قال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وعضو هيئة رئاسة المجلس اليمني، عيدروس الزبيدي، إن الضربات الجوية الأميركية والبريطانية في اليمن، التي تهدف إلى وقف تعطيل الحوثيين للملاحة التجارية في البحر الأحمر، لم تؤثر بشكل كبير على القدرات العسكرية للجماعة. وأوضح الزبيدي أن هذه الضربات كان لها تأثير معاكس، حيث استغل الحوثيون الهجمات لحشد الدعم الشعبي وتصوير الولايات المتحدة والمملكة المتحدة كمعتدين.
وأشار الزبيدي في تصريح لصحيفة الغارديان البريطانية من نيويورك إلى أن التحالف العربي يشن غارات جوية على منصات إطلاق الصواريخ الحوثية منذ ثماني سنوات، ومع ذلك تمكن الحوثيون من التكيف وإيجاد طرق لإخفاء قدراتهم. وأكد أن المشكلة تكمن في غياب استراتيجية منسقة تشمل المنطقة ومجلس القيادة الرئاسية، مشيرا إلى أن العمليات العسكرية الحالية تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا وحدهما دون تنسيق فعال مع أطراف إقليمية أخرى.
وأضاف الزبيدي أن السفن التي تصل إلى مينائي الحديدة والصليف تمر دون تفتيش وتحمل أسلحة متطورة من إيران وروسيا، وهو ما أعطى الحوثيين القدرة على استهداف إسرائيل.
ودعا إلى اعتماد استراتيجية شاملة تتضمن مسارات سياسية وعسكرية واقتصادية لاحتواء الحوثيين وإضعافهم.
وفيما يتعلق بالعملية السياسية، أكد الزبيدي أن الحوثيين أصبحوا يرون أنفسهم دولة في اليمن، ولا يعترفون بالحكومة اليمنية في عدن، ويفضلون الحوار مع الغرب فقط، وأضاف أن الحوثيين نجحوا في غرس فكرهم الطائفي في الجيل الجديد، وهو ما يجعل من الصعب توقع ثورة داخلية ضدهم في المستقبل القريب.
وأشار الزبيدي إلى أن “عملية السلام السابقة لم تعد قابلة للاستمرار”، مشددا على ضرورة تغيير النهج المتبع في التعامل مع الحوثيين. ودعا الزبيدي إلى ضرورة استئناف تصدير النفط وبناء الإيرادات الوطنية بشكل مستقل عن الدعم السعودي، مشيرا إلى أن المجلس الرئاسي القيادي الذي تشكل في أبريل/نيسان 2022 يعاني من انقسامات سياسية ويفتقر إلى القواعد الإجرائية المناسبة، مما يستدعي ضرورة إصلاحه، بحسب الصحيفة.