وأظهرت بيانات الأمم المتحدة الأخيرة تسجيل نحو 186 ألف حالة اشتباه بالكوليرا خلال الأشهر الستة الماضية، ووفاة 680 مصابا، رغم انتهاء موسم الأمطار في اليمن. وسجلت أعلى المعدلات في مناطق سيطرة جماعة الحوثي.
وذكر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) في تحديثه الشهري أن الإسهال المائي الحاد (الكوليرا) استمر في الانتشار في جميع أنحاء اليمن، وأن الأطفال دون سن الخامسة وكبار السن يمثلون ربع جميع الحالات، بعد 6 أشهر من بدء الأزمة. بدأ تفشي المرض.
وتشير إحصاءات وزارة الصحة العامة والسكان إلى إجمالي تراكمي لأكثر من 186 ألف حالة اشتباه بالوباء في جميع محافظات البلاد الـ 22، منذ منتصف مارس الماضي. وبلغت الوفيات المرتبطة بها أكثر من 680 حالة، وسجلت أعلى حالات الإصابة. الكوليرا في محافظات المرتفعات الغربية الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي.
وكشفت أحدث البيانات عن وجود بؤر في محافظات الضالع والحديدة ومأرب والجوف التي تسيطر جماعة الحوثي على أجزاء منها، إضافة إلى محافظات البيضاء وعمران. وحجة وريمة والتي تسيطر عليها الجماعة بشكل كامل.
ووصف تحديث الأمم المتحدة تفشي هذا المرض بأنه “فريد من نوعه”، بسبب تلوث المياه والغذاء، وخلال ذروة تفشيه، تم الإبلاغ عن ما بين 1050 إلى 1800 حالة جديدة يوميا، “مما يؤكد الطبيعة شديدة العدوى للمرض”. هذا التهديد” للصحة العامة، مشيراً إلى الانخفاض الذي شهده الشهر الماضي. حيث يتم الإبلاغ عن ما بين 700 إلى 800 حالة جديدة يوميا.
ورجحت الأمم المتحدة أنه من المرجح أن تكون هناك زيادة أخرى في الحالات المبلغ عنها في أعقاب الأمطار الغزيرة الأخيرة في جميع أنحاء البلاد، موضحة أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والنساء الحوامل وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة؛ والبعض الآخر أكثر عرضة لخطر الإصابة بالكوليرا.
مخاطر الفيضانات
ويمثل الأطفال دون سن الخامسة 16 بالمئة من جميع الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا و18 بالمئة من الوفيات، بينما يمثل من تزيد أعمارهم عن 60 عاما نحو 10 بالمئة من الحالات و36 بالمئة من الوفيات، بحسب البيانات. الأممية.
وذكّرت الأمم المتحدة بأن الفئات السكانية الضعيفة التي تعيش في مناطق لا تستطيع الحصول على مياه الشرب النظيفة ومرافق الصرف الصحي معرضة لخطر كبير.
وبحسب البيانات الدولية؛ ويتفاقم الوضع الصحي في البلاد بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات اللاحقة التي أثرت على أكثر من 76800 أسرة في شهري يوليو وأغسطس الماضيين، لأن موسم الأمطار يزيد من احتمالية انتقال مرض الكوليرا عبر إمدادات المياه الملوثة، خاصة وأن البلاد تشهد ارتفاعا في هطول الأمطار. . وتشهد هطول الأمطار هذا العام، وبعض المناطق زيادات كبيرة.
ورغم التوقعات بانخفاض تدريجي في هطول الأمطار، أكد تحديث الأمم المتحدة أن مخاطر الفيضانات لا تزال مرتفعة، خاصة في المناطق المشبعة بالمياه في المرتفعات الوسطى والجنوبية.
وحذر التحديث من أن هذه الفيضانات ستؤدي إلى تفاقم مشاكل الصحة العامة والزراعة والبنية التحتية، لأن المياه الراكدة تزيد من خطر الأمراض المنقولة بالمياه، كما تسببت العواصف الترابية في الهضبة الشرقية في مشاكل في الجهاز التنفسي وتلف المحاصيل، في حين أن ارتفاع درجات الحرارة قد يؤدي أيضا إلى تسارع الآفات. نشاط يهدد الأمن الغذائي.
وفي تقرير آخر قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن اليمن يشهد تفشيا حادا للإسهال المائي الحاد والكوليرا، وأن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بهذه الأمراض. وذكرت أنها ومنظمة الصحة العالمية قامتا بإنشاء زوايا في 141 مركزاً صحياً في المناطق المتضررة، كما قامتا بنشر 3385 عاملاً في مجال الصحة المجتمعية ووصلت إلى 1.2 مليون شخص.
من جهتها، أعلنت وكالة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة، أن 2184 شخصاً نزحوا خلال شهر أغسطس الماضي، وهو أعلى رقم منذ ما قبل نهاية العام الماضي، موضحة أن هذه الزيادة دفعت مكتب النزوح المشترك إلى رفع 23 إنذاراً من المخاطر المتزايدة في الحديدة وإب. لحج ومأرب وصنعاء وتعز.
وبحسب الهيئة، فقد نزح نحو 14 ألف شخص خلال الفترة من بداية يناير/كانون الثاني وحتى نهاية أغسطس/آب، معظمهم إلى محافظات الحديدة ومأرب وتعز أو داخلها.
Discussion about this post