وتجسد زيارة رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الكويت روح التقارب بين الجانبين. وزار أمير الكويت الإمارات في مارس/آذار 2024، في أول زيارة له منذ توليه السلطة.
اخبار عربية وعالمية
وتؤكد الزيارات المتبادلة بين قيادتي الإمارات والكويت ومسؤوليهما، حرص البلدين على الدفع بالعلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب، بما تتمتع به من عمق استراتيجي ورؤية متجددة تهدف إلى تعزيز التعاون التجاري والاستثماري.
وتجسد زيارة رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الكويت (الأحد 10 نوفمبر) روح التقارب بين الجانبين، وتأتي في إطار الزيارات المكثفة المتبادلة بين قيادتي البلدين. ومسؤوليهم. لأنها تأتي بعد 8 أشهر من زيارة الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح لأبو ظبي في مارس الماضي.
وسبق هاتين الزيارتين تبادل زيارات مسؤولين رفيعي المستوى بين البلدين، في إطار الحرص على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، ضمن محطات محورية ساهمت في ترسيخها والمضي قدماً بما يخدمها. المصالح المشتركة.
بن زايد في الكويت
زيارة رئيس الإمارات الجديد والتي أكد خلالها أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح أنها “محطة جديدة لتوثيق وترسيخ العلاقات التاريخية المتينة التي أرساها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان” مع حكام دولة الكويت السابقين”.
وقال الأمير مشعل في كلمته خلال جلسة المباحثات الثنائية: إن الكويت حريصة على «الارتقاء بهذه العلاقات في حاضر مشرق ونحو مستقبل واعد سواء على المستوى الثنائي من خلال اللجنة الكويتية الإماراتية المشتركة أو من خلال البيت الخليجي الواحد ومجلس التعاون الخليجي». مسار مجلس التعاون لدول الخليج العربية بما يحقق “مصالح بلدينا الشقيقين ومصالح شعوبنا الكريمة”.
كما أعرب عن اعتزازه “بالتناغم بين الموقفين الكويتي والإماراتي على الصعيدين الإقليمي والدولي في ظل الظروف والأحداث بالغة الحساسية التي تشهدها المنطقة والعالم”.
من جانبه، قال الرئيس الإماراتي: إن بلاده “داعم أساسي للعمل الخليجي المشترك وفكرة الوحدة متجذرة في ثقافتها”.
وأضاف: «في ظل التحديات الصعبة التي تشهدها المنطقة والعالم، فإن منظومة العمل الخليجي تشكل ضمانة أساسية للحفاظ على مصالحنا المشتركة ودعم الأمن والاستقرار في المنطقة».
التشاور لأية حالة طارئة
وفي ظل الظروف الصعبة التي تشهدها المنطقة، فإن الزيارة، بحسب الباحث السياسي والأكاديمي الكويتي عايد المناع، مهمة في “التشاور حول كيفية مواجهة أي طارئ، ولنا تجربة سابقة عندما غزت القوات العراقية الكويت عام 1990 و وما نتج عن ذلك من موقف خليجي رائع داعم للكويتيين. وقدمت كافة أنواع الدعم، والإمارات من الدول الرائدة إلى جانب دول الخليج الأخرى».
واعتبر في كلمته أن زيارة الشيخ محمد بن زايد «ستعزز وتطور هذه العلاقات وتؤدي إلى المزيد من الاتفاقيات، خاصة في المجالات التنموية والاقتصادية، وتنويع مصادر الدخل لدولنا الخليجية، وتعزيز شبكة التواصل بين الشعوب والشعوب». الحكومات.”
واستذكر المناع ما قاله وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد “بكل إصرار نواصل مسيرة التعاون والعمل المشترك بقيادة الشيخ محمد بن زايد والشيخ مشعل الأحمد”.
وشدد على ما قاله الوزير الإماراتي: “إن أهم ما يميز العلاقات وتطورها المستمر هو الروابط الاجتماعية والثقافية التي تجمع الشعبين وأواصر الأخوة والصداقة ووحدة التراث والتاريخ والقيم المشتركة”. ”
الزيارات والاتفاقيات السابقة
وتكريساً لمتانة العلاقات والرغبة في آفاق واسعة من التعاون والتنسيق، كان الأمير مشعل قد زار الإمارات في مارس الماضي، وهي عرب تايمى له منذ توليه السلطة في ديسمبر الماضي، وهي الدولة الخامسة التي يزورها بعد السعودية. سلطنة عمان وقطر والبحرين ثم يختتم جولته الخارجية للدول. الخليج.
وترتبط الإمارات والكويت بعلاقات وثيقة على مختلف الأصعدة، حيث شهدت تطورا ملحوظا خلال العقود الماضية، وشمل التعاون بينهما في عدة مجالات بارزة، منها السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية والأمنية، والعلاقات الثقافية والتعليمية، التي وأسفرت عن عشرات الاتفاقيات المشتركة ومذكرات التفاهم.
كما ترتبط بعدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تساهم في زيادة حجم الاستثمارات والتبادل التجاري إلى مستويات متقدمة، آخرها ما تم توقيعه خلال القمة العالمية للحكومات 2024، المتعلقة بتجنب الازدواج الضريبي على الدخل وعلى الدخل. رأس المال، ومنع التهرب والتجنب الضريبي.
وخلال اجتماع الدورة الخامسة للجنة العليا المشتركة بين الإمارات والكويت في أغسطس الماضي، وقع البلدان 8 مذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية بين البلدين.
وتضمنت مذكرة تفاهم بين حكومتي الإمارات والكويت بشأن التعاون في مجال البنية التحتية، وأخرى حول التعاون في مجال أنشطة التقييس، وثالثة حول التعاون في العمل في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات.
كما تضمنت التوقيع على البرنامج التنفيذي للتعاون التعليمي بين البلدين، والبرنامج التنفيذي في المجال الرياضي، والبرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي، ومذكرة تفاهم بين مجلس الإمارات للأمن السيبراني والمركز الوطني للأمن السيبراني الكويتي. وآخر بين وزارة الدفاع الإماراتية، ممثلة بمجموعة “إيدج” القابضة، ووزارة الدفاع. الكويت فيما يتعلق بالمشتريات والصناعات الدفاعية.
العلاقات الاقتصادية
ويؤمن البلدان بأهمية التعاون الاقتصادي والتجاري المشترك، وضرورة تفعيله من خلال زيادة التبادل التجاري وتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية في المجالات الصناعية والتجارية والاستثمارية على المستوى الخاص والعام.
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى نمو ملحوظ في العلاقات التجارية بين الإمارات والكويت خلال النصف عرب تايم من العام الجاري، بلغت قيمتها نحو 6.42 مليار دولار.
وبلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين 12.198 مليار دولار عام 2023، بنمو 2% مقارنة بعام 2022، و16% مقارنة بعام 2021، بحسب وكالة أنباء الإمارات (وام).
وتحتل الإمارات المركز عرب تايم عالميا كأكبر متلق لصادرات الكويت غير النفطية بنسبة 22% منها. وفي الوقت نفسه، تحتل الإمارات المركز الثالث في أهم الأسواق للواردات الكويتية بعد الصين والولايات المتحدة.
وبلغ حجم الاستثمارات المتدفقة من الإمارات إلى الكويت في الفترة من 2019 إلى 2023 نحو 1.087 مليار دولار، في حين بلغت الاستثمارات المتدفقة من الأخيرة إلى جارتها خلال الفترة المذكورة نحو 194.7 مليون دولار.
ويؤكد الباحث والأكاديمي الكويتي عايض المناع أن العلاقة بين الإمارات والكويت «تاريخية وقديمة جداً، وأشقاؤنا الإماراتيون يذكرون الكويت أنها منذ الخمسينيات كانت تقدم الدعم التعليمي والإعلامي حتى قبل توحيد الإمارات والإمارات». لاحقاً من خلال إنشاء المدارس، واستمر هذا التعاون في التعليم والتعليم العالي والبحث والثقافة. .
واقتصادياً، قال المناع إن «الاستثمارات الكويتية في الإمارات تتجاوز 50 مليار دولار، وهذا ما يعزز العلاقات الأخوية».
وأوضح أن “التجارة التراكمية بينهما من 2014 إلى 2023 ارتفعت بنحو 75% من حجم التبادل، وبلغ الإجمالي 92 مليار دولار خلال الفترة”.
وتحدث أيضاً عن أن «الإمارات اليوم أصبحت محط أنظار العالم، فهي منفتحة اقتصادياً على الجميع، ولديها قوانين وانضباط في العمل، ومنفتحة على التجارة والاستثمار».
الزيارة ومتابعة القمة العربية الإسلامية المشتركة
وتأتي زيارة رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الكويت قبل يومين من انعقاد قمة المتابعة العربية الإسلامية المشتركة التي دعت إليها المملكة العربية السعودية الشقيقة لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي الفلسطينية والجمهورية اللبنانية، وتطورات الأوضاع الراهنة في المنطقة.
وأشار محللون إلى أن زيارة رئيس الإمارات إلى الكويت ترتبط بأعمال القمة العربية الإسلامية المشتركة للمتابعة لتوحيد الرؤى والسياسة الخارجية بين البلدين.
Discussion about this post