كرر ناشطون سعوديون وعرب قصة جاسوس يهودي من أصل يمني ادعى أنه مسلم وخدع المسلمين حتى أصبح إمامة للمسجد الأقصى.
وفي القصة، هاجر يهودي يمني من اليمن إلى فلسطين عام 1946م مع مجموعة من اليهود اليمنيين الذين انضموا إلى إحدى المستعمرات الصهيونية هناك، وهناك تم تجنيده من قبل المخابرات الصهيونية (الموساد الإسرائيلي) لصالحها تمهيداً لغزو فلسطين. الحرب التي كان الصهاينة يعدونها لإقامة دولة الكيان الصهيوني عام 1948م.
هذا اليهودي تنكر في هيئة رجل دين مسلم وأطلق على نفسه اسم الشيخ فاضل عبد الله، واستخدم الإسلام كغطاء لعمله في الموساد. وكان شديد الذكاء، وعمل على حفظ القرآن الكريم كاملاً بتفسيره وعلومه. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل كان يؤم المسلمين أحيانًا في المسجد الأقصى بالقدس.
ثم انتقل إلى مدينة خان يونس، وفي مسجد خان يونس قضى معظم وقته في تلاوة القرآن، وأداء الصلاة، ووعظ الناس، وبيان لهم أمور دينهم ودنياهم.
أحبه الناس ووثقوا به والتفوا حوله. ومن ناحية أخرى أبدى الشيخ فاضل دعما قويا للمجاهدين في فلسطين وحفزهم على القتال ودعا لهم بالنصر على الأعداء.
وعبر عن نفاقه الشديد عندما دخلت قوات الشهيد أحمد عبد العزيز المصرية خان يونس عام 1948م. وبدأ يقود الجند المصلين، ويقرأ القرآن، ويدعو لهم بالنصر، وكان يردد دائما عبارة “الله أكبر، الله أكبر”.
وعندما بدأت الحرب العربية الصهيونية في مايو 1948، اتصل بالقوات المصرية التي شاركت في الحرب هناك وبدأ في التقرب من قائدها الضابط أحمد عبد العزيز ونائبه الضابط كمال الدين حسين (أحد أفراد القوات المسلحة). (الضباط الأحرار لاحقاً والذين شاركوا في ثورة 23 يوليو في مصر ضد النظام الملكي عام 1948). 1952) بدأ يتردد على المعسكر المصري كشيخ دين تقي لقيادة الجنود المصريين المتعبدين.
لكن بعد فترة لاحظت المخابرات المصرية المرافقة للقوات المصرية في مدينة خان يونس أن هذا الشيخ كان يختفي أحيانا لعدة ساعات يوميا عند منتصف الليل، فبدأ رجال المخابرات بمراقبة تحركاته بعد أن بدأت الشكوك تدور حوله. ومن خلال مراقبته اكتشفوا أنه يتسلل من… معسكر الفدائيين المصريين إلى معسكرات العصابة الصهيونية ليلاً.
وفي أحد الأيام، أثناء الهدنة التي عقدت بين الصهاينة والمصريين هناك، طلبت القوات الصهيونية من القوات المصرية بعض الأدوات الهامة والعاجلة لعلاج الضابط الصهيوني الذي أصيب بجروح خطيرة نتيجة لجرح نافذ في رقبته. وكان هذا العرف مقبولا في الحروب في ذلك الوقت، ووافقت القوات المصرية وأرسلت أحد الأطباء الضباط. وتوجه المصريون إلى المعسكر الصهيوني حاملين الدواء اللازم لعلاج الضابط الصهيوني. وفي الحقيقة كانت المهمة الأخرى للضابط المصري هي جمع معلومات سريعة عن ملاحظاته داخل معسكر العدو. ومن سوء حظ الشيخ فاضل أنه كان في نوبته الليلية لنقل معلومات عن القوات المصرية إلى العصابات الصهيونية، فرآه الطبيب المصري بالصدفة. وتجاهله.
وعندما عاد الطبيب إلى المعسكر المصري أبلغ قائد القوات المصرية بوجود الشيخ فاضل في المعسكر الصهيوني.
وتأكدت الشكوك بأنه جاسوس صهيوني في المعسكر المصري، وبعد ذلك اختفى الشيخ فاضل تماما ولم يعد يتردد على المعسكر ليؤم الجنود والضباط المصريين في الصلاة.
وهنا تطوع أحد الضباط المصريين لاختطاف الشيخ فاضل، وفي إحدى الليالي تسلل هذا الضابط مع أحد الجنود إلى المعسكر الصهيوني وتمكنا من اختطاف فضل وكمم فمه حتى لا يصرخ وينبه الصهاينة إلى ذلك. تسلل الضابط المصري ومساعده.
وقد تمت محاكمة الشيخ فاضل إمام أمام لجنة عسكرية مصرية مكونة من ثلاثة ضباط، وحكم عليه بالإعدام رميا بالرصاص، وتم تنفيذ الحكم فور صدور الحكم.
وقام الضابط المصري الذي خطفه بحمل جثته ليلاً وتسلل بالقرب من المعسكر الصهيوني ووضع جثة الجاسوس فضل عبد الله جودة.