ورغم أن البعض يرى في مقتل إسماعيل هنية فرصة للمصالحة بين السلطة الفلسطينية وحماس، فمن غير المرجح أن يسلك الرئيس عباس هذا المسار.
ليس سراً أن العلاقة بين قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله وحماس ليست على ما يرام. فقد كان الجانبان على خلاف لسنوات، ولكن مع ورود أنباء وفاة رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران، تلا ذلك سلسلة من التصريحات من جانب الزعماء السياسيين في رام الله الذين أدانوا الهجوم ووصفوا هنية بالبطل الوطني.
وعلى الرغم من التعاطف العميق بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، واستطلاعات الرأي التي تشير إلى أن نسبة كبيرة من الفلسطينيين في الضفة الغربية يرغبون في رؤية المصالحة مع حماس، فإن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لم يظهر أي اهتمام حقيقي بتوحيد الفصائل الفلسطينية منذ طردت حماس حركة فتح من قطاع غزة في عام 2007.
ولم يتغير هذا منذ اغتيال هنية، ومن غير المرجح أن يحدث تحول جذري بعد ذلك، حسبما يقول المحللون والمطلعون في فتح.
وكان الرد الأبرز من رام الله هو مكالمة هاتفية بين وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ ـ أحد أقرب مساعدي عباس وشخصية مكروهة على نطاق واسع في صفوف حماس ـ وخالد مشعل، المسؤول الكبير في حماس المقيم في الدوحة والذي من المقرر أن يحل محل هنية كزعيم لحماس خارج غزة.
إن المصالحة الوطنية هي الورقة الوحيدة التي يستطيع عباس أن يلعب بها. والتوصل إلى اتفاق حقيقي مع حماس من شأنه أن يعزز الدعم المتراجع لعباس في الشارع الفلسطيني وأن يوفر الزخم اللازم لاستئناف محادثات السلام التي توقفت منذ سنوات. ولكن عباس لا يبدو راغباً في السير في هذا الطريق.
ولن يسافر الرئيس عباس إلى الدوحة لحضور جنازة هنية يوم الجمعة؛ وبدلاً من ذلك، سيتوجه إلى المملكة العربية السعودية يوم الأحد للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهو ما يشير إلى أولوياته – فهو يرى أن المملكة العربية السعودية تحمل المفتاح لإحياء محتمل للسلطة الفلسطينية، وليس الإسلاميين في غزة.
وفي الأشهر الأخيرة، أشار مسؤولون سعوديون إلى قيادة رام الله بأنهم سيستأنفون الدعم المالي المباشر لرام الله، والذي توقف فجأة في عام 2016، في محاولة للمساعدة في تخفيف الوضع الاقتصادي المتردي للسلطة الفلسطينية.
وفي غيابه، يخطط عباس لإرسال اثنين من مساعديه الموثوق بهم في فتح، هما جبريل الرجوب ومحمود العالول، بحسب ما قاله مسؤول فلسطيني كبير لموقع المونيتور. والرجوب هو رئيس سابق للأمن قاد في السنوات الأخيرة محاولات حقيقية للمصالحة مع حماس، على الرغم من أن عباس قوض هذه الجهود مرارًا وتكرارًا.
وكان العالول، الموالي لعباس والقائد العسكري السابق لحركة فتح من نابلس، في الصين الشهر الماضي، حيث وقع اتفاق وحدة جديد مع حماس. ورغم الاتفاق، اعترف العالول بأنه “ليس متأكدًا من أن حماس تبحث حقًا عن المصالحة، وأن عباس ليس في عجلة من أمره لتحقيقها”، بحسب ما قاله مصدر مقرب منه لموقع المونيتور.
وكان هنية من أبرز المؤيدين للمصالحة مع فتح داخل حماس، وعلى المدى الطويل، من غير المرجح أن يؤدي مقتله إلى إضعاف الرغبة في الوحدة الوطنية داخل الحركة.
Discussion about this post