كتب / مسعود عمشوش
معظم الشعوب العربية لا تزال تعشق الشعر الشعبي والغناء، تحرص على سماعهما. وفي كثير من محافظاتنا، حضرموت وشبوة وابين ويافع ولحج، تسهم القصائد والأغاني الشعبية في توعية الجماهير وإلهاب حماسها، لا سيما في فترات الأزمات بمختلف أنواعها. وقد كان للشعر الشعبي في بلادنا دور كبير في إلهاب حماس الجماهير وتوعيتهم بالأحداث التي رافقت قيام الثورة التحريرية ضد المستعمر البريطاني وحث الثوار على الصمود وتوعيتهم بمصيرهم، ورسم لهم معالم الطريق تلك التي حاول فيها المستعمر تضليلهم بكل أشكال العنف والجبروت.
وفي معظم الأحوال يمتزج الشعر الشعبي ببعض أنواع الرقص الشعبي. وفي حضرموت هذا النوع من الرقص: الشبواني ويسمى الاحتفال الذي يمزج بين الشعر الشعبي والرقصة الشبواني: المطلع.
ومن اللافت أن رقصة الشبواني الممزوجة بالشعر الشعبي أصبحت جزءا من عدد من طقوس الزواجات والاحتفالات الدينية والوطنية. وهذه الأيام ينظم في سيؤن ما يسمى بمطلع المطالع الذي منذ بضع سنوات تمت برمجته بالتزامن مع حولية الحبيب علي الحبشي، وزواج جماعي، وتشارك في مطلع المطالع معظم فرق الشبواني والرقص الشعبي في حضرموت، واديا وساحلا، وكذلك جميع كبار شعراء الدان الشعبيين في حضرموت ومن بينهم الشاعر رمضان باعكيم الذي ألقى قصيدة حماسية في احتفالات حضرموت بعيد ١٤ اكتوبر والهوية الجنوبية. ولا شك أن إدراج الشعر الشعبي في برناج ذلك الحفل كان من أبرز عوامل نجاحه. فالحضارم يعشقون كثيرا كما ذكرت الاستماع شعرائهم الشعبيين، ويسهرون حتى الفجر للاستماع لمساجلات الشعراء، ويأتون لتلك المناسبات من مناكق بعيدة بدون صرفات ولا فيد، كما يزعم بعض المتألمين من نجاح تلك الفعالية، ولا يزالون يوظفون كل مطبليهم لتشويهها. ونتمنى أن يستفيد منظمو الفعاليات بمختلف أنواعها من تجربة فعالية سيؤن ويضمنون برامج الفعاليات قصائد لكبار الشعراء الشعبيين في بلادنا. وربما أغنية حماسية يؤديها أحد كبار فنانينا. ربما.
Discussion about this post