كشفت مصادر سورية أن حزب الله استدعى المئات من عناصره المتواجدين في سوريا خلال الأسبوع الماضي، قبل وأثناء تعرض الحزب لهجمات إلكترونية وعسكرية إسرائيلية. وقالت إن الحزب استدعى أيضاً كوادره الموجودة في العراق واليمن.
وقال مصدر عسكري سوري لإرم نيوز، إن عملية الاستدعاء من سوريا إلى لبنان شملت بشكل خاص قوات من “وحدة الرضوان” التي تعتبر إحدى قوات النخبة ضمن صفوف حزب الله، ورأس حربتها في المواجهة العسكرية المباشرة. . وينتشر “الرضوان” في القصير والزبداني والقلمون، وله معسكرات خاصة به بالقرب من بلدة الضمير بريف دمشق، وآخر في ريف حمص الشرقي.
وأضاف المصدر أن قسماً من المجموعات الأمنية والعسكرية التابعة للحزب تلقوا إخطاراً ينص على تسليمهم المهام الموكلة إليهم لقيادة غرف العمليات والقطاعات التابعة للجيش السوري في المناطق التي يتواجدون فيها، لا سيما في القصير بريف دمشق. ريف حمص والزبداني في ريف دمشق، ومن ثم سيتم نقلهما إلى جنوب لبنان.
وقدر المصدر عدد عناصر حزب الله في سوريا بنحو 3000 عنصر، يتوزعون على نقاط ثابتة في مناطق محددة، مثل القصير والزبداني والقلمون ودمشق وحلب والبادية. وأوضح أن الحزب سحب حتى الآن نحو 750 عنصراً، وهو ما يمثل ربع إجمالي القوات، مشيراً إلى أن عمليات الاستدعاء قد تستمر حسب الحاجة أو تطورات المعركة مع إسرائيل، خاصة في حال حدوث تدخل إسرائيلي. توغل بري خلال الأيام المقبلة.
وأوضح أن قسماً كبيراً من العناصر أعادهم الحزب عبر ممرات التهريب الحدودية الخاضعة لسيطرته بريف دمشق، فيما عاد قسم من المقاتلين بسيارات خاصة عبر المعابر الحدودية النظامية.
وتتم عملية عودة المقاتلين في مجموعات لا يتجاوز عدد كل منها 10 أفراد، على متن حافلات صغيرة أو شاحنات نقل مدنية، كنوع من التمويه وخشية استهدافهم من قبل المسيرات الإسرائيلية التي تنشط في المنطقة.
ولم تقتصر عملية سحب القوات التي نفذها حزب الله على سحب قواته من سوريا فقط، بل شملت أيضا كوادر قيادية ومستشارين ومدربين من العراق واليمن.
وكشف المصدر أن متخصصين في تدريب أطقم تشغيل وإدارة واستخدام الطائرات بدون طيار ومنظومات الصواريخ المباشرة والموجهة من اليمن والعراق، عادوا إلى سوريا منذ بداية شهر سبتمبر الجاري، وغادروا إلى لبنان على الفور.
ويشرف خبراء متخصصون ومستشارون من حزب الله اللبناني على البرامج العسكرية لميليشيا الحوثي، بما في ذلك التخطيط العسكري. ويقدم الحزب التخطيط للحوثيين في العمليات العسكرية، في ضوء تجربته من المعارك في سوريا، ومعظم من ذهب إلى اليمن شارك في تلك المعارك.
كما ساعد الحزب في التدريب العسكري، وتدريب خبراء وقادة حزب الله للحوثيين فيما يتعلق بالعبوات الناسفة والصواريخ المضادة والطائرات بدون طيار والعمليات عبر الحدود.