( لحظة)
خاطرة: ليان صالح
مددتُ يدي وأمسكتُ بالقلم لأكتبَ قصيدة، لكن الأفكارَ أبت أن تفارق خيالي لترافقَ قلمي..
وترددتِ الأوراقُ في معانقة كلماتي المبعثرة، تشبثتُ بالقلم جيداً وحاولتُ الكتابةَ مجدداً، لكن الحبر تطاير على صفحاتي البيضاء، وكأنه يحاول الهروبَ بعيداً..
شعرتُ بالوهن يتسلل إلى يدي، وباليأسِ يتغلغلُ في فؤادي، فرميتُ بالقلم بعيداً، وأمسكتُ رأسي بكلتا يديَّ..
وأدركتُ أن زمان الكتابة قد انتهى، وأن وقت الغربة بدأ، وضعتُ رزمة الأوراق البيضاء جانباً. ثم نهضتُ واقفةً، واتجهتُ نحو الباب وفتحته..
استقبلني تيارٌ باردٌ من النسمات الليلية، شعرتُ بالدمِ يجري في عروقي، وبالتفاؤل يروي حدائقَ أفكاري الذابلة..
خامرني شعورٌ عارمٌ بالفرح، فأدرتُ للمكتب بأوراقه وأقلامه ظهري، وأطلقتُ لساقيّ العنان..
ركضتُ بكل قوتي نحو الأمام معانقةً الريحَ بلهفة العشاق، متجهةً نحو جنتي القادمة، وصوبَ فردوسي المفقود.
Discussion about this post