إستماع/ ناصر عوض لزرق:
وتحدث عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء فرج سالمين البحسني، عن الملحمة البطولية التي سطرها أبناء محافظة حضرموت في حربهم ضد العناصر الإرهابية ودحرهم.
وأكد اللواء البحسني عظمة هذا اليوم الذي كان نقطة تحول في تاريخ حضرموت التي واصلت هذا النصر بالمضي قدما نحو تحقيق النصر الأكبر في العجلة التنموية والاقتصادية والعسكرية والأمنية واستعادة العملية التعليمية. وتأهيل وتجهيز المؤسسات الحكومية والخاصة وفتح المشاريع الحيوية وتأهيل المحافظة بعدة طرق.
وأكد اللواء البحسني، في حوار أجراه معه موقع إرم نيوز الإماراتي، أن حضرموت أصبحت اليوم آمنة للغاية، حتى لو تم العثور على بعض العناصر، وهو ما يحدث في كثير من الدول المتقدمة، لكنه صعب، أو حتى مستحيل أن يعودوا مرة أخرى إلى حضرموت.
وقال البحسني إنه إذا استمر هذا الوضع الاقتصادي فستكون هناك كارثة، إلا إذا كان هناك تحرك سريع في أقل من ستة أشهر، لافتا إلى أنه لا بد من التحرك السريع نحو مكافحة الفساد ولو بدرجة معينة.
مقتطفات من المقابلة المصورة التي نشرها موقع إريم نيوز:
بمناسبة الاحتفالات بالذكرى الثامنة لتحرير “المكلا” من عناصر القاعدة. حدثنا عن النصر الذي تحقق؟
عندما تحتل العناصر الإرهابية، سواء القاعدة أو داعش، مساحة كبيرة من أي بلد وتستمر في احتلالها، فمن الصعب القضاء عليها فيما بعد، والثمن باهظ. وهذا النموذج موجود، في (العراق، في سوريا، في ليبيا) وفي عدة دول، ولكن لهم الحمد. وتمكنا بعون الله من القضاء على هذه الآفة واستكمال عملية التحرير والتخلص من تنظيم القاعدة وداعش بشكل نهائي، كما تمكنا من استتباب الأمن بشكل مثالي في المحافظة.
هل تستطيع الجماعات الإرهابية العودة لمهاجمة حضرموت والمكلا من جديد؟
ليس هناك مجال للحديث عن العودة. حضرموت وجميع مدن الساحل آمنة للغاية، ولذلك نحتفل الآن بالذكرى الثامنة. وعندما دخلنا حضرموت بداية شهر رمضان، شنت القاعدة بالفعل هجوماً كاسحاً بعناصر إرهابية واقتحمت مقرات النخبة، لكننا تداركنا الأمر واتخذنا الخطوة المعاكسة.
والآن هناك انتشار واسع للقوات الأمنية والعسكرية. وهذا يعني أن معركة المسيني جاءت، والتي كانت تبعد عن المكلا مائة كيلومتر، وكانت معقلاً كبيراً للعناصر الإرهابية. وتم تحرير هذا المعقل وطردهم… ثم جاءت عملية أخرى (الجبال السوداء) وعملية لاحقة إلى دوعن.
وهذا الانتشار الواسع النطاق لوحدات الجيش والأمن جعل من المستحيل، أو حتى من الصعب، عودة أي إرهاب بشكل كاسح. وقد يظهر عنصر أو عنصران ويقومان بالتخريب. وقد يحدث هذا حتى في الدول المتقدمة.
بخصوص مناطق الوادي.. هل هناك نشاط أو تواجد لعناصر التنظيم؟
عناصر التنظيم حاضرة أينما كانت مصادرها.. وعندما لا تكون هناك متابعة تكون.. ولا نزال نتابع العناصر الفردية، التي تظهر في بعض المناطق.
في الوادي بين الحين والآخر، نعم تظهر تجمعات لعناصر القاعدة، لكن تبادل المعلومات مع التحالف، ومع قيادات السلطة المحلية في وادي حضرموت، حال دون تجمع كبير ومعسكرات ونحو ذلك.
ما هو تأثير عمليات البحر الأحمر على عملية السلام في البلاد؟
ولا شك أن تأثير عملية البحر الأحمر واضح للعيان، حيث أخرت هذه العملية، والله أعلم إلى متى. وقد يطول هذا التأخير، ولكننا نأمل أن تتم معالجة هذه القضية، قضية البحر الأحمر، وأسبابها، وبالتالي يعود مسار المفاوضات، طريق السلام.
ما هي تطورات عملية السلام؟
والمجلس القيادي، حتى الآن، بعيد عن أي مفاوضات مباشرة مع أي طرف. إن الذي يدير المفاوضات والذي يعد لهذه العملية هو المملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي والدول السبع وآخرهم مجلس الأمن والمبعوث الدولي. هم من يديرون هذا الملف.. لذا عندما يحين وقت المجلس ليقول القيادة كلمته، سيقول كلمته بوضوح وصراحة.
إذا تم التوصل إلى خارطة طريق في إطار عملية السلام فهل يمكن ضمان التزام مليشيا الحوثي بها؟
الاتفاق لن يكون هكذا مع الحوثيين (لا)، ستكون هناك ضمانات دولية، الاتفاق سيكون برعاية الأمم المتحدة، حسب علمي المبدئي، سيكون هكذا، والمبعوث الدولي والتحالف العربي كل هذا سيجعل من الاتفاق شيئاً من التعهد المضمون.
وتعاني المحافظات المحررة من تدهور في مختلف مناحي الحياة. أين دور المجلس الرئاسي في تخفيف معاناة المواطنين؟
المحافظات المحررة تعاني كثيراً، والمواطنون يعانون كثيراً، كما أن هناك صعوبات كثيرة مع المجلس القيادي. لا بد من التحرك لمساعدة الناس، لمساعدة المواطنين، سواء كانت ظروفهم المعيشية صعبة، أو سواء كان ذلك فيما يتعلق بالكهرباء والخدمات ونحو ذلك.
الفساد جزء من المشكلة ولا بد من التحرك السريع نحو مكافحة الفساد ولو بدرجة معينة. وبعد تدهور العملة، لا بد أيضاً من وجود سياسة تحد من هذا التدهور.
إذا استمرت الأزمة.. كيف ترى مستقبل البلاد؟
نقولها بصراحة: الاستمرار على هذا الوضع خطير جداً، وما لم يتم التحرك السريع في أقل من ستة أشهر «فستكون كارثة».
ماذا سيحدث لتوحيد الأجهزة الأمنية في إطار وزارتي الدفاع والداخلية؟
توحيد الجهاز العسكري، سواء كان موجودا أم لا، مهم جدا. وهذا من أجل بناء الدولة، وعلينا أن نستعد له من الآن فصاعدا. كما أنها مهمة جدًا لمواجهة العدو. (كونوا جبهة بعدة قوى. كل قوة تمثل جيشا، وهذا يمثل جيشا، وأنت تمثل جيشا). وأنا أمثل جيشا! تنسيق التعاون بينهم أمر فيه بعض الصعوبة… مثال على ذلك: “مثلا عندما يكونون في الجبهة ويأتيهم الأمر أن العدو سيهجم عليك، هذا يأمر وهذا هذا” سيأمر، وستبقى الأوامر مختلفة، ولكن وحدة القوة العسكرية والأمنية، تجعلها أكثر صلابة وقوة)، ولدينا تجربة ناجحة للغاية هنا في حضرموت، وقد رأيتم المناورة التي قمنا بها مؤخرا على بمناسبة الذكرى الثامنة (24 أبريل 2016م) التي شهدتها العاصمة الحضرمية “المكلا”، من خلال تمرين عسكري وأمني مشترك، هدفه التنسيق والتعاون، وكان “ناجحاً جداً”.
Discussion about this post