إعادة هيكلة كليات التربية تحت مسمى كليات الجامعة وهذا مطلب يواكب المرحلة الحالية وحاجة المجتمع لها خاصة بعد عزوف الطلاب عن الالتحاق بكليات التربية في كافة الجامعات وتحديدا في السنوات الماضية. ولا شك أنها تكتسب أهمية كبيرة جداً حيث أن هذه البنية تهدف إلى تطوير برامج جديدة تواكب سوق العمل في المناطق التي تتواجد فيها هذه الكليات والتي هي في حاجة ماسة إلى كوادر متخصصة في هذه المجالات مع اعتمادها البرامج. لكن على الرغم من هذه الأهمية، لا ينبغي للجامعات أن تفتح الباب واسعا في فتح برامج وتخصصات لا تتوافق مع طبيعة المهام التعليمية والأكاديمية لهذه الكليات، وذلك لأسباب كثيرة معروفة لدى جميع الأكاديميين في هذه الكليات وحتى في الجامعات. المعنية باعتماد مثل هذه البرامج الدراسية.
والحقيقة أن ما دفعنا لكتابة هذا الموضوع هو ضرورة الالتزام بالنزاهة العلمية بعد أن قمنا بمراجعة البرامج التعليمية المعتمدة في إحدى هذه الكليات بعد إعادة هيكلتها وتسميتها الكلية الجامعية، حيث وجدنا أن هذه الكلية قد اعتمدت نهجاً جديداً مشروع برنامج يسمى “درجة البكالوريوس في المختبرات الطبية” ومن خلال مراجعتنا للخطة الدراسية لهذا البرنامج وجدنا أنه يحتوي على “مقررات” طبية متخصصة لا يجوز تدريسها إلا في كليات الطب أو كليات العلوم الصحية أو كليات المختبرات الطبية حيث أن تدريسهم يقع ضمن المهام الأكاديمية لهذه الكليات فقط. وهنا يمكن أن نتساءل عن المعايير والأسس العلمية التي اعتمدها القائمون على إعداد هذا المشروع البرنامجي. لا يمكن اعتبار تسمية الكلية بالجامعة سبباً كافياً لاعتماد هذا البرنامج، لأن هناك أسس ومعايير محددة تسمح لهذا النوع من الكليات الجامعية باعتماد برامج تتناسب مع طبيعة مهامها التعليمية والأكاديمية في تأهيل كوادرها وذلك الحصول على فرص وظيفية مهنية في بعض التخصصات التطبيقية والإنسانية. تلبية متطلبات سوق العمل في التخصصات غير الطبية والهندسية. و
والله مقصود ..
*كلية العلوم – جامعة عدن.
Discussion about this post