نظام “اليد القاتلة” تستعد روسيا لسيناريو “نهاية العالم”.
يافا نيوز – وكالات
ظهرت تطورات مثيرة للقلق على الساحة النووية الدولية، وسط أجواء مشحونة بالتوتر بين روسيا والدول الغربية، خاصة منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ووافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا على تحديث العقيدة النووية لبلاده، في وقت شهدت العلاقات مع الغرب تصعيدا غير مسبوق، خاصة بعد سماح الولايات المتحدة لأوكرانيا باستخدام الصواريخ بعيدة المدى لضرب الداخل الروسي.
انتقادات غربية وتحذيرات روسية
وردت الولايات المتحدة على التحركات الروسية بانتقادات شديدة، واصفة الخطاب النووي الروسي بـ”غير المسؤول”، بحسب تصريح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي لوكالة فرانس برس.
بينما رأى مراقبون أن هذه التطورات قد تؤدي إلى زيادة مستوى المخاطر النووية في العالم، خاصة في ظل امتلاك روسيا لأكبر ترسانة نووية في العالم.
آلة يوم القيامة
ووسط هذه الأجواء المشحونة، عاد الحديث عن نظام «اليد القاتلة»، المعروف أيضا باسم «آلة يوم القيامة»، والذي يعود تاريخه إلى أيام الحرب الباردة.
ورغم أن روسيا لا تعترف رسميا بوجود هذا النظام، إلا أنه يعتقد أنه يمثل الدرع النووي الأخير للدولة الروسية.
ويهدف هذا النظام، المصمم للتعامل مع السيناريوهات المروعة، إلى إطلاق آلاف الصواريخ النووية تلقائيًا في حالة تعرض روسيا لهجوم نووي يقضي على قيادتها العليا. وتشير التقارير إلى أن النظام يعتمد على شبكة من أجهزة الاستشعار وأجهزة التحكم، التي تكتشف مؤشرات الهجوم النووي وتطلق الصواريخ تلقائيا في حالة استحالة الأوامر البشرية.
كيف يعمل نظام “يوم القيامة”؟
المرحلة الأولى: إذا تم الكشف عن هجوم نووي وشيك، يطلق النظام عدداً كبيراً من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
المرحلة الثانية: إطلاق الصواريخ النووية الحرارية على الدولة المعتدية؛ مما يؤدي إلى الدمار الشامل للطرف الآخر.
فكرة أمريكية…صنعت في روسيا
والغريب أن فكرة هذا النظام تعود إلى عالم الفيزياء الأميركي هيرمان كان، الذي ناقشها في كتابه «الحرب النووية الحرارية» (1960).
ورأى خان أن مثل هذا النظام يشكل رادعاً قوياً، لأنه يعتمد على غياب التدخل البشري؛ وهذا يزيد من خوف الخصوم من المخاطرة بالتصعيد النووي.
ورغم أن الولايات المتحدة لم تنفذ هذه الفكرة، فإنها استخدمت استراتيجيات مماثلة في إطار مبدأ “التدمير المتبادل المؤكد” (MAD) خلال الحرب الباردة.
التأكيدات
وفي عام 1993، أشار خبير أميركي إلى أن الاتحاد السوفييتي بنى هذا النظام فعلياً في الثمانينيات، وأنه لا يزال يعمل في روسيا.
وبينما أكد عدد من المسؤولين في الاتحاد السوفييتي السابق وجود النظام، رفض آخرون التعليق عليه.
وقد وثّق الصحافي الأميركي ديفيد هوفمان، الحائز على جائزة بوليتزر، وثائق سرية حول هذا النظام في كتابه “اليد القاتلة”، معتبرا إياها من أخطر تركات سباق التسلح في الحرب الباردة.
Discussion about this post