ووفقاً للإجراءات المعمول بها، تصدر المحكمة الجنائية الدولية أوامر الاعتقال ومذكرات الاعتقال، ويتم تنفيذها من قبل دولة عضو أو دولة متعاونة إذا رغبت في ذلك. ولا تملك المحكمة أي وسيلة لتنفيذ الاعتقالات، وإذا لم تنفذ أي دولة أمر الاعتقال، فإن العقوبة التي تواجهها لا تتجاوز الاهتمام الدبلوماسي.
أمريكا تواجه المحكمة الجنائية
وفيما يتعلق ببنيامين نتنياهو ويوآف غالانت، تواجه المحكمة الجنائية الدولية صعوبات كبيرة في تنفيذ الاعتقال، أبرزها الإدانة الأميركية لأوامر المحكمة التي وصفها الرئيس جو بايدن بـ”الفاحشة”. كما أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أن الولايات المتحدة ترفض القرار بشكل قاطع، ولأن قواعد المحكمة تسمح لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتبني قرار يعلق أو يؤجل المحاكمة لمدة عام، مع إمكانية التجديد. وذلك سنويًا، حتى تتمكن الولايات المتحدة الأمريكية من تجميد محاكمة نتنياهو وجالانت بسهولة.
ورغم أن قائمة أعضاء المحكمة الجنائية الدولية تضم كافة دول الاتحاد الأوروبي إلى جانب المملكة المتحدة، إلا أن القرار سيواجه صعوبات في التنفيذ. ووصف وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبرج مذكرة الاعتقال بأنها سخيفة، وفي فرنسا رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية كريستوف لوموان القول ما إذا كانت فرنسا ستعتقل نتنياهو إذا جاء إليها، وقال إنها نقطة معقدة من الناحية القانونية.
ولم يؤكد المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ما إذا كانت المملكة المتحدة ستؤيد مذكرات الاعتقال، في حين تحدى رئيس الوزراء المجري قرار المحكمة الجنائية الدولية، مؤكدا دعوته لنتنياهو لزيارة المجر.
صعوبة تنفيذ القرارات دون دعم ومساعدة الدول دفعت كريم خان، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، إلى مطالبة الدول بالتعاون بشأن مذكرات الاعتقال الصادرة في محاولة لجذب أكبر عدد من الدول الداعمة والحفاظ على الهيبة. من المحكمة.
ولم يتم تنفيذ أوامر الاعتقال
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية، خلال عملها منذ عام 2002، مذكرات اعتقال بحق عدد من القادة والرؤساء، أبرزهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتهمة ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، والرئيس السوداني السابق عمر حسن البشير، بتهمة ارتكاب جرائم حرب. الإبادة الجماعية ضد القبائل والجماعات المعارضة له في دارفور. كما أصدرت مذكرة اعتقال بحق الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي ونجله سيف الإسلام، وجميعهم لم يمثلوا أمام المحكمة ولم يتم تسليمهم من أي دولة.
أما الزعيم الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش، الذي اتهمته المحكمة بارتكاب جرائم تطهير عرقي ضد مسلمي البوسنة والهرسك وألبانيا وكوسوفو، فقد توفي أثناء المحاكمة، بينما رئيس ساحل العاج السابق لوران تمت تبرئة غباغبو.
إن سجل المحكمة الجنائية الدولية، الذي يتضمن أوامر غير منفذة وتبرئة لبعض المتهمين، وعدم وجود آليات لمراقبة المطلوبين أو إجبار الدول على تسليمهم، يجعل من الصعب تنفيذ أوامر القبض على القادة والرؤساء.
Discussion about this post