلال، والمجازر التي رأيناها هي نتيجة صمتكم وأكاذيبكم وكذبكم”. مضللة.”
مشهدان يفصل بينهما 155 يوما أو أقل قليلا، بطولة نفس الشخصية، كلاريسا وورلد، وموقعهما على حدود غزة، رغم أن جوانبهما تغيرت، إلا أنهما يعكسان كيف تغيرت المواقف العالمية بعد تزايد المعاناة في القطاع، و وتفاقم الصعوبات في إيصال المساعدات للنازحين.
Discussion about this post