وقبل عام، استنفرت جماعة الحوثيين لإعادة حشد قدراتها وقواتها ومخابئ قياداتها، وأجرت تحديثات شاملة لأنظمتها الأمنية واحتياطاتها وتكتيكات الانتشار والتوزيع، وآليات مركزية القيادة والعمليات، هرباً من الغزو الأمريكي. الهجمات البريطانية، وكذلك الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف الجماعة منذ يناير الماضي، على خلفية استهدافها للسفن. التجارة في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب تحت شعار نصرة غزة والأقصى.
وقبل ذلك، تمكنت الجماعة من بناء منشآت محصنة تحت الأرض وتحت الجبال في مناطق وعرة لتجنب الضربات الجوية التي شنتها مقاتلات “عاصفة الحزم – إعادة الأمل” التي أطلقتها دول التحالف العربي الداعم للشرعية اليمنية في 26 مارس 2015 بقيادة السعودية. العربية، حيث نجحت المجموعة في إخفاء بعض الأسلحة والذخائر الاستراتيجية. التي استولت عليها من مخازن الجيش اليمني وتلك التقنيات المتطورة والقطع التي تدفقت إليه من إيران.
وبحسب تحقيق أجرته منصة خط الدفاع -منصة يمنية مستقلة تعنى بالشأن الأمني والعسكري- فإن جماعة الحوثي تستفيد من عقيدتها المتراكمة كحركة تمرد مسلحة تعتمد على حروب العصابات وقتال الجبال، إضافة إلى تقليد أساليبها. إيران والجماعات التابعة لها. وساهم خبراء من الحرس الثوري وحزب الله في تحصينات الحوثيين.
ووزعت قواعد عسكرية على مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها، مع التركيز بشكل رئيسي على محافظة صعدة، والمحافظتين الجبليتين المجاورتين عمران وحجة، لتحديث وبناء قواعد سرية كبيرة وشبكات عديدة من الطرق، ثم العاصمة صنعاء، و المرتفعات المحيطة بها، وكذلك محافظة الحديدة والمرتفعات الغربية المطلة على البحر. أحمر.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية وجوجل إيرث قيام التنظيم بإنشاء عشرات القواعد الرئيسية والفرعية في جبال صعدة وسلسلة الجبال المجاورة لها في عمران وحجة والجوف، وحفر كهوف تحت الأرض لتخزين الأسلحة والمعدات والوقود والأموال والقواعد. لإخفاء وإطلاق الصواريخ، ومنصات للذخائر الجوية والطائرات بدون طيار، ومراكز لأنظمة المراقبة والاستطلاع. والقيادة والسيطرة وملاجئ للخبراء والمستشارين الأجانب.
وأظهرت نتائج تحليل الصور وجود أعمال بناء واسعة في مدينة صعدة ومديريات الصفراء وسحار ووحيدان وساقين والبقع وكتاف.
وكانت هذه الجغرافيا الاستراتيجية مسرحاً لعدد لا بأس به من الغارات الجوية الأمريكية البريطانية، وبعض الغارات القاذفة الأمريكية “الشبح” التي استهدفت منشآت تحت الأرض في 17 أكتوبر/تشرين الأول، والتي وقعت في قاعدتين للحوثيين في صعدة.
وفي محافظة الجوف، تظهر صور جوجل إيرث والمصادر الاستخباراتية المفتوحة التي حللها فريق خط الدفاع وجود منشآت عسكرية للحوثيين والتطورات المستمرة في المرتفعات الجبلية بالمحافظة، والتي تتركز في سلاسل جبال الزاهر والظاهر. مديريات الحميدات المجاورة لحرف سفيان عمران، ومديرية خراب المرعشي التي تربط الجوف وعمران وصعدة، بالإضافة إلى مديرية رجوزة الجبلية التي تشهد غزارة شديدة. وتمتد الأنشطة العسكرية للحوثيين وصولاً إلى مديرية برط العنان المحاذية لمحافظة صعدة حيث تقع أعلى جبال الجوف. وهي ذات أهمية بالنسبة للحوثيين بسبب قربها من صعدة وتضاريسها الوعرة.
كما تتركز منشآت ومخابئ الحوثيين في محافظة حجة في مديريات عبس وميدي وحيران الغربية المطلة على البحر الأحمر، وتمتد حتى حرض على الحدود مع السعودية.
معلومات وصور الأقمار الصناعية تكشف تركيز جهود الحوثيين على بناء قواعد عسكرية تحت الأرض وفي الجبال، وحفر شبكة واسعة من الأنفاق والملاجئ في الجغرافيا الساحلية لعبس وميدي، ومخابئ للصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار والزوارق البحرية ومراكز أنظمة الرادار ونقاط المراقبة، وإنشاء ورش لتجميع وتصنيع المعدات العسكرية في المزارع. الجر عبوس. وتوجد في حرض مراكز مراقبة واستطلاع، بالإضافة إلى منصات إطلاق صواريخ وطائرات بدون طيار وأنظمة دفاع جوي.
وفي محافظة عمران تشير معلومات ونتائج تحليل الصور الفضائية إلى وجود تطورات وإنشاءات حوثية في أعلى جبال المحافظة، خاصة في مديرية حرف سفيان، أكبر المديريات جغرافياً والأهم استراتيجياً كونها البوابة الجنوبية لصعدة. وتقع على الحدود مع مديريتي الجوف وحجة.
وتقع القواعد العسكرية القديمة والمقرات العسكرية في سفيان، وتمر من خلالها الطرق الرئيسية التي تربط صنعاء وعمران وصعدة والجوف.
صنعاء مخزن أسلحة وكهوف
وفي العاصمة صنعاء والمرتفعات الجبلية المحيطة بمحافظة صنعاء يقع ثاني أكبر مجمع للقواعد العسكرية للحوثيين. ولا تتوقف أنشطة الحوثيين عند إنشاء قواعد عسكرية جديدة ومخابئ تحت الأرض وأنفاق وتحصينات تحت الجبال المحيطة بالعاصمة، وتحديث المنشآت العسكرية القديمة المدفونة والمحصنة بالخرسانة الإسمنتية، والتي بنيت في عهد علي عبد الله صالح.
ويستغل التنظيم التضاريس والمكونات الملائمة، ويستغل البنية التحتية العسكرية ومقرات ومخازن الجيش اليمني التي سيطر عليها في حروبه وتجنيده وحشده الطائفي وإدارة عملياته داخل حدود اليمن وخارجها. .
وتظهر صور الأقمار الصناعية وصور جوجل إيرث والمصادر المفتوحة قيام التنظيم بإعادة تأهيل مخازن الأسلحة القديمة تحت الأرض في معسكر الحافة ومعسكرات جبال النقم شرقي العاصمة، وإنشاء مخابئ وتحصينات جديدة وواسعة في النقم. سلسلة الجبال.
وبحسب المعلومات فإن الحوثيين يحاولون إعادة تشغيل مخازن الصواريخ القديمة المخبأة في الأنفاق المحصنة في جبال عطان، حيث تمركزت سابقاً ألوية الصواريخ وحيث تم إخفاء الصواريخ الباليستية والمجنحة.
وسبق أن أفادت مصادر أمنية لموقع “ديفينس لاين” أن الحوثيين نفذوا أعمال حفر واسعة النطاق في الجبال الشرقية للعاصمة صنعاء، للبحث عن مخازن الأسلحة والذخيرة القديمة وبناء تحصينات وأنفاق جديدة.
كما تظهر صور الأقمار الصناعية أن الحوثيين نفذوا أعمال بناء وتطوير واسعة النطاق وشقوا طرقا جديدة في مواقع في قاعدة عسكرية في منطقة جربان شمال العاصمة، وفي مديرية همدان إلى الشمال الغربي، حيث توجد عدة معسكرات سابقة وحديثة. ومنطقة الكسارات والكهوف الكبيرة التي تستخدمها الجماعة في العمليات العسكرية.
وإلى الشرق، أنشأ الحوثيون منشآت عسكرية في محافظة البيضاء ونشروا قواعد ومنصات إطلاق صواريخ وطائرات باتجاه بحر العرب.
فيما تظهر المعلومات الاستخباراتية وصور الأقمار الصناعية تكثيف التنظيم أعمال بناء الأنفاق والتحصينات، وشق الطرق في مرتفعات مأرب، خاصة في سلسلة جبال هيلان الاستراتيجية، وحفر شبكة من الأنفاق والتحصينات في خطوط المواجهة.
عسكرة الحديدة والمرتفعات الغربية
وفي محافظة الحديدة، الساحل الغربي المطل على البحر الأحمر، وجهت جماعة الحوثيين جزءا كبيرا من جهودها لبناء منشآت وقواعد عسكرية جديدة في سهول تهامة وفي الجزر والموانئ البحرية في مدينة الحديدة والصليف.
وأنشأت الجماعة شبكة واسعة من الأنفاق والكهوف تحت الأرض على طراز حماس والجهاد الإسلامي في غزة وحزب الله في ضاحية بيروت، وأنشأت مستودعات محصنة لإيواء وإخفاء الأسلحة والذخيرة البحرية المتطورة، ومراكز لتصنيع الألغام البحرية والمفخخات. – الزوارق المحاصرة وورش تجميع صواريخ أرض-بحر وأرض-جو والصواريخ المضادة للسفن. تطوير مخابئ القيادة والتوجيه المدفونة ومنصات الإطلاق والرادارات.
وتظهر صور الأقمار الصناعية قيام جماعة الحوثي بأعمال تطوير وإنشاء وبناء طرق في الجبال الغربية بمحافظات ريمة وذمار وإب وتعز المطلة على البحر الأحمر.
ونشر التنظيم في هذه المناطق الاستراتيجية منصات ثابتة ومتحركة لإطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار وأنظمة المراقبة الكهروضوئية وأنظمة الدفاع الجوي ومعدات الحرب الإلكترونية والاستطلاع.