هنأ فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس الرئاسة، باسمه وباسم إخوانه أعضاء مجلس الشعب اليمني، الأعياد الوطنية الخالدة والذكرى الثانية والستين لثورة 26 سبتمبر العظيمة والذكرى الحادية والستين لثورة 14 أكتوبر المجيدة والذكرى السابعة والخمسين ليوم الجلاء التاريخي في الثلاثين من نوفمبر.
وقال رئيس مجلس رئاسة الجمهورية في كلمة هامة وجهها للشعب اليمني بمناسبة الذكرى الـ62 لثورة 26 من سبتمبر: “إنها ذكرى مناسباتنا الوطنية العظيمة فعلًا وأثرًا، حاضرة دائمًا في نفوس شعبنا وفي تفاصيل حياته”.
وأشار فخامة الرئيس إلى أن الشعب اليمني رجالاً ونساءً يحتفل دائماً بهذه المناسبات الوطنية وتخليد ذكرى قادة الثورة العظام منقطع النظير، والتفاف حول القوات المسلحة والأمن، “جاعلاً ذكراها أكثر من أي وقت مضى نداءً للعمل والتماسك والصمود، ونداء مسؤولية وواجب لا يستثني أحداً لخوض معركة استعادة مؤسسات الدولة وكل شبر من أرض الوطن، والدفاع عن كرامتنا وحريتنا وجمهوريتنا بالسلاح والمال والكلمة”.
ومن الواضح يا صاحب السعادة أن هذه ليست مجرد مناسبة للاحتفاء ببطولة شعبنا العظيم ورجاله الفريد، بل هي في الحقيقة مشروع حاضر وعاجل وفي مقدمة مهام وأولويات شعبنا لاستكمال تحرير أرضه من الإرهاب والعبودية والاستبداد والجهل والظلم الذي أرسلته الإمامة الحوثية المجرمة.
واعتبر رئيس مجلس القيادة أن احتفالات الشعب اليمني المبكرة كل عام بهذا اليوم الخالد تؤكد أن شعلة التغيير ستظل متقدة في النفوس تضيء لنا معاني الحرية والكرامة الإنسانية والمواطنة المتساوية وسيادة الشعب.
وأضاف “إن هذا التجمع والفرحة الكبيرة في أعياد الثورة اليمنية في مختلف المحافظات هو استفتاء شعبي يدل على عظمة المبادئ السبتمبرية الخالدة ومكانتها في نفوس اليمنيين الأحرار ورفضهم الصريح للأئمة الجدد وانقلابهم الآثم”.
وأكد فخامة الرئيس أن ثورة 26 سبتمبر مثلت تتويجاً إبداعياً لنضالات وتضحيات أجيال من اليمنيين شمالاً وجنوباً قدموا أرواحهم في معركة الخلاص من حكم الأئمة المبني على التمييز العنصري والاستبداد وأقسى أشكال العزلة والجهل والتخلف، مشيراً إلى أن ثورة 26 سبتمبر 1962 أطاحت بفكرة الإمامة البائسة والعنصرية إلى الأبد، وجعلت اسم الإمامة مرادفاً للعار، وكانت الجسر الذي حمل بلادنا إلى حضارة العصر، ومنحت شعبنا طريقاً إلى الحياة الكريمة والأمل، على أساس نظام جمهوري عادل يؤمن بسيادة الشعب، والمواطنة المتساوية بين جميع أبنائه نقيضاً للاستبداد والعبودية والخرافة.
وأكد فخامة الرئيس قائلا “ولذلك فإن اليمن لن تكون إلا امتدادا وفيا لتاريخها العظيم وتعبيرا صادقا عن عظمة التضحيات ومعاني البطولة والكرامة والحرية ولن تكون أجيال الشعب اليمني اليوم إلا امتدادا للآباء الأبطال علي عبد المغني وعبدالله السلال وراجح لبوزة وقحطان الشعبي”.
وخاطب رئيس المجلس القيادي الرئاسي الشعب اليمني في المناطق التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي الإرهابية قسراً قائلاً: “يا شعبنا الصامد والصابر في مناطق الطغيان والتعدي الحوثي، اختار الحوثيون الفوضى حين ساد الاستقرار، وارتكبوا جريمة الانقلاب حين اتفق اليمنيون على الديمقراطية وسيادة الشعب، وفرضوا الحرب يوم لجأ الجميع إلى السلام، ونهبو المؤسسات ودمروها، واحتكروا موارد البلاد وأثقلوا المواطنين بالضرائب، واجتاحوا المدن والقرى بالإرهاب والعنف وانتهاك الحريات العامة، واختطفوا الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ، وشوَّهوهم لإرهاب بقية الشعب، وعبثوا باستقلال القضاء وحرمته وأفرغوا القوانين من قيمتها واستبدلوها بالكهنوت والطغيان، وحولوا التعليم عن سياقه الوطني والعلمي، وحولوه إلى منبر طائفي ونسبى متخلف”.
وعبر فخامة الرئيس عن اعتقاده العميق بأنه من الوهم الاعتقاد بأن هناك من يستطيع زعزعة قناعة الشعب اليمني بأنه لا خيار سوى الانتصار على المشروع الإيراني، مؤكداً أن “حريتنا وكرامتنا مرهونة بنتيجة هذه المعركة المصيرية التي لا خيار فيها سوى الانتصار”.
كما أشاد فخامة الرئيس بأبناء القوات المسلحة والأمن وكافة التشكيلات العسكرية وأبطال المقاومة الشعبية في مختلف الجبهات والميادين، قائلاً: “كنتم الصخرة التي تحطمت عليها أوهام مليشيا الحوثي العنصرية، وكنتم الحصن الحصين الذي حفظ تماسك اليمن وحمايته من المد الإيراني وذيوله الإجرامية، كنتم الأمل والملاذ بالأمس وأنتم الأمل والضمان اليوم وغدا”.
وأكد أن ثقته وإخوانه أعضاء هيئة الرئاسة القيادية بهؤلاء الأبطال لا حدود لها، وأن هذه الثقة مدعومة بعون الله والتجربة والحق وعدالة القضية، لافتاً إلى أن الشعب اليمني يعرف مدى تضحيات وبسالة أبطال الجيش ورجال المقاومة ويتذكر بطولاتهم ومآثرهم في أعماق قلبه.
وأكد رئيس مجلس القيادة أنه لا مستقبل آمن ومزدهر لليمن بمعزل عن العلاقة الوثيقة والتناغم الكامل مع الدول العربية الشقيقة وفي مقدمتها دول تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، معتبرا أن هذا المصير لا يرتبط بهذه المرحلة فحسب بل بحقائق التاريخ والجغرافيا التي تتجاوز أوهام وطموحات وأزمات الأفراد.
وأوضح أنه “لا خيار لمستقبل آمن وواعد دون فهم عميق للطبيعة الفريدة التي تحكم علاقة اليمن بأشقائها، ودون إدراك أن بناء العلاقات المثمرة، وترسيخ أسسها وروابطها، من أهم مهام القادة والسياسيين، بغض النظر عن مصالحهم كأفراد، أو نطاق الدور المتاح لهم، أو الموقع الذي يمارسون من خلاله مسؤولياتهم الوطنية”.
وتقدم فخامة الرئيس باسمه ونيابة عن زملائه أعضاء مجلس القيادة الرئاسية بالشكر للمملكة العربية السعودية وعلى رأسها أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وللأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة وعلى رأسهم أخيه سمو الشيخ محمد بن زايد على مواقفهم الأخوية الصادقة ودعمهم السخي للشعب اليمني وقيادته السياسية ومؤسسات دولته الشرعية.
واعتبر الرئيس الأسد أن خيارات السلام، مثل خيارات المعركة، “لا يمكن تحقيقها إلا بالجدية والجاهزية والثقة بحلفائنا الأوفياء وبذل كل الجهود للاستثمار فيها وإنجاحها دون الوقوع في حبال الأوهام الماهرة في صناعة الخيبات والضحايا ونسج نظريات المؤامرة”.
واعتبر أن بناء وإصلاح المؤسسات ومحاربة الفساد والفوضى والانفلات الأمني هو السبيل الوحيد لتحسين الوضع الاقتصادي والأمني والخدمي وبناء نموذج في المحافظات المحررة.
وأشاد فخامة الرئيس بالجهود الجماعية التي تبذلها الحكومة والسلطات المحلية للوفاء بالتزاماتها الضرورية، وحثها على تسخير كل الجهود لإيجاد الحلول العاجلة للأزمة الاقتصادية، وتخفيف الأعباء المعيشية على المواطنين بدعم من الأشقاء والأصدقاء.
ووجه الحكومة أيضاً باستكمال بناء مؤسساتها وتفعيل منظومة القوانين والأنظمة ووضع خطط واضحة لتنمية الإيرادات وتحسين الوظيفة الاجتماعية لمؤسسات الدولة وتعزيز البيئة المناسبة للعمل السياسي وحماية الحقوق والحريات العامة.
وعلى الصعيد الوطني أكد رئيس المجلس القيادي الرئاسي أن فلسطين لها مكانتها في قلب كل يمني، وهي من أقدس المقدسات، لن تختطفها إسرائيل بالاحتلال والمجازر وحروب الإبادة والتهجير، ولن تختطفها إيران ومليشياتها بالطائفية والاستغلال الكاذب والمزايدات التي تتكشف كل يوم.
وجدد فخامة الرئيس إدانة اليمن لاستمرار حرب الإبادة الإسرائيلية ضد شعب فلسطين المحتلة وجرائم الاحتلال في الضفة الغربية .. مؤكداً أن توحيد الصف العربي والإسلامي في مواجهة غطرسة وإجرام الكيان الصهيوني هو السبيل الأمثل للتضامن ودعم القضية الفلسطينية.
ودعا معاليه المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لإجبار الاحتلال الإسرائيلي على وقف جرائمه المستمرة، وتقديم الإغاثة العاجلة والكافية للشعب الفلسطيني المحاصر في غزة والضفة الغربية، ودعم تطلعاته في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة.