وجاء قرار الوحدة متسرعا ودون دراسة ومعرفة كافية بالنظام اليمني الشمالي الذي يفتقر إلى أبسط مقومات الدولة.
وفقاً للإجماع الجنوبي والتفويض الكاسح للرئيس الزُبيدي، تم إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي ككيان سياسي يمثل الجنوب ويتبنى أهداف الشعب الجنوبي المطالبة بعودة الدولة الجنوبية وطرد المتمردين. إشغال.
وسنوضح في هذا التقرير سبب خروج الشعب الجنوبي لتفويض الرئيس الزبيدي بتشكيل كيان يمثل الشعب الجنوبي، وتوضيح مسألة الاختلاف بين المجلس الانتقالي والأحزاب والمكونات، فهو اتفاق شامل مظلة مكونة من مختلف أطياف ومكونات الشعب الجنوبي السياسية والحزبية والمجتمعية. كما سنتناول مهام المجلس والأهداف التي أنشئ لتحقيقها وانتهاء دوره. عودة الجنوب وتحقيق الاستقلال.
* حامل سياسي لقضية شعب الجنوب
تأسس المجلس الانتقالي الجنوبي بموجب تفويض كاسح من مختلف طوائف ومكونات وشرائح الشعب الجنوبي للرئيس الزبيدي لإنشاء كيان سياسي يمثل الشعب في الجنوب ويعمل على استعادة الدولة الجنوبية على ما كانت عليه قبل ذلك. حدود 22 مايو 1990.
وتمكن المجلس الانتقالي الجنوبي، خلال فترة قصيرة، من فرض القضية الجنوبية وإعادتها إلى الواجهة الإقليمية والدولية.
بعد سبع سنوات، يتمتع المجلس الانتقالي الجنوبي بعلاقات واسعة وتواصل مع العديد من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية، مما انعكس إيجاباً على القضية الجنوبية من خلال تسليط الضوء عليها وتعريف العالم بمأساة شعب الجنوب، وعلى المستوى الإقليمي والعالمي. وتفهم الدول الدولية ضرورة إيجاد حل للقضية بعد موافقة التحالف العربي والمجتمع الدولي. ما قدمه المجلس الانتقالي الجنوبي، والذي أكد أن أي حلول تتجاهل القضية الجنوبية سيكون مصيرها الفشل.
*المجلس الانتقالي الجنوبي مظلة جامعة لمختلف شرائح الشعب*
وتتشكل الأطر القيادية للمجلس الانتقالي الجنوبي من مختلف أطياف وشرائح المجتمع الجنوبي بكافة مكوناته السياسية والثورية والاجتماعية والمهنية.
وحرص الرئيس الزُبيدي على أن يكون المجلس الانتقالي ممثلاً حقيقياً لكل أبناء الجنوب، وعمل على إيجاد تمثيل لكافة القوى الجنوبية في هيئات وإدارات المجلس الانتقالي، وأن يستوعب كل من يؤمن بالجنوب. قضية الجنوب بمختلف انتماءاته السياسية والفكرية.
وبفضل هذا التنوع السياسي والاجتماعي والثوري، أصبح المجلس الانتقالي مظلة جامعة للقوى الجنوبية ورافعة سياسية حازت على إجماع شعب الجنوب لتحقيق الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية.
*المجلس الانتقالي إطار وطني
المجلس الانتقالي الجنوبي ليس حزبا ولا مكونا سياسيا أو اجتماعيا له مشروع سياسي خاص به لأعضائه ومنتسبيه. المجلس الانتقالي هو إطار وطني شامل ينظم كافة القوى الجنوبية المؤمنة بالتحرير والاستقلال، وله هدف واضح ومحدد وهو تنسيق كافة الجهود والإمكانيات نحو تحقيق أهداف وتطلعات الشعب الجنوبي، قيادة لبناء مؤسسات الدولة. وبعد ذلك تحل الدولة الجنوبية المستقلة كيانها المؤسسي وتنتهي مهمتها، وتبقى الحرية لرموزها ومنتسبيها بعد ذلك في إعادة تنظيم أنفسهم وفق أي أطر سياسية وفق دستور وقانون الدولة الجنوبية المستقبلية.
*البناء المؤسسي حسب الانتماء الجنوبي
يعتمد الهيكل المؤسسي والتنظيمي في المجلس الانتقالي الجنوبي على الانتماء الفكري والعاطفي والولاء لأهداف وغايات المشروع الوطني التحرري الجنوبي وليس على الانتماء العضوي الذي يعتبر أساس بناء الأحزاب والمكونات.
*ليس الشتات الجنوبي
إن الإعلان عن إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي جاء في وقت حرج لإنقاذ القضية الجنوبية من مؤامرات خطيرة تهدف إلى ابتلاعها والقضاء عليها بشكل كامل.
وشكل تشكيل المجلس صدمة قوية لقوات الاحتلال المعادية للجنوب، والتي كانت تهدف إلى استعادة السيطرة عليه رغم التضحيات التي قدمها أبناء الجنوب والانتصارات الكبرى التي حققتها المقاومة الجنوبية ضد مليشيات الحوثي.
ولأن مصالح هذه القوى أصبحت مهددة بتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي، فقد اتحدت على هدف واحد وهو محاولة القضاء على المجلس، وهذا الهدف كان محل إجماع جميع قوات الاحتلال سواء الحوثيين أو القوات. تحت مسمى الشرعية ومحاولة احتواء القضية الجنوبية وإبقاء الشعب الجنوبي في حالة شتات وممزق من خلال… تمييع القضية وتمرير حلول منقوصة لها بما يضمن مصالح صنعاء مراكز القوة واستمرار احتلالها ونهبها للجنوب، إلا أن كل هذه المؤامرات باءت بالفشل أمام تماسك الشعب الجنوبي والتفافه حول قيادته.
*الالتفاف حول قيادة المجلس الانتقالي
المرحلة الحالية التي يمر بها الجنوب وسط حديث عن اتفاقات وحلول لإنهاء الحرب المستمرة منذ تسع سنوات، ومع ظهور مؤشرات على أن بعض دول التحالف العربي تسعى لفرض حلول تضمن مصالحها فقط وتجاهل مصالح الشركاء بما فيهم الجنوب الذي تحاول بعض الدول تسليمه إلى باب اليمن ثمناً لاتفاق يضمن مصالحهم، فلابد أن يلتف كل مواطن جنوبي حول القيادة الجنوبية برئاسة الإخوان. ويستعد الزبيدي لمواجهة أي حلول أو مشاريع لا تلبي رغبات وتطلعات الشعب الجنوبي وحقه في استعادة أرضه ودولته الجنوبية.
Discussion about this post