وتقدم المئات من المجندين إلى معسكرات تدريب مليشيا الحوثي للمشاركة في حرب غزة، بحسب ما روجت له مليشيا الحوثي، مستغلة حماسة الشباب للدفاع عن العزة مع المرابطين هنا من منطلق ديني، لكنهم اكتشفوا أن قضية غزة وتم استغلالهم لتجنيدهم في معارك داخلية.
كشف مصدر أمني، عن فرار المئات من المجندين من معسكرات تدريب مليشيات الحوثي، بعد اكتشاف استغلال قضية غزة لتجنيدهم في معارك داخلية.
وشملت حالات الهروب الأخيرة أفراداً من القوات الخاصة في معسكر الجريف، حيث اتضح للمجندين أن وجهتهم الحقيقية ستكون جبهات مأرب والحديدة وتعز، وليس القتال ضد إسرائيل كما فعلوا سابقاً. قاد إلى الاعتقاد.
وتقوم عناصر الأمن الوقائي الحوثي بملاحقة الفارين لإجبارهم على العودة أو تسليم أسلحتهم.
وبحسب المصادر، استغلت الميليشيات الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد أكثر من 30 ألف طفل وشاب، تم إخضاعهم لمحاضرات طائفية في معسكرات تدريب تمهيداً لمشاركتهم في معارك داخل اليمن.
وأشارت المصادر إلى أن الميليشيات كانت تواجه قبل الحرب على غزة عزوفاً كبيراً بين الشباب والأطفال عن الانضمام إلى صفوفها، رغم استخدامها أساليب الترغيب والترهيب ومقايضة التجنيد مقابل الخدمات الأساسية.
تقرير حقوقي: الحوثيون استغلوا حرب غزة للتوسع في تجنيد الأطفال
خمسة أشهر فقط هي الفترة الفاصلة بين التحاق الطفل اليمني محمد ديان بمعسكرات الحوثيين تحت مسمى مساندة قطاع غزة ووفاته في معارك ضد الجيش اليمني في منطقة ميدي بمحافظة حجة (شمال غرب)، فيما تتدهور الأوضاع المعيشية وساهمت حالة أسرته وانقطاعه عن التعليم في وقوعه ضحية لهذه الادعاءات. الحوثي.
ديان، اسم مستعار، هو واحد من 10 أطفال و20 شاباً ينتمون إلى قرية الكذبة في مديرية مبين بمحافظة حجة (شمال غرب)، انضموا إلى صفوف جماعة الحوثيين بالذريعة نفسها، قبل أن يُقتل. في 5 مايو من العام الماضي. وهذا هو المصير الذي دفعه إلى إغراء قيادات الحوثيين له ولأقرانه بالحصول على مصدر دخل، إضافة إلى دعم غزة، بحسب تقرير حقوقي.
وتمكن الحوثيون من تجنيد ديان عبر أحد قياداتهم، الذي أبلغه عندما التقوه في ساحة القرية أنهم يستعدون للانتقال إلى فلسطين. وكان الطفل سعيداً جداً بسبب رغبته في حمل السلاح والتفاخر به أمام أقرانه. وفي منتصف يناير/كانون الثاني، تم نقله مع آخرين إلى أحد المعسكرات. واستمر التدريب بعد محاضرات في مسجد القرية لمدة ثلاثة أيام.
ويقول التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (رصد)، إن العطلة الصيفية التي انتهت مبكراً في مناطق سيطرة الحوثيين، شهدت استهدافاً واسعاً للأطفال من خلال الدعاية لمعسكرات تدريب “نصرة غزة” التي تشرف عليها مراكز التجنيد. وساهمت المعروفة باسم هيئة الإشراف على التعبئة العامة والتعبئة. والتي لها فروع في كافة المدن الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي.
وتخضع هذه المعسكرات لإدارة مشرفي التنظيم في المحافظات ومسؤولي التجنيد، لكن مواقعها محاطة بالسرية المطلقة، ويتم نقل الأطفال إليها معصوبي الأعين”، بحسب فريق التحالف الحقوقي.
ويؤكد فريق الرصد التابع للائتلاف اليمني لرصد الانتهاكات أن أهالي قرية الاضبعة، وأغلبهم يعملون بالزراعة، لا يتبنون أو يؤيدون فكرة التجنيد، رغم تعاطفهم الشديد مع الفلسطينيين. لكن جهود التعبئة والتجنيد المغلفة بالخطاب الديني دفعت بعضهم إلى الاقتناع ودفع أبنائهم للقتال.
تعبئة واسعة
ويذهب المشرفون الحوثيون المسؤولون عن الحشد إلى المناطق الريفية بأنفسهم، ويعقدون محاضرات تثقيفية لتشجيع الأطفال على الالتحاق بمعسكراتهم، ويقدمون لهم العروض المالية كالرواتب والسلال الغذائية لأسرهم التي تعاني من تدهور الأوضاع المعيشية.
وأوضح الرئيس التنفيذي لتحالف حقوق الإنسان مطهر البطيجي لـ«الشرق الأوسط» أن رصد وتوثيق انتهاكات تجنيد الأطفال «يتم من قبل راصدين وباحثين ميدانيين، ومن خلال إجراء مقابلات مع أهالي الضحايا والشهود، فضلاً عن من خلال الرصد من المصادر المفتوحة والإنترنت ووسائل الإعلام الحوثية وما ينشر”. أخبار وفيديوهات حول تجنيد الأطفال.
وأضاف أن جماعة الحوثي “استخدمت المدارس والمساجد والمراكز الصيفية للذكور، وتبين أن لديها قدرة فائقة على استقطاب وتجنيد الأطفال من خلال سلسلة من المشرفين بينهم شيوخ القبائل ومسؤولي الأحياء، ولهذا قامت وخصصوا الكثير من المال لتسهيل عملهم في التأثير على الأطفال”.
ويوضح البوذجي أن التنظيم “استغل الحرب في غزة، خاصة منذ أكتوبر الماضي، وأخضع آلاف الأطفال لدورات تدريبية مكثفة استمرت لمدة ثلاثة أشهر، بواقع دورتين على الأقل في المدن الخاضعة لسيطرته، واستخدم دعاية مكثفة”. للحرب في غزة، واستفادت منها في استقطاب أكبر عدد ممكن”. من الأطفال؛ تمهيداً لإرسالهم إلى جبهات مختلفة بحجة الحرب على إسرائيل ودعم غزة وفلسطين.
واستغلت الجماعة الردود العسكرية الغربية على هجماتها في البحر الأحمر، لمواصلة التجنيد بحجة محاربة إسرائيل وأمريكا وبريطانيا، واستطاعت التأثير على العديد من الأسر، خاصة في المناطق الريفية الفقيرة، التي تعاني من محدودية التعليم، الأمر الذي ساهم في زيادة أعداد من أغرتهم بالانضمام إلى المعسكرات. .
الإغراءات الأخلاقية
تمكن التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان من رصد استشهاد 31 طفلاً تم تجنيدهم بحجة مساندة الفلسطينيين، ومن بين هؤلاء الأطفال الذين يرمز إلى أسمائهم بالحروف (م ق)، قُتلوا في ظروف غامضة. بعد استدراجهم خلال حملة تعبئة وتجنيد واسعة بالمديرية. بني حشيش في محافظة صنعاء أواخر ديسمبر الماضي، والتي سيطر عليها الزعيم فايز الحنامي.
وتمكن أحد قيادات الحوثيين من إقناع والد الطفل (مق) بتجنيد طفله لدعم غزة، الأمر الذي سيساهم في إرضاء المشرف الحوثي في منطقته معه، حتى ينتبه إلى وضع عائلته بين صفوفه. أولويات المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
وبعد أكثر من أسبوعين من التدريب، تم نقل الطفل مع مشاركين آخرين في الدورة القتالية إلى إحدى الجبهات، إلا أنه قُتل بعد أيام من تجنيده، في ظروف غامضة، ولم تعلم عائلته بمصيره إلا بعد ثلاثة أيام. بعد مقتله على الجبهة.
وينقل التحالف الحقوقي عن شهود من أهالي المنطقة أن قيادات الحوثي عملت على تعزية والد الطفل وجعله يشعر بالفخر والتغلب على صدمة فقدان ابنه، وشاركوا في تشييعه بأنفسهم، وهم يعتقدون أنه وسيلة لإغراء بقية الآباء بدفع أبنائهم إلى الجبهات.
وتستغل الحركة الإذاعات المدرسية بشكل مكثف منذ أكتوبر الماضي للتحريض على الجهاد نصرة لغزة، إضافة إلى إقامة ندوات في المساجد والحشد من خلال شيوخ العشائر.
ويرى الباحث اليمني صادق الوصابي أن جماعة الحوثي تمكنت من استغلال الزخم الإعلامي الذي اكتسبته جراء العمليات العسكرية التي نفذتها في البحر الأحمر لتجنيد الأطفال، بعد إخضاعهم لعمليات غسيل دماغ من قبل قيادات ومشرفين.
وأشار الوسابي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الدعاية الحوثية مؤثرة نظراً لحجمها وكيفية إدارتها، واستغلالها لمشاعر اليمنيين وتعاطفهم الدائم مع القضية الفلسطينية.
Discussion about this post